هلا بالخميس ولا للترويس
كتب: جعفر عباس
.
اليوم الخميس هو آخر يوم في عام 2020، وقبل أيام سبب لي جماعة جمعة مباركة المغص الكلوي عندما أرسلوا لي الدعوات والتهاني بآخر جمعة في عام 2020، وكأنه كان عام فتح مكة، وقلت لبعضهم: انت مال أهلك وعام 2020؟ هل نزل فيه الوحي مجددا؟ يا عالم تقويم 2020 م هو التقويم الغريغوري ويرتبط زورا بميلاد المسيح ولكن الميم على كل حال ترمز إلى ميلاده عليه السلام فكيف جعلتم لآخر جمعة فيه “خصوصية”؟.
على كل حال إذا أرسل إلي أحدهم تهنئة بالسنة الجديدة ح “أخسرو”، فلا علم لي بانها ستكون أفضل من 2020 او 1999، وأعرف ان كثيرين فرحون برحيل سنة الكورونا هذه وأن هناك من يؤلف كتابا حول ما جرى فيها بعنوان “ألف نيلة ونيلة”، ولكنني شخصيا مستفيد من عام 2020 فلأنني ظلت خلاله رهينة لدى قائدة قوات القمع السريع المنزلي، وصرت مثل الفأر في حالة اختفاء شبه مستمر، لا أخرج إلا لتناول او سرقة الطعام، وأهرب مبتعدا كلما اقترب مني آدمي، ومع هذا لم أنجز فيه شيئا يُذكر، فقد شطبته من سنوات عمري وصار عمري بحمد الله 38 سنة بدلا من 39 التي ظلت من يحسدونني على شبابي.
وكان 2020 فرصة للتعارف بين الأزواج، وقال لي صديق إنه اكتشف ان حب زوجته له ازداد خلال فترة الحبس الكوروناوي، وأنه ذات يوم كان يغرس مسمارا في الحائط لتثبيت ساعة جدارية عندما ضرب إصبعه بالشاكوش، فجاءت الزوجة دامعة العينين وامسكت بيده وهي تمسح عليها برفق وتتمتم بآيات قرآنية، فقبلها على رأسها وسألها أي سورة كانت تقرأ فقالت: تبت يدا أبي لهب وتب، وعندها تذكر صاحبي قول أحد الحكماء بأن دمعة المرأة أغلى الف مرة من دمعة الرجل، ولكن دمعة الرجل عند فراق من يحب أغلى من كنوز الدنيا، بينما دمعة لحم الضأن بالقراصة أجمل من كل الكلام الفارغ “الفات”.
واستقبل 2021 بمعنويات عالية فقد نقلت وكالة واتساب الإخبارية عن الأستاذة “فتكات شوقر نبات” إن الزواج بأكثر من واحدة يوفر حصانة ضد الكورونا (راجع النص المرفق)، وبما أنني خواف وعندي عيال أريد أن أربيهم، فقد أوقعني ذلك في حيص بيص، ولكن مسز فتكات أتت بالبشارة المتمثلة في أن التركين يوفر المناعة ضد الكورونا (راجع النص المرفق)، ولهذا فإن النوبيين في أمان من الكورونا، وليخسأ كل من يقول ان اكل التركين في المرتبة التالية من حيث التحريم لأكل مال اليتيم.
كل يوم وأنتم بخير، ومرحبا بالخميس، ثم الجمعة بداية 2021 ولا للاحتفال برأس السنة الكبيسة.