هل “باعوا” بورتسودان؟؟؟

0 154

كتب: عثمان ميرغني
الأستاذ البراق النذير البراق السكرتير الصحفي لرئيس الوزراء أصدر بيانا أمس نفي فيه “بيع”! ميناء بورتسودان. وذلك على خلفية أخبار راجت عن منح امتياز تشغيل ميناء بورتسودان لشركة موانيء دبي الاماراتية.
ورغم أن الاشاعة تتحدث عن “عقد تشغيل” لمدة 20 عاما إلا أن العقلية الشريرة أختصرتها في كلمة “بيع” ميناء بورتسودان.. والسبب أن عبارة “عقد تشغيل” ليست كافية لاستثارة الشعور الشعبي كما يجب.
وليست هذه المرة الأولى التي يثور فيها الشعب السوداني محتجا على “بيع”، فلا يزال في الذاكرة الشعبية “بيع” رمال بارا لشركة ألمانية! وقبلها “بيع” مياه النيل لإسرائيل! و “بيع” جبل في كسلا وأخر في دارفور! و”بيع” جزيرة سواكن! و”بيع” جامعة الخرطوم! دائما لاستثارة الشعور الشعبي لا يحتاج إلا لاستخدام كلمة “بيع”، فتفور وسائط التواصل ولا تهدأ إلا بعد صدور بيان رسمي ليس مطلوبا منه سوى نفي “البيع”.
بصراحة دعوني أقولها بكل وضوح هناك من يستثمر سياسيا في تجهيل الشعب السوداني وتضليل تفكيره باستخدام عبارات تثير الغبار وتخفي الحقيقة.
حان الأوان الآن لنغير نهج تفكيرنا، العالم اليوم يدار بالشراكات المنتجة، ليس على مستوى “البزنس” فحسب بل حتى في الرياضة، أندية بريطانية عريقة تمنح حقوق اداراتها لرؤوس أموال أجنبية لدرجة تغيير اسم الملعب، بل وتحمل قمصان اللاعبين اسماء شركات طيران تستخدم أسماء دولها، ومع ذلك لم يثر في تلك البلاد مواطن واحد ليحتج على “بيع” نادي أو استاد أو قمصان اللاعبين، ببساطة لأن الأمر ليس بيعا ولا هتكا للسيادة ولا هدرا لأموال الشعب وأصوله.
هل سمعتم بما تعرض له رجل الأعمال الوقور الأشهر عربيا الشيخ الراجحي في زيارته الأخيرة للسودان؟ الرجل يستثمر في قلب الصحراء، في مكان لم يسكنه غير الجن، وانتج منه قمحا ووعدا وتمني، وقالها بكل فخر أنه يتمنى أن يرى اليوم الذي تبحر فيه أول سفينة حاملة القمح السوداني لتصديره ويتحول السودان من دولة مستوردة إلى دولة مصدرة لأجود أنواع القمح.. لم يعدم السودان من يهيج عواطف الجمهور بكلمة “بيع” فثار البعض وأسمعوا الرجل في زيارته الأخيرة للسودان ما جعله يغادر وفي القلب حسرة رغم اعتذار الدولة رسميا ممثلة في رأسي مجلسيها السيادي والوزاري له.
المسألة لم تكن في حاجة لنفي من السكرتير الصحفي للرئيس بل لخطاب مستنير من الدولة للشعب ليدرك أن مواردنا الضخمة لن تستغل و إلى الأبد ان لم نفهم معنى الشراكات المنتجة مع الآخرين.
دعونا نرفع شعارا جديدا، تعال بأموالك وخذ ضعفها .. نحن بلد تحتمل فرص استثمار ضخمة، لماذا لا نفتح بلادنا من كل الأبواب لكل راغب في بناء شراكة منتجة رشيدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.