وورثنا من وردي بساتين ورود

0 65

كتب: جعفر عباس

.

وكان ذلك قبل عشر سنوات، وغادرنا جسدا أعز الناس وأمير الحسن وروعة سحر الأسطورة وفخر هذا الجيل وذاك، وترك الملايين وعيونها في الدمعات وحيلة، فقد كان الشعب حبيبه وأباه، وردي عاش معنا أيامنا سوا وقاسى معنا النوى، وكان معنا دائما “نغنّـي غناوي ونـحكـي حكاوي”، ولهذا كان رحيله شديد المرارة، و”قست الدنيا عليا وجافى النوم عينيا” وياما يومها ذاك شفت الألم وقل نومي وصبري انعدم ودموعي وراك صاروا دم، وتركتني يا بستان الورود وفؤادي جريح نهبا للحزن النبيل.
ولكن العطر الذي غرسه وردي في ارضنا الخضراء حقل السنا سيظل يفوح ويدغدغ الوجدان ويشعل قناديل الأفراح كلما تسامى شعبنا الهمام وعالي المقام، وشرع يدق الصخر ويرود المجد كي ينجلي عنه البلاء وينهد كتف المقصلة، فكل غال يهون معك يا بلد يا نيل يا زين.
رحم الله محمد عثمان حسن وردي، وسنظل نحن إخوته وأبناءه في الفرح الجميل والحزن النبيل، ويا حبيبي والله مشتاقين والطيور الراحلة في ضل المساء بتسأل عليك، وسأظل كما كنت في حضورك أو غيابك الفسيولوجي أردد “إكّا أي جلّا إكا مشكا/ أور أقريسكا إكا جلا/ جلركنا أيقا ككا”، وستظل جميع الأغاني اتكالن عليك، لأنك من فرهدت فرح جواي، ولأنك روعة سحر الأسطورة، وستظل السواقي وخيوط الطواقي والنهر والنخل والطنبور تذكرنا بأنك كنت كبيرا بحجم القارة السمراء، فبين الشعب وبينك قصة حب طويلة والضحكة ورحيق الشاي وطعم الخبز والسترة.
ويا فاطر السماوات والأرض أعدل سبيل وردي وأجعل نهاية الخير مصيره.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.