19 يوليو ذكري إنقلاب هاشم العطا علي سلطة مايو

0 167

السودان نت – الخرطوم

يوافق اليوم ذكري انقلاب 19 يوليو ضد سلطة نظام مايو برئاسة محمد جعفر نميري ، واستمرت سلطة الانقلاب لثلاث أيام قبل ان يسترد النميري سلطته ويقوم بإعدام منفذي الانقلاب ورئيس الحزب الشيوعي عبد الخالق محجوب وعدد من قيادات الحزب وذلك لاتهامه بإعداد الانقلاب  تحت شعار الثورة التصحيحية في إشارة لحياد نظام مايو عن مسار التنظيم .

السودان نت تورد بيان إنقلاب ١٩ يوليو بقيادة هاشم العطا تأريخًا لمرحلة مهمة في تاريخ السودان السياسي .

 

بيان الرائد هاشم العطا
19 يوليو 1971م.

قبل 25 مايو 1969م كانت جماهير أكتوبر تخوض صراعاً شاملاً ومرهقاً ضد تسلط الحكم الرجعي القائم على تحالف الرأسمالية والإقطاع، من خلال رأس المال الأجنبي الضالع في التبعية للاستعمار القديم والحديث، وهو تحالف لاستمرار سير البلاد في طليعة التطور الرأسمالي التقليدي الذي أورد شعبنا التخلف والضعف، وكانت جماهير شعبنا تتطلع الى التطوّر الذي تناضل من أجله، واثقة من قواها وقدرتها، ولم تكن تنتظر الخلاص على يد منقذ من خارج السودان، بل كانت تَرقبُ التطوير والخلاص من التخلف في المجال السياسي والاجتماعي والاقتصادي من أجل قفل الطريق أمام الرجعية والاستعمار.
وقد تجاوبت جماهير أكتوبر مع المبادرات الأولى لحركة 25 مايو لأنها حوت ما كانت تتطلع اليه الجماهير. ولأن الحركة نفسها كانت تعتبر جزءً من ثورة أكتوبر، وقد وقفنا معها ووقفت معها الجماهير في وجه الرجعية وأعوان الاستعمار. فالحكم الجديد يستقطب كل القوى الوطنية، والديمقراطية الحادبة على مستقبل الوطن وعلى استقلاله وثورته، في جهاد لتخليص البلاد من أي مظهر مظاهر الحكم الديكتاتوري العقيم، أو الزج بالقوات المسلحة في الصراعات السياسية أو السلطة، حتى يبقى دورها القومي في الوطن هو تحمل المسئولية في الحفاظ على وحدة كيان الوطن في مواجهة العدوان.
وبدلاً من السير الى الأمام ووضع الشروط اللازمة لكي تحس الجماهير بكيانها وكرامتها شرعت تلك الطغمة في تشويه شعارات الديمقراطية واستبدلته بنظام رهيب للجاسوسية يتعارض مع تقاليد شعبنا الديمقراطية التي يناضل من تحقيقها.
ونحن أفراد القوات المسلحة نعد شعبنا بأننا سنعمل على قيام نظام سياسي ديمقراطي يستهدف المشاركة الفعّالة من قبل الجماهير بكل الأشكال والوسائل الممكنة في إدارة شؤون البلاد، كبيرها وصغيرها، بروح المسؤولية الوطنية تجاه قضايا التنمية والثورة الاجتماعية وبداية من ذلك ستكون هذه القاعدة ممثلة في تنظيمات الشعب الاشتراكية والجماهير التي بناها بعرقه وتضحياته الى جانب قوى الوطنيين، وان الشخصيات التي قلبها على السودان سيسهمون في تقدمه وازدهاره، وستعمل بجانب القوى الوطنية على نشر الوعي الديمقراطي في البلاد وفي جهاز الدولة وفي القضاء بوصفه أداة نزيهة عادلة، كما ستعمل على وضع الأدوات اللازمة لكي يباشر الشعب حريته.
لقد لاقت القضايا الوطنية من الطغمة الحاكمة تلاعباً في قضيتها وأدرك الشعب عبر تجاربه أنه لا طريق للنمو الا بإبعاد الثورة الديمقراطية الاقتصادية بطريق غير رأسمالية، وأننا سنعمل على تطوير القطاع العام في سبيل التطور الاقتصادي والتجاري في البلاد.
أيها المواطنون:
ان القوات المسلحة السودانية منذ الآن جزء لا يتجزأ من الشعب… مصير واحد، عمل وساعد قوي واحد، وانني أعاهدكم على تطوير جهاز الدولة. وأننا من اليوم نؤكد على نضالات شعبنا من أجل نضالنا الوطني تأكيدً لثورته في عام 1882م وثورته في عام 1924م وحركة المثقفين السودانيين في الثلاثينيات عبر نضال الجماهير الشعبية بعد الحرب العالمية حتى استطاعت أن ترفع علم الاستقلال في سنة 1956م.
وفي هذا يؤكد السودان تقديم كل إمكاناته لقضية العدوان الصهيوني الاستعماري على الأرض العربية، ويحمي ظهر الشعب المصري الشقيق، ويقدم السودان كل ما تطلبه الثورة الفلسطينية لتحرير أرضها وإعادة دولتها الديمقراطية ويرفض أي حلول لا يقبلها شعب فلسطين ممثلاً في منظماته الفدائية الديمقراطية ولا يضع نفسه وصياً بأي حال على الفلسطينيين وفي حقهم في تقرير مصيرهم.
ان السودان يدعم حركات التحرر الوطني ويبني علاقات حسن الجوار والإخاء مع جاراته الافريقية ووفقا لميثاق منظمة الوحدة الافريقية: ولهذا فان شعب السودان يواصل مسيرته كجزء من الجبهة العالمية المناوئة للاستعمار القديم والحديث، تلك الجبهة تحتفظ بالود للدول الاشتراكية وعلى رأسها الاتحاد السوفييتي العظيم.
أيها المواطنون:
في هذه الساعات تم تصحيح الأخطاء التي في حق بلادنا.. شعباً وهيئاته حتى نستطيع التكاتف بناء بلادنا ونبدأ في تصحيح كل الأخطاء التي وقعت بعد حركة 16 نوفمبر 1970م.
أيها المواطنون:
يا أبناء السودان وطن المجد والرجولة استقبلوا أيامكم القادمة بالجدية سبيلاً للارتفاع بالسودان الديمقراطي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.