تقييم ورصد للمقاومة الباسلة للإنقلاب

0 65

كتب: تاج السر عثمان بابو 

.

 أشرنا في مقال سابق بعنوان “صوب الاضراب والعصيان لاسقاط الانقلاب” الي تراكم المقاومة الجماهيرية للانقلاب الدموي الذي جري في 25 أكتوبر ، والمطالبة باسقاطه ، وتحت شعار “لا شراكة ولا تفاوض ولا مساومة”، ولا شك أن التراكم الكمي للمقاومة بتنوعها سوف تفضي الي تحول كيفي في اسقاط الانقلاب وانتزاع الحكم المدني الديمقراطي ، بعد سد النقص بتوفير العامل الذاتي بوجود المركز الموحد الميثاق للتوفق علي وثيقة دستورية جديدة تؤكد الحكم المدني الديمقراطي ، واستقلال القضاء وحكم القانون ، وتفكيك التكين واستعادة اموال الشعب المنهوبة ، وعودة شركات الجيش والأمن والدعم السريع لوزارة المالية ، والترتيبات الأمنية لحل مليشيات الدعم السريع وقوات الحركات ، وقيام الجيش القومي المهني الموحد . الخ.

بعد حوالي ثلاثة أشهر علي الانقلاب ، في تقييمنا ورصدنا لتجربة المقاومة الباسلة للانقلاب حتى اللحظة ، تشير الي الآتي :

أولا : منذ بداية الانقلاب ، وجد مقاومة عاصفة كما تجلت في المليونيات حسب جداول لجان المقاومة المنتظمة التي وصل عددها حتى 21 فبراير 2022 ، الي 27 مليونية ، غير مواكب الأحياء الشهداء ، واعتصامات اليوم الواحد ، والمواكب المهيبة لتشييع الشهداء . الخ .

هذا اضافة لمقاومة مجالات العمل مثل : المواكب والمذكرات والوقفات الاحتجاجية للأطباء والمعلمين والمهنيين وأساتذة الجامعات ، والمؤسسات والمصالح والمصانع ، والاضراب السياسي وإالعصيان المدني بداية الانقلاب ، والدعوة للعصيان المدني والاضراب العام لمدة الذي دعت له أكثر من 20 تجمع نقابي ولجان تسيير ، ليومين استنكارا لمجزرة 17 نوفمبر ، وتتريس الشوارع والمدن ، وإغلاق طريق شريان الشمال ، والاضرابات والوقفات الاحتجاجية لتحسين الأجور والمعيشة ، وغير ذلك من الحراك الجماهيري الواسع الذي رصدناه في مقالات سابقة .

استمرت المقاومة واتسعت رقعتها رغم القمع الوحشي من مليشيات “الكيزان” والدعم السريع وقوات حركات سلام جوبا، بالغاز المسيل للدموع ، والرصاص الحي والمطاطي ، والقنابل الصوتية ومدافع الدوشكا ، والدهس بالتاتشرات ودفارات الشرطة ، اصطياد القناصة للثوار ، واطلاق النار من اصحاب المواتر التابعة للأمن والكيزان ، ودفارات الشرطة الكبيرة ، واقتحام المنازل المساجد وحرقها بالبمبان ، فضلا عن اقتحام المستشفيات وضربها بالغاز المسيل للدموع ممل أدي لحالات وفيات واختناق للمرضي كما حدث في مستشفي بحري ، اضافة لمنع اسعاف المرضي ، واقتحام المستشفيات لاختطاف المصابين ، ورش المتظاهرين بماء ” الظربون ” القذر المستورد من اسرائيل ، وحملات الاعتقال الواسعة ، والتعذيب الوحشي للمعتقلين والاطفال والنساء ، وغير ذلك من أساليب القمع في السجون الاسرائيلية ، والتي اقتبستها مليشيات الاحتلال الجنجويدي منها، اضافة لاغلاق الانترنت والكبارى بالحاويات وظاهرة العساكر بالسكاكين الذين يعتقلون الثوار ويطعنوهم ويطلقوا سراحهم ، وقمع واعتقال الصحفيين ومراسلي القنوات الفضائية ، أدي القمع الوحشي الي استشهاد (82) شهيدا واصابة أكثر من (2600) مصاب واعتقال المئات.

