وتستمر الثورة ولو كره الانقلابيون

0 75

كتب: تاج السر عثمان بابو 

1. وُلدت سفاحا فما أنت حر ، فواجه مصيرك أو فانتحر .

 

مازال الانقلابيون سادرين في غيهم وفي ضلالهم يعمهون ، باطلاق الرصاص المميت علي المتظاهرين السلميين ، كما حدث اليوم الخميس في مليونية الوفاء للشهداء بالخرطوم 27 يناير التي واجهتها قوات الاحتلال الدموية بالقمع الوحشي باطلاق الرصاص الحي و”البمبان” ومدافع “الدوشكا” في أحياء بري وشارع الستين بالخرطوم مما أدي لاستشهاد حسن مختار الشفيع وعدد من الاصابات جاري حصرها ليصل عدد الشهداء (78) منذ الانقلاب الدموي ، فضلا عن ارتقاء الشهيد أحمد عبد المنعم (18 سنة) الذي اصيب في الرأس برصاص غادر من قوات الانقلاب الدموي في مليونية 30 ديسمبر في مواكب ام درمان ، واعتقال (9) من اطباء بلا حدود والذين تم اطلاق سراحهم بالضغط المحلي والعالمي ، كما أعلن اطباء السودان أن مجمل الاصابات في مظاهرات الاثنين كانت (169) منها (32) اصابة في الرأس ، اضافة لارتقاء ثلاثة شهداء..

رغم القمع الوحشي الا أن المقاومة مستمرة ولو كره الانقلابيون ، فماعاد القمع يجدي ، فالمقاومة كل يوم تكتسب أرضية جديدة ، وتستمر المواكب و”تتريس” الطرق ، والوقفات الاحتجاجية المطالبة بمحاكمة المجرمين وفتح البلاغات ضد القتلة ، والمطالبة باسقاط حكم العسكر وعودتهم للثكنات ، وقيام الحكم المدني الديمقراطي، كما توافق تروس الشمال علي اغلاق الطريق حتى اسقاط الانقلاب ، وطرحوا مطالبهم في : الغاء الزيادة في اسعار الكهرباء ، التعويض لخسائر الموسم الحالي ، نصيب للولاية الشمالية من كهرباء سد مروى، النصيب من عائدات التعدين ، قرار بمنع تصدير أي خام نقدي الا بعد ادخاله في صناعات تحويلية ، اتفاق ملزم لدخول الشاحنات لحدود السودان ومصر . الخ ، كما أعلنت لجان المقاومة بالخرطوم الأربعاء تصعيدا مفتوحا احتجاجا علي استمرار الانتهاكات ضد المتظاهرين السلميين في عدد من أحياء الخرطوم ومظاهرات ليلية ، واغلاقا للشوارع الرئيسية ، اضافة لاستنكار الاعتقالات والوقفات الاحتجاجية لاطلاق سراح المهندسة أميرة عثمان ، واطلاق سراح الضابطة بوزارة الصحة ايمان ميرغني الذي اعتقلها الأمن وغيرهم في سجون وحراسات الأمن.

من الجانب الآخر تستمر الادانات الواسعة للمجازر الدموية والانتهاكات لحقوق الانسان وحق الحياة داخليا وخارجيا ، كما في إدانة الأمم المتحدة للانتهاكات باستخدام الذخيرة الحية خلال المظاهرات التى شهدها السودان ، مما يتطلب تشديد حملة التضامن المحلية والعالمية للجم استخدام القمع الوحشي وتقديم المجرمين للمحاكمة ، ومرتكبي مجازر مابعد انقلاب 25 أكتوبر ومجزرة فض الاعتصام للجنائية الدولية ، اضافة لتنفيذ تقديم البشير ومن معه للمحكمة الجنائية الدولية ، وهي جرائم لا تسقط بالتقادم.

