مجزرة جديدة مع إنهيار الإنقلاب وفشله

0 62

كتب: تاج السر عثمان بابو

.

1. مع انهيار الانقلاب وفشله ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة وحشية جديدة في مليونية 17 يناير التي خرجت في العاصمة والولايات تحت شعارات : لا تفاوض الا لتسليم السلطة للمدنيين ، ولا شرعية الا للشعب ، ولا شراكة مع القتلة المجرمين ورافضة للتدخل المصري في الشأن السوداني ، ولمهزلة اتهام الثائر محمد أدم (توباك) بقتل العميد علي بريمة ، بعد أن انكشف السر أن العميد علي بريمة طُعن خارج محيط الاحتجاجات ووصلت سيارته الي محيط استاك لالصاق التهمة بالثوار (الراكوبة : 15 يناير 2022) ، وذلك لتبرير القمع الوحشي للثوار كما حدث في مجزرة 17 يناير ، فقد تعرض مواكب الخرطوم المتوجهة للقصر الجمهوري وغيرها لقمع وحشي بالغاز المسيل للدموع ، والقنابل الصوتية ، والرصاص الحي واستخدام عربات المياه القذرة ، ومدافع الدوشكا ، وحملة الاعتقالات ، وحرق الأماكن التجارية ونهبها مع نهب ممتلكات الثوار ، وبعد الضرب بالرصاص يمنعون الاسعاف ، ومداهمة المستشفيات في حالة الاسعاف مع الاعتقال ، والاعتداء علي الكادر الطبي وازالة الأمن للكاميرات من المحلات التجارية للتغطية علي آثار الجرائم الوحشية كما حدث في أماكن ، شروني وجاكسون وسان جيمس ، وغير ذلك من وحشية فرفرة المذبوح ، وقد بلغ عدد الشهداء (7) شهيدا حسب بيان لجنة الأطباء المركزية ليصل عدد الشهداء الي (71) شهيدا منذ بداية الانقلاب الدموي اضافة لعشرات الاصابات جاري حصرها.

القوات التي نفذت هذه المجزرة بعنف مفرط كما تمّ رصدها وحصرها هي : مليشيات الدعم السريع وكتائب الظل والدفاع الشعبي وجهاز أمن الكيزان وقوات حركات سلام جوبا المسلحة ، بعد أن ضاق الخناق عليهم داخليا وخارجيا ، فالسودان ليس ليبيا ولا مصر ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

المجزرة البشعة أدت لدعوات إعلان الاضراب السياسي العام والعصيان المدني وتتريس واغلاق المدن وكل شوارع الخرطوم من شبكة الصحفيين وتنسيقية لجان مقاومة الخرطوم وتنسيقيات لجان أم درمان الكبري.

كما شاركت في المليونية اضافة للخرطوم مدن مثل : مدني ، نيالا ، المناقل ، بورتسودان ، البرقيق ، الأبيض ، الدمازين ، كادقلي ، القضارف ، ربك ، الجنينة ، بارا ، الفاشر ، الخ.

2. قبل يوم من المليونية ، أعلنت تنسيقية لجان المقاومة في ولاية الخرطوم توجه المليونية الي القصر الجمهوري وحددت المسارات ، كما أعلنت الولايات المشاركة في المليونية ، وجاءت مليونية 17 يناير بعد القمع الوحشي الذي تم في مليونية 13 يناير في العاصمة وغيرها ، مما أدي لاستشهاد الريح محمد واصابة اكثر من 153 شخص.

كما جاءت المليونية في ظروف يشتد فيها القمع والذي يعكس حالة الضعف والهوان ، كما في “فبركة” اغتيال العميد في الشرطة بريمة ، واتهام الثوار بها ، وانتزاع الشاب محمد آدم (توباك) من مستشفي رويال كير عمره 17 سنة واتهامه بقتل العميد ، والذي أكدت الأحداث بؤس ذلك الافتراء كذبا.

