واحد وعشرين.. الشارع بس

0 73

كتب: كمال كرار

.

في طريق الثورة السودانية الممتد لعقود خلت محطات هامة، ومعارك ومواقف كتبت بالدم والبسالة، ومن رحم الشعب العنيد ولد الأبطال نساءً ورجالًا.. حملوا الوطن في حدقات عيونهم، ووهبوا حياتهم للنضال والمبادئ..

وكل ثورات السودان، انتصرت عبر طريق طويل من التضحيات، وكلها تعرضت لمؤامرات ودسائس، وانتكاسات هنا وهناك، ولكن الشعب هو المنتصر في النهاية.

عندما تآمر الخونة بليل لإجهاض ثورة أكتوبر ذهب المناضل فاروق أبو عيسي إلى الإذاعة ليطلق نداء حماية الثورة، فكانت ليلة المتاريس.. وانتصر الشعب على المؤامرة.

ومقابل موكب (أمان السودان) الكيزاني بعد انتفاضة ابريل ١٩٨٥، هب الشعب في ديسمبر وكنس الجبهة الإسلامية من الحكم، وها هي ثورة ديسمبر يتناوشها الفلول وأشباههم يحلمون بإعادة إنتاج النظام البائد، ولكن هيهات.. والثوار في الموعد وهتافهم يقول (واحد وعشرين الشارع بس)، ولا خطوة للوراء في مسألة مدنية الدولة..

بالأمس كان ثوار وزارة الطاقة يؤدون بروفتهم النهائية لزلزال ٢١ أكتوبر ، كنداكات وشفاتة تجمعوا وهتفوا في شارع المطار، وفي كل شبر من بلادنا يستعد الوطن لموجة ثورية كاسحة، فهذه الثورة عصية على الاختطاف أو التدجين، ودماء الشهداء تنير الطريق نحو تحقيق الأهداف النبيلة حرية وسلام وعدالة.

وزلزال ٢١ أكتوبر لن يزلزل الفلول بالداخل فقط، بل سيقضي على أوهامهم المريضة، وعلى كل من يود للسودان الخنوع والانكسار والتبعية..

إن الزلزال القادم سينهي شراكة الدم والانتقال المسلوب الإرادة، إلى وضع انتقالي ثوري يصفي إرث النظام البائد نهائيًا، يعيد الأموال المنهوبة، ويحاكم القتلة والمجرمين، ويمضي قُدمًا نحو توطيد دعائم الدولة المدنية الديمقراطية.

ويا أيها الشعب العنيد.. قل للعالم أجمع نحن هنا.. لن تقف الثورة المستمرة إلا بتحقيق كامل أهدافها، و٢١ أكتوبر هو البداية، وانطلاقة الثورة نحو غاياتها النبيلة.

أكتوبر ديناميتنا.. ساعة الصفر ركيزة بيتنا..

ونقول الآن أي متآمر مالو؟

أي كوز مالو؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.