2 . يفاقم من أزمة الانقلابيين استمرارهم في تطبيق شروط البنك وصندوق النقد الدوليين في رفع الدعم عن الوقود والدقيق والكهرباء ، كما في عودة الزياد في اسعار الكهرباء بعد التراجع عنها والتي تؤثر علي القطاعات الإنتاجية في الزراعة والصناعة ونؤدي لرفع اسعار بقية السلع والخدمات ، مما يعني تمويل العجز في الميزانية من جيوب المواطنين لتمويل القمع ، والصرف الكبير علي مليشيات الدعم السريع وجيوش الحركات والأمن والدفاع ، والمزيد من المعاناة والزيادات في الاسعار ، مما يؤدي للمزيد من انفجار الوضع ويعجل بذهاب ريح النظام.

هذا اضافة لمؤشرات فشل العروة الصيفية بالجزيرة كما أعلن تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل بسبب الزيادة في الرسوم الزراعية ، واهمال تطهير القنوات ، ونقص مدخلات الإنتاج (سماد اليوريا .الخ)

يتم هذا في ظل سيطرة شركات الجيش والأمن والدفاع والدعم السريع علي 82% من موارد الدولة ، وتحمل الدولة لمرتبات الجيش والدعم السريع والأمن والدفاع اي ما يتجاوز 90% من الصرف ، مع ضألة الصرف علي الوزارات الأخري (التعليم ، الصحة ، الزراعة، الصناعة ، الثروة الحيوانية … الخ) .

3. هذا اضافة لاستمرار آساليب النظام السابق في المواكب الممولة ، كما في موكب الأربعاء 26 يناير ضد التدخل الدولي ، علما بأن الانقلابيين هم الذين فتحوا الباب علي مصراعية للتدخل الدولي في الشؤون الداخلية ، كما في تدخل مصر والامارات واسرائيل والسعودية الشأن الداخلي بدعم الانقلاب ، اضافة لامريكا والاتحاد الاوربي وبعثة الأمم المتحدة في محاولة اضفاء الشرعية علي الانقلاب بهندسة اتفاق البرهان – حمدوك الذي فشل ، ومحاولة الحوار علي أساس العودة للوثيقة الدستورية التي مزقها الانقلابيون ، واتفاق جوبا الفاشل الذي تحول لمحاصصات ومسارات عمقت الأزمة كما في الشمالية والشرق والمرفوض ، واشتراك قادته في الانقلاب الدموي …الخ ، والسماح بقيام القواعد العسكرية لروسيا وامريكا علي البحر الأحمر، وارسال المرتزقة من السودان لحرب اليمن ، واستمرار نهب الأراضي الزراعية بتأجيرها لعقود تصل الي 99 عاما ، والتفريط في ثروات البلاد من ذهب ومحاصيل نقدية وماشية ، وتهريبها للخارج كما كشف تروس اعتصام الشمالية مدي النهب لثروات البلاد وتصدير إناث الأبل والأبقار ، اضافة لتصدير الرجال لحرب اليمن ، فالاسلاميون هم الذين فرطوا في السيادة الوطنية بانقلابهم في الثلاثين من يونيو 1989 ، وبعد محاولتهم اغتيال الرئيس حسني مبارك في اثيوبيا ، احتلت مصر حلايب وشلاتين وابورماد … الخ ، كما احتلت اثيوبيا الفشقة ، وفصلوا جنوب السودان بعد أن توصلت الحركة السياسية عام 1988 لاتفاق الميرغني – قرنق لحل المشكلة بانقلابهم المشؤوم ، فأي تدخل دولي يتحدثون عنه؟!!، اضافة الي السماح بموكبهم دون قمع واطلاق رصاص مما أكد أن انقلاب 25 اكتوبر وراءه “الكيزان” والحركات المسلحة لاتفاق جوبا التي شاركت في اعتصام “الموز” حتى قيام الانقلاب ، هذا اضافة الي أنها مواكب تعيد للاذهان حشد الساحة الخضراء قبل سقوط البشير ، والتي بعدها ذهبت ريح البشير ، وسيلحق به البرهان وحميدتي والانقلابيون ، وحتما سوف ينتزع شعبنا الحكم المدني الديمقراطي..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.