يا شفعاء منظمة الدعوة الإسلامية من العرب: أدوها صنة

0 99

كتب: د. عبد الله علي إبراهيم

تحتج منظمة الدعوة الإسلامية المحلولة وبعض شيعتها في العالم العربي على إجراءات تفكيكها باسم أنها منظمة عالمية تصادف أن كان السودان دولة مقرها. وهذا تباك من قول المتنبي “سنعرف من بكى ممن تباكى” فلا المنظمة التزمت بدعوتها العالمية للإسلام بمنأى عن سياسات دولة المقر وساستها . . . ولاحاجة. فرأينا في كلمة حسنة التوثيق للدكتور حفظ قاسم أنها بلغت من الابتذال بذل دارها تنعقد فيه اجتماعات أهل الحل والعقد الإنقاذيين المفصلية. علاوة على خلطتها بالدولة من جهة الكادر الدخّال الخرّاج (أنظر الصندوق) فانمحت الحدود بين المنظمة والحكومة. ولم تكترث المنظمة، في حمى تربحها من دولة المقر الكأداء، لإقامة الحدود بينها وبين تلك الدولة حتى صارت في نظر السودانيين كيزانية خالصة.

ونترك تباكي المنظمة هنا لنقف قليلاً عند تباكي شفعائها في الجزيرة العربية والخليج. فلم نر منهم هذا التفريق بين دولة المقر والوظيفة القومية والثقافية العامة للمركز الإسلامي الأفريقي حين غضبت الجزيرة والخليج على دولة المقر، السودان. فتأسس المركز في 1966 في سياق الاستراتيجية الإسلامية العربية لتعليم الإسلام في أفريقيا. واختاروا السودان دولة مقر له في سياق مفهومهم له ك”ثغر” للإسلام في أفريقيا ومنصة انطلاق لنشر تعاليمه في القارة.

ووقع الغزو العراقي للكويت في 1990 واختار السودان أن يقف مع العراق. لا بل أساء الأدب لسدة الحرمين الشريفين بتظاهرات “يهود يهود آل سعود”. وعاقبت الجزيرة والخليج المركز بسحب أنفسهم من مجلس أمنائه وامتناعهم عن دفع التزاماتهم تجاه تسييره. لم نر وقتها هذا التباكي القانوني المنافق عن وجوب الفصل بين دولة المقر وسياسات دولة المقر. فأخذتم االبريء (دولة المقر) بجريرة المذنب (الإنقاذ والحركة الإسلامية). ولا تزر وازرة وزر أخرى. ومعلوم أن المركز حين وقع في عب الحكومة صار إلى جامعة أفريقيا العالمية القائمة. ولا أعتقد أن دول الجزيرة والخليج أعضاء في مجلس أمنائه بصورة مؤسسية بل يضم أفراداً منها محسنين.

لو ترَكنا شفعاء منظمة الدعوة الإسلامية لحالنا، وكفوا عن التباكي لبعض الوقت لنرتب شأننا في دولة المقر، ذكرنا هذا لهم. فقد أفسدت صفوة المنظمة ودولة المقر علائقنا بأفريقيا فساداً ربما لا صلاح بعده. فالعشم في نشر الإسلام في أفريقيا، وقد فرطنا في جنوب السودان، حظنا الجميل من أفريقيا (بمعنى ضيق) مثل عشم إبليس في الجنة. فالزيت إن لم يكفي البيت حرام على الجيران. ولم أر فرحاً بغيضاً مثل فرح دولة المقر وكادرها بمغادرة الجنوب الوطن. ذبح الرويبضة الطيب مصطفى ثوراً (قال إنه ليس اسود) تكبيراَ وتهليلا. وأعلن الرئيس المخلوع أن خروج الجنوب هو نهاية صداع التنوع الثقافي. فقد خلت له الدولة مما عدانا مسلمين قانتين. برانا ما همانا. أتسمون هذه دعوة إسلامية لأفريقيا؟

يا شفعاء منظمة الدعوة الإسلامية في الجزيرة والخليج: أدوها صنة. وسنأتيكم بمشروع للدعوة الإسلامية أكثر رشاقة واستقلالية ونفاذاً إلى غرضه. لقد انسحبتم من المركز الإسلامي الأفريقي في 1990 ولما عدتم إليه وجدتموه جامعة بهية لأبناء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها (لا أفريقيا وحده) أنشأها من مواردنا نظام كئيب فينا. فللوطنية الإسلامية السودانية يا شفعاء منظمة الدعوة الإسلامية نبل ظل يتفلت فهمه عليكم. وتخسرون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.