هذي المواكب لا تخون..!

0 72

كتب: د. مرتضي الغالي

.

هذي المواكب لا تخون..! دعم الحكم المدني..لا للانقلابات.. لجنة تفكيك الإنقاذ خط أحمر…الله الله على هذا الشعب الجسور الذي يتشبّع بالوعي ويعرف حقيقة وقيمة الحكم المدني والحياة المدنية والذي يعلن كل مرة عن تصميمه على التصدي للتحديات كافة (الكائنة والكامنة والقادمة والمُحتملة)..وعلى ضرورة ألا يتجاوز أي شخص في رقعة هذا الوطن العظيم حدود وظيفته وصلاحيته وأن (يلزم ماعونه) ولا يعكّر بأفاعيل (الخمج والخرمجة) بِركة الحياة المدنية النظيفة.. فقد انتهى بدحر الإنقاذ عهد العنجهيات والاستباحة..وولى زمن الشموليات والقهر والاستبداد والابتزاز.. هذي المواكب لا تخون..!

هذا هو عهد الوطن مع شهدائه وهو يعيش (مخاضات الانتقال) ويمد حبال الصبر للذين لم يفقهوا حتى الآن ما جرى في السودان من ثورة.. ومن حكمة الله أن تتباين الأفهام.. فقد عرف الناس في أوروبا وآسيا وأمريكا الأنجلو- سكسكونية وأمريكا اللاتينية ودوائر العالم كافة ما جرى في السودان ووضعوه في منزلته الحقيقية بينما استعصى على البعض في بلادنا أن يدرك أبعاد هذا التغيير..وظلوا متعثرين ينظرون للوراء بعيون زائغة وهم مشدودون إلى عهد التيه وأيام القهر عندما أرادت الإنقاذ أن تجعل من الوطن دولة رعاع من غير رأس.. ونشرت غسيلها المتسخ على النوافذ والشرفات وأغرقت بمياهها الآسنة الذرى والسفوح وأسدلت ثوب البلادة والغباء على كل الذين كانوا في خدمتها من مدنيين ونظاميين..وكثيرون منهم لا يزالون في غيّهم يعمهون.. فقد انقطعت عن جماعتها أنوار المعرفة وظلت في حفرتها لا تدرى ما يدور في العالم من معارف وما تمور به الشعوب من تطلعات وطموحات نحو الحرية والكرامة والرفاه.. ذهبت الإنقاذ وتركت خلفها بعض الذين رضعوا من ثديها الفاسد المتخثر الاستبداد والانسداد..فأرادوا أن يجعلوا من السودان (جمهورية موز)…!!

هذي المواكب لا تخون.. لن يكون الوطن مرة أخرى مطية ذلولاً لأصحاب القهر ولصوص المناصب العامة..وستمضى المواكب حتى ولو احتاجت لتضحيات جديدة وشهداء جُدد..فما قيمة الحياة بلا كرامة..؟! وكيف يمكن للوطن أن يترك أمره في أيدي (رميم الإنقاذ) والزعامات الكرتونية المصنوعة التي تريد أن تجعل الوطن رهينة للابتزاز والمقايضة كما تفعل بعض (المسوخ الإنقاذية) في شرق السودان بإغلاق الطرق على حياة الناس ومحاصرة الموانئ وشل مصادر كسب العيش ومواقع البترول باسم إنسان الشرق..هذه الزعامات الهلاهيل التي سرقت التفويض وانضمت للإنقاذ باسم مواطني منطقتها وركبت مع الإنقاذ في مركبة اللصوصية ماذا صنعت للمواطنين التي تدّعي تمثيلهم..؟! وهذا الذي يتزعم التمرّد على الدولة الآن في الشرق بأمر الفلول ماذا فعل لمواطني شرق السودان طوال ثلاثين عاماُ في معيته مع الإنقاذ..؟! وماذا أفادت مواطنيه هذه الشارات و(الدلاقين) التي يرتديها باسم الإدارة الأهلية غير أنه جلب لهم المزيد من الفقر والقهر والإذلال..؟!ّ ألم يكن بموقعه في سلطة الإنقاذ شريكاً لها في مذابح الشرق وظلاماته وغيرها من المحارق والجرائم..!!

هل كان بعض شركاء الفترة الانتقالية يريدون بعث هذه (الزعامات الفالصو) من رماد الإنقاذ لتعطيل ساقية الثورة والارتداد بالوطن بعد كل ما فعله نظامهم البائد بالبلاد..؟! وإلى متى يتحدث بعض شركاء الفترة الانتقالية بلسانين..ويظهرون بوجهين (كلاهما سنيح)..؟!! لا عودة للشمولية…..ولا بديل للحكم المدني..والشعب قالها مدوّية (مدنياوووو)…وكلما تعسّر الفهم على بعض من يساكنونا في الوطن سيخرج الشعب ليؤكد على المعاني ذاتها، مدنية مدنية..حرية سلام وعدالة..سلمية سلمية ضد (الحرامية)..وهذا هو الوصف اللائق بالفلول والراسخ فيهم رسوخ الشلوخ في خدود حبوباتنا الوسيمات..هذي المواكب لا تخون..!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.