هل أوحت تجربة التحول في السودان لبرنامج موسى فكي الانتخابي
فاجأ موسي فكي رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الاوساط الافريقية والمراقبين للشأن الافريقي برغبته في الترشح لدورة ثانية للمفوضية اكبر جهاز تنفيذي في الاتحاد الافريقي.
وللاجابة على سؤال ،ماذا حدد فكي ببرنامجه الانتخابي لإنهاء الصراعات الأفريقية ، فإنه قد بات واضحا ان الفترة التي قضاها فكي في رئاسة مفوضية الاتحاد الافريقي وهو رجل قانون تشادي الجنسية، صقلته وجعلته اكثر الماما بقضايا القارة وعايش مراحل الثورة السودانية المجيدة وعزم الثوار على تحقيق الدولة المدنية.
وكان قد تولى موسى فكي عدة مسؤوليات في بلاده منها رئيس للوزراء الفترة ما بين 2003 و2005 ثم وزيرا للخارجية في العام 2008، ألا انه أدرك من خلال امساكه بملفات أفريقية تنفيذية شائكة مثل النزاعات والصراعات بين عدد من الجماعات داخل البلدان الأفريقية او خلافات بين الدول نفسها بأن اهم وسيلة لتحقيق الاستقرار والنهوض الأفريقي هى وقف هذه النزاعات والصراعات وبالتالي اختار احد موضوعات برنامجه الانتخابى “اسكات السلاح ” ليأتي معبرا عن واقع عايشه خلال رئاسته للمفوضبة الأفريقية وهو اذا ما نجح سيحقق حلولا وانتقالا بالوضع الأفريقي الى اتحاد قاري فاعل وقادر على التاثير في السياسة الدولية والاقتصاد العالمي.
وكان موسى فكى ضمن وفد الاتحاد الأفريقي الذي دعم بشدة السلطة الانتقالية والتحول المدني في السودان فى ظل العواصف خلال فترة المجلس العسكري ، وينظر الى فكي باعتباره صديق للسودان حريص على نجاح الانتقال فيه نحو الحكم المدني وارساء تجربة ديمقراطية فريدة في إفريقيا الامر الذى اوحي اليه بهذا البرنامج الانتخابي كاقتباس من وحي التجربة السودانية التي تجسد صورة افريقيا.ويتوقع ان يكتب النجاح لبرنامج فكي الانتخابي لملامسته للواقع نتيجة الخبرة المتراكمة عن الشعب السوداني والتحديات التى تواجهه.
ويشرح موسى فكي برنامجه الانتخابى “إسكات السلاح ، بقوله : قد تؤول الاوضاع القادمة إلى إخفاق ذريع إذا لم نتوصل إلى حد جسيم لاصوات المدافع في دول الأزمات والنزاعات المسلحة في إفريقيا. وسيكون من أهم عوامل إسكات السلاح اجتثاث الإرهاب من الساحل، ومن منطقة بحيرة تشاد، ومن الموزمبيق، ومن تنزانيا، ومن الصومال، وتعزيز السلم في جمهورية وسط إفريقيا، وفي جنوب السودان، وفي ليبيا، وفي السودان، وتقديم مساهمة إفريقية في حل نزاع الصحراء الغربية.
واضاف، ينبغي أن تتمثل الأدوات المستخدمة في تحقيق هذه الأولوية، من بين أمور أخرى، في تطوير نظام الإنذار المبكر، والحرص على حل المشاكل الإفريقية بواسطة الأفارقة أنفسهم، و تطوير الوساطة الافريقية واحترام المبادئ الإنسانية وحقوق الإنسان. وستعتمد جهودنا لإسكات السلاح على محاور أهمها توخّي مزيد من الوضوح والشفافية في الخطاب مذهب افريقيا الداعي إلى تمويل عمليات حفظ السلام في إفريقيا، والحث على حسن التدبير الاقتصادي والديمقراطي.
وقال فكي :” وصفوة القول أن الطموح الجامح الذي يساورني هنا هو أن نتمكن في نهاية الفترة المقبلة أن تصدح حناجرنا بنشيد إفريقيا في مهرجان السلام الذي يعم القارة في حفل بهيج يكرّس الرفاهية المتأتية من الصمت الوديع للسلاح في جميع ربوع إفريقيا.”
واضاف، ولكم أن تعجبوا من مثل هذا الحلم ! لكني مصرٌّ على أنه قابل للتحقيق. إني أحلم بقارة خالية من فرقعة السلاح ومن آلام العنف .” الذي سيختفي نهائيا تحت وقع النغمات الحلوة لنشيد السلام، وبفعل انتشار الثقافة والمعرفة.
وياتي من ضمن برنامج فكي الانتخابى مسالة تحفيز التفكير الإفريقي بشأن المحدّدات الجليّة للأزمات وجعله يقطع خطوات حاسمة لدى مراكز ودوائر صنع القرار في إفريقيا،حيث تقع على رأس هذه الموضوعات مسألة الدستور وإرساء قواعد دولة القانون. فالعديد من الأزمات السياسية الخطيرة ناجمة عن مواقف مشبوهة تجاه الأسس التي تقوم عليها الدولة.
ويقول موسي فكي “يظهر عدم احترام الدستور كمحدّد متكرر لتفسير أزماتنا السياسية، ولا يمكننا أن نتمادى في التزام الصمت تجاه هذا الموضوع.” ولا يتعلق الأمر بخرق المبدأ الأساسي القاضي بحرية كل شعب أو كل دولة في اختيار النظام الدستوري المناسب له أو لها.
وإني ليحدوني الأمل في أن أتمكن من الانخراط في مبادرات تسعى إلى ترسيخ الأفكار المؤسِّسة للدساتير الإفريقية.
وتتوفر لإفريقيا في هذا المجال على ترسانة هائلة على الصعيدين السياسي والقانوني. فالعهد المنشئ للاتحاد الإفريقي، والميثاق الإفريقي للديمقراطية والانتخابات والحوكمة ، ومجمل النصوص المؤسسة لهيئات الاتحاد، كل ذلك يشيّد صروحا سياسية وقانونية مكتملة.
ويظل السؤال في انتظار الانتخابات التي سيتم اجراؤها لاختيار رئيس مفوضية الاتحاد الافريقى والى اي مدى استفاد فكي من التجربة السودانية والثورة العظيمة فى تقديم رؤي وافكار تستوعب الحاضر والمستقبل وترسيخ مبدأ الحكم المدني الديمقراطي.