إستعادة الإنتقال:
كتب: محمد فاروق سليمان
.
بين الصورتين في الجغرافيا والتاريخ الكثير، لكن بين الشخصين ايضا الكثير المشترك، ادوارد لينو من القادة الذين لم تتبدل مواقفهم بتبدل المواقع، كان لقائي به في كمبالا (فبراير ٢٠٠٤ تاريخ الصورة ادناه) والذي سبقته لقاءات كنت استمع فيها اليه واراه فقط، ايام التجمع الوطني في اسمرا، فاتحة لنقاشات امتدت وحتى فصول حياته الاخيرة في منفاه الاختياري في اديس..
لعدد من الايام كنت في مدينة جوبا وتمتعت برفقة الصديق القائد عبد الواحد محمد نور وهي علاقة امتدت منذ ايام الجامعة وسنين الدراسة ايام عنفوان هوس المشروع الحضاري وبطش الانقاذ في سنينها الاولى، والذي لم يقل في ايامها الاخيرة بل زادت رقعته حتى مع انكماش رقعة السودان وتضعضع سلطة الانقاذ كآخر ملامح السودان القديم وسطوة المركز وهيمنة الدولة القديمة..
هذا اللقاء مع القائد والصديق عبد الواحد ستتبعه لقاءات بالتاكيد، وموعد مع النصر لسلمية ثورة شعبنا، فهو ايضا من القادة الذين لن تتبدل مواقفهم مع المواقع، وسيرى السودانيات والسودانيين عبره الى جيل من القادة الذين ينتمون لثورة ديسمبر ومن تاريخ مبكر: قادة تتقدمهم الفكرة ويقفون خلف رؤاهم ولا يتقدمون بشخوصهم. اذكر بشكل خاص نقاشنا عن حوجة خطابنا السياسي لعمومية السودان Pan-Sudanizm لتجاوز فشل السياسة القديمة في ظاهرة الدولة الوطنية عندنا والتي تتقدمها المجتمعات باكثر مما يفعل الاداء السياسي في هيكلة الدولة في السودان وافريقيا بشكل عام، لدولة ما بعد الاستقلال الأول، هذا النقاش ربما كان ملهما فيه بشكل كبير الراحل ادوارد لينو من خلال مواقف كثيرة وربما لكونه من ابيي يجعل الابتسارات السهلة امر اكثر عمقاً وبصيرة اقدر على تجاوزها. وهي نقاشات كنت اتمنى اكمالها مع الصديق مبارك بول والرفيق في رحلة العودة من جويا البينو دينق والذي جمعتني به الصدفة لنجلس سويا في الطائرة لاكثر من خمسة ساعات..
We may go fast if we choose to walk alone, but sure we will reach far if we go together..