ويلٌ للجنة إزالة التمكين..!!
كتب: د. مرتضى الغالي
.
طبعاً الفلول لا يسمعون وقد اقفلوا قلوبهم (بالشمع الأحمر) على قيحها وصديدها وباطلها..و(ضرب الله عليهم الذلّة والمسكنة).. ولكننا نعجب لمقال من خندق الثورة يرمي لجنة إزالة التمكين بكل نقيصة وكأنه يستأنف نيابة عن سارقي مال الدولة ومواردها..!! وحاشا للمقال أن يقصد ذلك إنما هو (عدم توفيق عجيب) في قراءة المشهد وإسراف كبير في نعت لجنة تفكيك الإنقاذ بما ليس فيها، مع تجاهل غريب لقانونها وصلاحياتها وواجباتها ومهامها الموكلة إليها (مباشرة) من الثورة ومن نصوص الوثيقة الدستورية..! وأعجب من ذلك أن يقول المقال إن على اللجنة أن تترك الملاحقة القانونية للنيابات والشرطة والأجهزة العدلية..!! يا راجل..!!.ألا تدري حال النيابات والشرطة والأجهزة العدلية الآن..؟! إذن فلتربع اللجنة يديها و(تجلس القرفصاء) في انتظار أن تلاحق الشرطة والنيابات الفساد وتفكك دولة الإنقاذ وتخلخل صواميل التمكين في المؤسسات والهيئات وفي الشرطة والقضاء والأجهزة النظامية والخدمة المدنية ومصارف الدولة ومؤسساتها..!! كيف لهذا التحامل على لجنة التفكيك أن يتجاهل الحال التي عليها دوائر الشرطة والنيابات الآن.. بل القضاء ومجمل المؤسسات العدلية.. وكيف أنها (عاجزة مشلولة) بسبب التمكين والتوهين والضعف..فهل يريد من اللجنة أن تترك عملها للشرطة والنيابات.. وأن تهمل صلاحياتها في جانبيها القانوني والسياسي..وفي التنبيه للمخاطر وضرب الأوكار واستباق مؤامرات الفلول و(فلفلة) البيانات والوثاق الخاصة بالفاسدين والمفسدين..!! هل تنتظر من الشرطة والنيابات في وضعها الحالي القيام بهذه المهام..؟! إذن والله لهربت بغال الإنقاذ بما حملت…!!
ويردّد المقال ما يقوله الفلول من دعاوى مُغرضة.. مثل القول بأن اللجنة تسعى إلى استبدال تمكين الإنقاذ بتمكين جديد..! فما علاقة اللجنة بالتمكين والتوظيف..وكأن المقال يجعل منها (لجنة اختيار ومعاينات)..! وهذه عبارة سخيفة (مضروبة) لا تخفي ما يُراد بها من تعويق للتفكيك وتعطيل لمطاردة الفساد.. لقد أوجعت اللجنة الفلول بكشف أوكار اللصوصية والحرامية.. ولن يتأذى من عملها إلا الحرامية واللصوص..! هل يُخفى على صاحب المقال حجم التمكين الذي قامت به الإنقاذ على حساب كل أبناء الشعب..؟!.. هذه العبارة المهلهلة الكسيحة في (صيغتها الفلولية) لا تثير غير الرثاء.. ولكن إذا نظرنا إلى جانبها الآخر فإن الثورة بكاملها (وليس لجنة التمكن وحدها) إنما جاءت فعلاً لتزيل تمكين الإنقاذ (بتمكين جديد) وهو تمكين أبناء الوطن جميعهم على مواردهم وعلى حقوقهم في الوظائف العامة عن طريق الفرص المتساوية ومعايير الكفاءة والمواطنة التي لا تنظر إلى جهة الشخص أو معتقده أو انتمائه السياسي أو لون عيونه.. فهل قالت اللجنة غير ذلك..؟! ما أسخف هذه العبارة التي يرددها الفلول في (بلاهة هبنقة وحماقة باقل).. وهي عبارة (مقلوبة) مفضوحة الوجه والقفا..لا مقصد لها غير إطلاق الدخان لإخفاء سرقات الفلول وكتم صرخاتهم بعد أن أوجعتهم سياط اللجنة التي ضربت ظهور لصوصهم الكبار والصغار.. ومن عجب بعض إخواننا في خندق الثورة يرددون هذه العبارة بذات (التغليف الإخواني الفلولي) الفاسد..وبكل ما يفوح من لفافتها من عفونة (تزكم الفيل)..!!
هل منعت اللجنة التظلّم والاستئناف والمراجعة..؟! هل قالت إنها معصومة من الخطأ..؟! ولماذا يأتي من صفوف الثورة من يريد أن يعين الفلول على تعويق عملها..وللشهادة لله أننا لم نجد بعد الثورة أي هيئة تعمل بمثل نشاطها وهمتها..وهذه شهادة ليست محل مداهنة أو تشكيك..إنما هي (أقلام الحق على ألسنة الخلق)..وهجوم الفلول عليها من طبيعة الأشياء…!! وإذا لم يُهاجم الفلول اللجنة فمعنى ذلك أنها لا تقوم بعملها..أو أن الفلول تقاعسوا عن مناصرة الباطل..!! وهذا يُنافي شيمتهم وطبيعتهم التي مسخهم الله عليها… (ويلٌ للجنة التفكيك إذا لم يُهاجمها الفلول)..!!