سوءات الانقلاب وإعلام المرتزقة..!

0 62

كتب: د. مرتضى الغالي

.

شُلّت يد الانقلابيين القتلة والمجد لمواكب الشعب وشباب الوطن.. ولا تبتئس يا صديقي فماذا  تنتظر من صحف السوء غير السوء المخبوء في أخبارها ومقالاتها.. هذه محنة خلفتها الإنقاذ وأصبحت من مواريثها المرعية..! إنها صحف أنشأها مرتزقة الإنقاذ الحرامية الذين يضعون أنفسهم في عداد رجال الإعمال وهم شذاذ آفاق ومقذوفات موانئ وأبعد الناس عن دنيا العمل والإعمال إنما هي أموال خاصة بالدولة جاءت إليهم عن طريق السرقة البيّنة والتهليب (المحض) الذي كان يقوم به المؤتمر الوطني (ساكن النادي الكاثوليكي بوضع اليد) وقام بتقديم بعضها إلي جماعة من مرتزقة قادمين من (ماضي الذكريات) حيث كانوا يرسفون في براثن الفقر المدقع.. وجعلهم يبدون في زي (البزنس) فصدقوا أنفسهم وأرتدوا الجاكيتات وأربطة العنق المزركشة واعتمر بعضهم القفاطين والشالات..والمجتمع السوداني يعرفهم بالاسم ويعلم قراهم ودساكرهم ومهنهم السابقة (وعطالتهم اللاحقة) وهم معروفون بسيماهم وبماضيهم الرقيع وما أضحوا عليه من نعمة فاجرة تسكن الفيلات وتنتهج التعددية (ليس في السياسة والثقافة) ولكن في (السيارات والزوجات)…وتجتهد في الإسفار وتحاول ركوب الموجة الاجتماعية بزيارة الناس في أفراحهم وأتراحهم على كره من أهل الفرح وأصحاب العزاء..ولكنهم كانوا يواصلون هذا الحضور الكريه الثقيل لأن المؤتمر الوطني نفخ في رءوسهم ان هذه الزيارات تمنحهم قبولاً وشعبية.. ولم يكتفوا بذلك وإنما تهالكوا على إنشاء (الجمعيات الخيرية التجارية) وعلى تسنم رئاسات الأندية والاتحادات الرياضية بالتزييف وبالترشيح الصريح من ما يًسمى بأمانة الشباب في المؤتمر الوطني المقبور ووجدوا الحقل الرياضي مركباً تائهاً ركبوا فيه بعد أن تم  شراء الكثير من قياداته..فأفسح هؤلاء المجال للوافدين الذين لا تربطهم أدنى صلة أو قرابة بالحقل الرياضي حتى من نوع  (قرابة اللعوت)..! وهؤلاء أيضاً من المعروفين للناس (صورة وصوت)..ولم يكتفوا بذلك بل تسللوا أيضاً إلى رئاسات مجالس إدارات الهيئات والبنوك والغرف التجارية والصناعية..وعلاقتهم بالاقتصاد لا تزيد عن علاقة طبليات الأزقة التي تبيع (حلاوة جكسا) والبسكويت النافد بصندوق النقد الدولي..!! ثم أخذتهم العزة بالإثم إلى إنشاء الصحف فأصبحوا من مالكيها ومساهميها وأصحاب امتيازها ورؤساء تحريرها حتى تظل الصحف خاضعة لنظام الإنقاذ الأبتر..!!

هذه هي خلاصة الحكاية التي أصبحت فيها 99% من الصحف طوال ثلاثين عاماً تحت قبضة الإنقاذ..وفي هذه الفترة تم تفريخ عشرات من رؤساء التحرير ومئات من عاطلي الموهبة من المحررين والصحفيين (الفشنك) فأغطشوا ضحى الصحافة وسوّدوا صباحاتها وأطفأوا مصابيحها..فهل بعد هذا تدهش يا صاحبي من هذه السخام والركام التي يتقيأه إعلام وأزلام الانقلاب وصحفه خاصة عندما يتفلسف سدنتها بالحديث عن فضائل البرهان وحميدتي على الاقتصاد الوطني..وعن شرعية مكوّن البرهان.. وعن إسهام المليشيات في تحقيق الأمن وعن عدم جدوى الثورة..! ومتى يتم ذلك..؟! يحدث هذا في وقت يموت فيه الشباب برصاص القناصة وتقتحم المليشيات وقوات الانقلاب وشراذم الإنقاذ الدور على ساكنيها وتسفك دم الأطفال والصبايا وتعربد في الأسواق والأحياء وتحرق تنهب حرز الإفراد والبيوت والمتاجر ولا تستحي حتى من سرقة (الموبايلات…!!

هذه هي دولة البرهان التي تنقل الحاويات من مكامنها لتغلق بها الجسور في وجه الشعب..عشماً في إجهاض الثورة واستمرار نهب الموارد وحماية المخلوع وشلته ومنع مقاضاة من سحلوا الناس في ميدان الاعتصام.. ولكن الصحفيين الإنقاذيين الأبرار لا يرون في كل ذلك (خروجاً عن المألوف).. وهم لا يفعلون ذلك من فراغ.. إنما هو الثمن الذي أصبحوا عن طريقه يمتطون الفارهات ويمتلكون الشواهق داخل السودان وخارجه.. وهم بغير ما وفرّته لهم الإنقاذ من تسجيلات الشراء لم يكونوا من أهل الثراء ولا من ساكني الفلل الفارهة ولا من الذين ورثوا عن آبائهم الكرام المال والعقار والدثور والقصور.. إنما كانوا يا مولاي (مثل حالاتنا) ومثل عامة الفقراء فلا هم من المياسير ولا من أبناء الطبقة الوسطى.. بل  كانوا في فقر (فيران المسيد) ويشهد بذلك اقرأنهم في المدارس والأحياء وتشهد به (شمارات العارفين)..! ولكن ما أجمل الفقر عندما يتزيا بالأخلاق والشرف..وما أنبل الفقراء الكادحين الذين يسعون الخروج من براثن الفاقة بعرق الجبين..وما أقبح فقراء الأمس الذين يعرضون أنفسهم للبيع والشراء عند كل (أوكازيون) ويهيئون أسرهم لأكل السحت في كل سانحة ويقبلون بالرشوة مقابل بيع النفس والروح على طريقة أكثر سوءاً و(رقاعة) من الصفقة التي أبرمها (فاوست) مع الشيطان في الأدب الشعبي الألمان..ي حيث باع فاوست روحه للشيطان من اجل المعرفة.. لكن هؤلاء الصحافيين والإعلاميين (المطاميس) الذي يتمثلون بنفاق الجرابيع في حفر الأنفاق للهروب لحظة الخطر والحقيقة.. باعوا أنفسهم للمؤتمر الوطني من أجل اللقمة المسمومة والثراء الذي لا يخيل عليهم مهما اجتهدوا في التمويه .. فما أبخس البيعة وأحط الصفقة….الله لا كسب الإنقاذ..!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.