كما استمرت المواكب والاعتصامات في الأحياء ، وتنظيم مواكب أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك وأمام المحكمة الجنائية ، وتقديم المجرمين في مجزرة الاعتصام و17 نوفمبر للجنائية الدولية ، ورفض التدخل الدولي في الشأن الداخلي .

شملت المليونيات أكثر من 54 مدينة وقرية في السودان ، مثل: الخرطوم ، بورتسودان ، القضارف ، حلفا الجديدة ، كسلا ، مدني ، المناقل ، سنجه ، الدمازين ، سنار ، عطبرة ، بربر ، الدامر ، كرمة ابورقيق ، دنقلا ، كريمة شندي ، كوستي ، ربك ، ، تيالا ، زالنجي ، الفاشر . الخ ، مع ملاحظة مشاركة واسعة لطلاب الثانويات.

اضافة لمليونيات السودانيين في الخارج التي حاصرت سفارات الدول الداعمة للانقلاب ، والمطالبة بحقوق الانسان ومحاكمة المجرمين لاطلاق النار علي التجمعات السلمية ، كما في عرائضهم ومذكراتهم ، فضلا عن تضامن الأحزاب الشيوعية والعمالية والديمقراطية والتقدمية والمنظمات الحقوقية مع شعب السودان والتي ساهمت في عزلة ومحاصرة الانقلاب .

ثانيا : وجدت المجازر ادانة واسعة من الرأي العام المحلي والعالمي ، الذي طالب بمحاكمة المسؤولين عنها ، واطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين ، ورفع حالة الطوارئ والأحكام العرفية، وعودة خدمة الانترنت ، وعودة الحكم المدني الديمقراطي ، واضافة تلك الجرائم لمجزرة فض الاعتصام ، ومجازر الابادة الجماعية في دارفور والتي تنتظر المحاسبة وان طال السفر ..

ثالثا : كما انكشف القناع عن حركات سلام جوبا التي تورطت في الانقلاب الدموي الذي وقع في 25 أكتوبر بقيادة البرهان وحميدتي وفلول “الكيزان”، ووضح للقاصي والداني خيانة هذه الحركات للشعب السوداني ولقضية دارفور ومنطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق التي طالما ادعو بأنهم المدافعون عنها.

وبعد الانقلاب شاركت جيوش هذه الحركات في القمع الوحشي للمظاهرات السلمية مع قوات البرهان وحميدتي ” الدعم السريع”، وفلول “الكيزان” واجهزة مخابراتهم ، كما شاركوا عن طريق وزير المالية جبريل في تجويع الشعب السوداني وساروا في طريق توصيات صندوق النقد الدولي برفع الدعم عن الكهرباء والوقود والخبز والغاز ، وتنكروا لمطالب أهل دارفور والمنطقتين في السلام الشامل وعودة النازحين لقراهم واعمار مناطقهم وتعويضهم ، وحل المليشيات وتقديم البشير للجنائية .

رابعا : رفضت الجماهير في مليونية 21 نوفمبر اتفاق البرهان – حمدوك الذي كرّس ما جاء في بيان الانقلاب في 25 أكتوبر كما في : التأكيد علي الوثيقة الدستورية المعيبة واتفاق جوبا الذي فشل في وقف الحرب والاستقرار ، والشراكة مع العسكر ، وتكوين حكومة كفاءات ، وتوسيع قاعدة الشراكة بادخال الفلول تحت اسم الإدارة الأهلية ، وإعادة هيكلة لجنة التفكيك ، والتحقيق في الأحداث بعد 25 أكتوبر بدلا من محاكمة قادة الانقلاب والجنجويد والحركات في خرقهم للوثيقة الدستورية وعلي مسؤوليتهم في الجريمة ضد الانسانية باطلاق النار علي المظاهرات السلمية ..

