وظائف لكل السودانيين..
كتب: عثمان ميرغني
.
المهندس خالد عمر يوسف وزير شؤون مجلس الوزراء أعلن عن وظائف للتنافس العام لكل السودانيين في الداخل والخارج، لشغل وظيفة المدير العام لهيئة المواصفات والمقاييس السودانية، ووظيفة الأمين العام للمجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي.
خطوات في الاتجاه الصحيح، فالإعلان عن الوظائف خاصة القيادية يعزز المساواة والشفافية وهي من أهم أركان الدولة الديموقراطية. وللأسف منذ انتصار الثورة ظل الشعب السوداني يتفرج على مسرح كبير توزع فيه الوظائف العليا والدنيا في (ظلام كفيف البصر).. وكانت النتيجة هي الكساح الذي تعاني منه الحكومة في كل مستوياتها.. فشل يرفع راية الفشل.
بعد انتصار الثورة والإطاحة بالنظام الديكتاتوري كتبت هنا وطالبت بطرح وظيفة رئيس الوزراء نفسها للمنافسة، طبعاً لا أقصد أن تعلن عنها “مفوضية الاختيار للخدمة العامة” بل أن يأتي رئيس وزراء أول حكومة من ترشيحات مفتوحة على المستوى الأعلى، لأن اختيار رئيس الوزراء بمبدأ (واحد من واحد)،
يعني عملياً أن بلادنا تعاني من شح الخبرات ولا تملك إلا خياراً واحداً لكل المناصب العليا.. كان من الأنسب أن تحتوي قائمة ترشيحات رئيس مجلس الوزراء على الأقل عشرة شخصيات كلهم في مستوى يجعل التفاضل بينهم في غاية الصعوبة.. ثم تجري عملية الاختيار متدرجة للوصول إلى ثلاثة مرشحين هم خيار الخيار، وتجري المنافسة بينهم لاختيار رئيس وزراء يصبح هو خياراً من خيار من خيار.. مثل هذا النظام يوفر بدائل تجعل منصب رئيس الوزراء محكوماً بالأداء لا بالشعارات والعواطف، فكل من يشغل المنصب سيدرك أن خلفه مباشرة مرشحون آخرون لا يقلون عنه كفاءة و جدارة.
لكن الساسة منذ الاستقلال مروراً بثورة أكتوبر الظافرة ثم انتفاضة إبريل الباهرة تعودوا أن يتقنوا صناعة الفشل من عز النجاح، كأنما لهم مع وطننا ثارات وغبائن.
جرى اختيار رئيس وزراء بلا منافسة ومن أول دقيقة لتسلمه المنصب منحوه حصانة من النقد تحت وسم (شكرا حمدوك) .. شكر على عمل لم يبدأ بعد..
الآن ربما هي فرصة لتصحيح المسار، فتح جميع وظائف الخدمة العامة للتنافس الحر، ويبقى الأمل أن تكتمل عملية الاختيار بمنتهى الشفافية والنزاهة.. أن يراقب الشعب كله كيف تصفى الترشيحات حتى الوصول للأشخاص المناسبين لشغل الوظيفتين.
و يستحق الوزير خالد عمر التهنئة على اهتمامه بإعادة هيكلة المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي، فهنا مربط الفرس الذي يكبح قدرة شعبنا على بناء دولة السودان الحديثة.