الفلول تحت مظلة الانقلاب ..! 

0 72

كتب: د. مرتضى الغالي

.

الذي يحكم البلاد الآن تحت ضباب الانقلاب هم اخونجية الإنقاذ وأمنجية المؤتمر الوطني الذين قضت الثورة ودستورها بمحاكمتهم وإبعادهم من المناصب العامة والفترة الانتقالية .. فما هي الأجندة اليوم ومنذ تنفيذ الانقلاب غير قتل المتظاهرين السلميين والاعتقالات اليومية التي تجري في صفوف الثوار ومحاربي الفساد والتمكين وتدبيج البلاغات المفبركة بحقهم وإطلاق حملات التشهير .. فمن يدير النيابات ويحرّك الاعتقالات سوى فلول الإنقاذ ..؟! وهل من جدوى للسؤال عن ديوان النائب العام وجهاز القضاء في أتون هذه الفوضى العارمة التي جعلت القانون رهناً بأيدي الفلول الذين قاموا بإلغاء كل القرارات والأحكام على المفسدين الذين استولوا على اموال الدولة ومواردها وأراضيها وعقاراتها ..؟! هذه الفترة من ليالي الانقلاب السوداء عنوانها (إعادة الاعتبار للفساد) وحماية المفسدين وإعادة الأموال والعقارات والاراضي والمنقولات إلى حيازتهم الذين نهبوها مرة أخرى .. وإرجاع كل الذين فصلتهم عدالة الثورة إلى الوظائف التي كانوا يحتلونها بغير استحقاق .. وإبطال كل ما فعلته الثورة وفق مقررات الوثيقة الدستورية وإعادة لصوص الإنقاذ للسيطرة مجدداً على دنيا المال والأعمال تحت حماية صريحة للحرامية الذين ثار عليهم الشعب ..!! .

لقد شطب فلول الإنقاذ جميع الإجراءات العدلية التي طالت الفاسدين والتمكين يبن الذين زرعتهم الإنقاذ في مفاصل الدولة عن طريق تسييس الخدمة المدنية وإفسادها .. والفلول يعملون الآن بأيدي مطلقة تحت مظلة الانقلاب لإعادة منسوبيهم للتغلغل في جسم الدولة ومواقع القرار في الدواوين العامة ومؤسسات التعليم والخارجية والأجهزة النظامية والعدلية .. وفي كل يوم يتم إلغاء ما قضت به الوثيقة الدستورية ونقض ما أبرمته لجنة تفكيك الإنقاذ واسترداد المال العام .. ولا عمل للفول الآن سوى الانتقام من الثوار ولجان المقاومة ومن الهيئات التي أنشأتها الثورة ..!!.. ومنذ ساعات الانقلاب الأولى اتجه الفلول للتشفي من جميع الذين تصدوا للفساد وسرقة الموارد العامة واستباحة الدولة .. وهم الذين يقومون الآن باعتقال كل من تصدوا للفساد وعملوا على استرداد أموال الدول وأملاكها .. فهل هناك ما هو أوضح من هذا النشاط المحموم في ملاحقة كل ما تمثله الثورة وابناؤها الذين الذين تصدوا بالحق لتجاوزات المكوّن العسكري في مجلس السيادة السابق متمسكين بالوثيقة الدستورية التي رسمت الخطوط والصلاحيات .. ووقفوا بصرامة أمام التجاوزات التي قام بها مكوّن البرهان وحميدتي خصماً على صلاحيات المكوّن المدني .. فهؤلاء هم من يلاحقهم الفلول بالاعتقالات والبلاغات في مهزلة بلغت نهاية الشوط وجعلت اللصوص يحاكمون من أوكلت لهم الثورة ملاحقة اللصوص ..!! .

هذه الثورة التي تغلغلت في وجدان السودانيين في جميع أرجاء الوطن جاءت لتبقى .. وستظل جذوتها لاهبة وشعلتها مضيئة مهما تطاولت ليالي الغدر وامتدت حبال الكذب .. وأبناء وبنات الوطن هم الذين سيرسمون مسارها ويكتبون تاريخها .. وليست الموساد ولا الانقلابات .. ولا أولئك الذين وضعوا أنفسهم في مجلس الانقلاب غير السيادي وحكومته العرجاء .. وسيرتد غدر الفلول إلى صدورهم طال الزمن أم تقاصر .. فلا يمكن تعديل مسار البلاد نحو السلام والتنمية والديمقراطية والحياة المدنية والحرية والعدالة عن طريق الانقلابات واستيراد الرصاص ومقذوفات الغاز الحارق والأبخرة السامة .. ؟!! قال كوميديان أمريكي إن بلاده تنفق على التسليح أضعاف ما تنفق على التعليم لذلك لديها قنابل ذكية و(أولاد أغبياء)..!! .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.