هيا إلى العمل
كتب: كمال كرار
.
العسكر قالوا وعلى الملأ ما ح يقعدوا مع المدنيين، وقصدوا في السيادي أو الاجتماع المشترك مع مجلس الوزراء.. وهذا الكلام سمعه الجميع على لسان نائب رئيس المجلس السيادي..
هذا قراره وحده، أو قرار المكون العسكري كله.. فأين المشكلة؟
ولماذا الواسطة والأجاويد وحكاية (فاوضني بلا زعل).
لو كانت في هذه السلطة الانتقالية ذرة من الشجاعة الثورية لقالت لهم المشتهي الحنيطير يطير، وعادي ينعقد اجتماع السيادي ويقرر في غيابهم فهم الأقلية والاجتماع قانوني في غيابهم..
ويجتمع المجلسان في غيابهم ليقرر في أي قوانين واجتماعهما قانوني طالما كان النصاب مكتمل..
وفي حالة غيابهم لأكثر من ٣ اجتماعات يمكن فصلهم من المجلس السيادي واعتبارهم هاجروا أو ماتوا طالما قرروا براهم في مصيرهم.
وكل ما سيتقرر بشأنهم قانوني، فالعسكر لا يملكون حق الفيتو لتعطيل الاجتماعات أو لوضع الثورة في فتيل..
ولو كنت مكان رئيس الوزراء لما ألقيت لهم بالا.. ولتجاهلتهم وركزت فيما يهم الناس..
ولو كنت مكانه لشكلت خلية أزمة وفوضتها للوصول لحل يرضي كافة الأطراف في شرق السودان، بدلًا عن هذا الردحي حول أزمة السلع الغذائية..
ولو كنت مكانه، كنت سأوصي لدى الحرية والتغيير واجتماع المجلسين بتعديل الوثيقة الدستورية فيما يتعلق بالسيادي بإبعاد المكون العسكري عنه، وهكذا نؤكد مدنية السلطة الانتقالية.
ولو كنت مكانه لأمرت وزارة المالية بطحن المخزون الاستراتيجي من القمح وتوزيعه للمخابز بدلًا عن التصريحات الوزارية التي تقول إن الدقيق على وشك النفاد.
ومثل تلك التصريحات لا مسؤولة وأعطت إشارة للحرامية لتخزين ما تبقى من الدقيق وبيعه بسعر السوق الأسود، وأعطت الضوء الأخضر لشركات الدقيق لزيادة سعره..
وهذه الفقرات المذكورة أعلاه يسهل اتخاذها، وتطبيقها، ولكن الواقع يقول:
إن ضعف الحكومة التنفيذية وخضوعها لإملاءات المكون العسكري هو الذي أوصل بلادنا لهذه الأزمة.
إن المكون العسكري ورئيس المجلس السيادي نصب نفسه رئيس جمهورية بصلاحيات لا محدودة ولم يحتج المدنيون في المجلس ولم تحتج الحكومة التنفيذية.
إن المكون العسكري رفض تسليم شركات المنظومة الأمنية لوزارة المالية، برغم الوثيقة الدستورية، فسكتت الحكومة المدنية أو خافت.
وتأتي الوفود العسكرية الإسرائيلية إلى مطار الخرطوم دون أي علم للحكومة المدنية بما يدور.
وهذا الواقع الغريب يقول إن التوليفة الحاكمة بضعفها هذا ليست على قدر الثورة.
وإن هذا الضعف كامن فيها، لأن هنالك مصالح مشتركة تحت الطاولة بين الحردانين وغير الحردانين.. وإن سبب الخلاف البحث عن النفوذ والمناصب والسلطة.
وعليه فالحل في البل وهذه الجملة لا تحتاج لدرس عصر..
أكتوبر شهر الثورات والغضب والمواكب والإضراب والترس.. وهي السلاح النووي الذي يجيد الشعب السوداني استعماله..
هيا إلى العمل..
وأي كوز مالو؟