كما تم الكشف عن مخطط الأمن بالتعاون مع دوائر خارجية لارسال العصابات الارهابية وعصابات النيقرز وسط المتظاهرين وقتلهم بالأسلحة البيضاء ، والاعتداء علي الصحفيين ومراسلي القنوات الذين يغطون الأحداث ، واغلاق قناة الجزيرة ، اضافة لقطع الانترنت والاتصالات لاخفاء الجرائم البشعة ضد الانسانية بقمع المتظاهرين السلميين ، وتكرار الأكاذيب السمجة المستمدة من دعاية النظام البائد بالافتراء كذبا علي لجان المقاومة والشيوعيين و”ملوك الاشتباك” و”غاضبون” ، علما بأن شعب السودان كله غاضب ومشتبك مع الانقلاب الدموي حتى اسقاطه ، وقيام الحكم المدني الديمقراطي ، وغير ذلك من الأكاذيب التي كان يرددها البشير ونافع علي نافع وقوش . الخ ، اضافة للاعتقالات الاستباقية لشباب لجان المقاومة ، والاستعانة بالمرتزقة والضباط الأجانب لتدريبهم علي القمع والقنص وتفريق المظاهرات.

كما سبق مليونية 17 يناير موكب الأطباء الذي انطلق الأحد 16 يناير ورفع مذكرة للنيابة العامة تطالب بوقف الانتهاكات التي تقوم بها قوات الأمن والمليشيات المسلحة ، والاسراع في تحقيق العدالة والقصاص للشهداء وتقديم الجناة للمحاكمة ، ووقف الاعتداء علي المستشفيات والكوادر الطبية ، وحماية المتظاهرين السلميين من القمع ، والاغنصاب واعتقال المتظاهرين والمصابين ، باعتبار ذلك انتهاك بشع للمواثيق الدولية.

3. من علامات الفشل والانهيار الرجوع لأساليب الانقاذ في رمقها الأخير مثل: إغلاق مكتب الجزيرة شيطنة الحزب الشيوعي ولجان المقاومة وتجمع المهنيين ، اضافة للانهيار الاقتصادي وتفكك الانقلاب وضيق الخناق عليه ، وتكوين مجلس أعلي للقوات المسلحة به حميدتي وشقيقه عبدالرحيم دقلو كما ورد في الأنباء ، مما أدي لتذمر كبير وسط ضباط الجيش، والرد علي وزير المالية جبريل الذي تعلل بعدم وجود المال لشراء السماد لمزارعي الجزيرة ، أين ذهبت مليارات الدولارات من تهريب الذهب والمحاصيل النقدية والماشية؟، اضافة لاتساع قاعدة اعتصام الشمالية ، ورفض لجان المقاومة هناك للتدخل المصري.

وأخيرا ، مجزرة 17 يناير تُضاف الي المجازر السابقة التي حدثت بعد انقلاب 25 أكتوبر ، اضافة لمجزرة فض الاعتصام ، ومجازر الابادة الجماعية في دارفور التي تنتظر محاكمة الجناة وتسليم البشير ومن معه للمحكمة الجنائية الدولية ، مما يتطلب اوسع حراك جماهيري بمختلف الاشكال حتى الانتفاضة الشعبية الشاملة والاضراب السياسي العام والعصيان المدني التي تطيح بالانقلاب قادته والضالعين فيه للمحاكمة ، وتحرير السودان من قوات الاحتلال الأجنبي المرتهنة للخارج التي تعمل علي تهريب ثروات البلاد من ذهب وماشية وصمغ وتبلدي ، وسمسم ومعادن أخري للخارج ، وحل كل المليشيات من دعم سريع قوات الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد ، وضم كل شركات الجيش والأمن والشرطة والدعم السريع لولاية وزارة المالية ، وتحقيق السيادة الوطنية ، وتحقيق بقية مهام الفترة الانتقالية وأهداف الثورة.

المجد والخلود للشهداء ، وعاجل الشفاء للجرحي ، وعودا حميدا للمفقودين ، والحرية لكل المعتقلين السياسيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.