21 أكتوبر.. السلميةُ رايةُ الديسمبريين الوحيدة

الشعب لا يُستدعى .. الشعبُ ليس باحتياطٍ مركزي

0 64

كتب: ياسر عرمان

.

مشينا لمدني دايرين حُكُم مدني:

19 أكتوبر ذهبتُ إلى مدني بعد (10) سنوات من الغياب القسري، ورغم ما حدث للمدينة من تجريفٍ وترييف، وتصحُّر في أعوام الرمادة، ولكن قلبها النابضُ بالثورةِ وبالحريةِ والشبابِ والنساءِ، وحب الثقافة والسياسة، لا يزال، والأستاذ أحمد خير وفكرة مؤتمر الخريجين نبتت هناك، وسحر غناوينا والفن وكرة القدم، وعلى الشاطئ حنتوب الجميلة. مدني تصدِّر الأفكار والثورة، مُنتجةٌ لا مستهلكة.

في الندوةِ المشهودةِ وكثيفة الحضور، والتي تحدث فيها خالد عمر، ووجدي صالح، وجعفر حسن، وشخصي، وقلنا الكثير، دعك مما قلناه، وركز على شيءٍ وحيد قالته المدينة (مدني دايرة حُكُم مدني) وهذا هو أصل الحكاية وضروري النضال، وما تبقى تفاصيل، وأنت لا تنحني فإذا انحنيت من يضمن لك الوقوف مرةً أخرى باستقامة.

21 أكتوبر .. غداً .. السلميةُ هي الأساس:

السلميةُ رايةُ الديسمبريين الوحيدة، فلتكُن عالية وخفاقة غداً، فلا تستجيبوا لخطط الفلول ومن والاهم، وصناعة الأخبار الكاذبة، ومثلما رفضتم العنف بعدما جرى في 3 يوينو 2019م، وخرجت راياتكم السلمية في 30 يونيو 2019م، فإن يوم غداً يومٌ للسلم وللسلام، ولكتابة التاريخ، وميلادٌ جديد بسلميةٍ ناصعة الهوى والهوية.

الشعبُ ليس باحتياطٍ مركزيّ:

غداً يهُبُّ الشعب، لا لخدمة مصالح أي أحدٍّ منّا، أو الدفاع عن كرسي أي شخص، فهو خروجٌ لبناءِ مجتمعٍ جديد، وأجندته المدنية وتوفير الطعام والسلام والعدالة والمواطنة بلا تمييز، وتعميقُ ما ظلَّ على السطح، وإسماع صوتِ الشعب لمن لم يسمع؛ في الداخل والخارج، ولمن ظنّ أن الشعب قد جاع ونسي الكلام والثورة.

من كان يؤمن بالشعب فإن الشعبُ حيٌّ ولم يمُت، لم يستدعِهِ أحد، فهو ليس باحتياطٍ مركزيّ تحت الطلب والأوامر، بل هو فائق الحساسية، دقيق الحسابات، والأولويات، لا تغيب عنه مخططات خصومه، ولا يحيا الشعب بالخبز وحده.

الأزمة الحالية إلى أين يجب أن تقود:

المواكب لا تُشكِّل نهاية الأزمة، ولن تُقاس نتائجها بمقياس ريختر، بل بمقياس الشعب، يجب أن تؤدي المواكب لبرنامجٍ واضحٍ لحلّ الضائقة الاقتصادية، وتوجيه الموارد؛ بما فيها الذهب لتوفير الطعام والعلاج والتعليم والمواصلات، وغيرها من ضروريات الحياة، وأن تدعم بناء وإصلاح الجيش الواحد دون شريكٍ أو منافس، وأن يكون مهني غير مُسيّس، لا يوجه سلاحه لصدور الشعب.

وأن تؤدي لإصلاح أجهزة الانتقال، من مجلسي السيادة والوزراء، وقيام المجلس التشريعي، وتقويم الجهاز العدلي، وتنفيذ اتفاق السلام، لا سيّما الترتيبات الأمنية.

حلّ الحكومة:

الحكومة الحالية كونها الشعب والثورة، وهما أصحاب قرار حلّها وإصلاحها. تعزيزُ إصلاح الحرية والتغيير وإجراء حوارٍ عميق مع كافة أطرافها.

الشعبُ والقوات المسلحة:

خرّب نظام البشير العلاقة بين الشعب والقوات المسلحة في الريفِ والحضَر، وهي علاقة تحتاج إلى عقد اجتماعي وسياسي جديد، يؤدي إلى تطبيق عملي لشعار “شعبٌ واحد .. جيشٌ واحد”.

إذا كانت القوات المسلحة هي وتدٌ من الأوتاد، فإن الشعب هو الأرض التي يتزعزع الوتد إذا تزعزت، ولنا عِظة فيما حدث في ليبيا والعراق واليمن، إن شعبنا يريد بناء وإصلاح قوات مسلحة مهنيةٍ واحدة.

الخلودُ للشهداء والمجدُ للشارع..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.