خامسا : اوضحت السيول البشرية الهادرة التي خرجت في كل مدن السودان أننا أمام ثورة جديدة تخطت الوثيقة الدستورية المعيبة واتفاق جوبا وعودة حمدوك لتكريس الانقلاب العسكري الذي اصبح في كف عفريت . ومترنحا تحت ضربات الثوار ، كما تمت محاصرة حمدوك في المواكب بشعار “الشعب يريد قصاص الشهيد . الخ”

سادسا : زاد من غضب الجماهير وغليانها الخطوات التي اتخذها قادة الانقلاب في إعادة فلول النظام البائد لقيادات الخدمة المدنية والأمنية والعسكرية والقضائية ، وتعيين جبريل ابراهيم لمتابعة لجنة التمكين ، بهدف إعادة التمكين ، وارجاع ما تم استعادته من اموال الشعب المنهوبة للفلول ، واتفاق البرهان – حمدوك الذي بصم علي انقلاب بيان الانقلاب ، اضافة لإعادة تمكين الفلول بدلا من التفكيك واستعادة اموال الشعب المنهوبة وشركات الجيش والدعم السريع للدولة التي تستحوذ علي 82 % من موارد الدولة ، اضافة لميزانية الأمن والدفاع وللجنجويد لتصل الي أكثر من 90% لها !!، وكما عبر الكثيرون : البرهان أعاد الإخوان لحكم البلاد .

رفضت المليونيات الارتباط بمحور (السعودية- الإمارات – مصر- اسرائيل) بتصدير القوات السودانية لحرب اليمن التي تتعارض مع احترام استقلال وسيادة الدول الأخري ، وتصدير تلك الشركات المحاصيل النقدية لمصر والماشية ، والذهب القذر الملوث بدماء ضحايا الابادة الجماعية في مناطق التعدين واستخدام المواد الضار بالبيئة في استخراجه (السيانيد ، الزئبق.الخ) الي الإمارات ، ومخطط اسرائيل لنهب موارد السودان الزراعية والمائية والوجود في البحر الأحمر والفشقة ، كما استنكر الثوار دعم اسرائيل للانقلاب وحرقوا علمها ، وطالبوا بوقف التطبيع مع اسرائيل .، وصاية العسكر علي العملية السياسية في البلاد .

سابعا : تمت حملات تضامن واسعة مع شعب دارفور ومنطقتي جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق واستنكار الابادة الجماعية وحرق القري وتهجير الالاف من قراهم ، من مليشيات الدعم السريع بهدف الاستيلاء علي اراضيهم الخصبة ومراعيهم ، والثروات المعدنية (ذهب ، كروم ، يورنيوم . الخ) وتهريبها للخارج الي تشاد والامارات ومصر ، كما شاركت في القمع كل القوات (دعم سريع ، شرطة ، حركات مسلحة) رغم ذلك استمر النهوض الثوري ، واتسعت قاعدته .

ثامنا : تم رفض اشاعة اليأس بالادعاء أن استمرار المليونيات والمواكب لا جدوي منه ، ولا تسقط الانقلاب ، علما بأن كل الأنظمة الانقلابية الديكتاتورية سقطت بالوجود الجماهيري في الشارع ، سواء كان في المواكب والوقفات الاحتجاجية ، والاضرابات والمذكرات والاعتصامات وانتفاضات المدن واستمرار التراكم النضالي حتى اسقاط الانقلاب كما حدث في ثورة أكتوبر 1964 ، وانتفاضة أبريل 1985 ، وثورة ديسمبر التي اطاحت برأس النظام ومازالت الثورة مستمرة لاستكمال تصفية النظام البائد وتحقيق أهدافها.

تاسعا : رغم القمع الوحشي للثوار وإغلاق الكباري وجعل العاصمة ثكنة كبيرة لكل مليشيات الجنجويد والبرهان وجيوش حركات سلام جوبا ، تمكن الثوار اقتحام القصر الجمهوري بعد مقاومة باسلة وشامخة وباذخة ، أعاد اقتحام القصر بسالة ثوار المهدية الذين حاصروا الخرطوم واقتحموا القصر، واسفطوا الاحتلال التركي- المصري الذي اذاق السودانيين مر العذاب ونهب ثروات البلاد من ذهب ومعادن أخري ومحاصيل نقدية وماشية وقدارات بشرية ، وهاهو يعيد التاريخ نفسه بشكل أعلي كما في سير الثوار في الطريق نفسه لتحرير السودان من قوات المرتزقة من دعم سريع وغيرها ، المرتهنة للخارج التي نهبت ثروات البلاد ، وصدرت المرتزقة لحرب اليمن ، وقامت بالابادة الجماعية في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق وغرب كردفان، كما قامت بالمجازر ضد الانسانية كما في مجزرة فض الاعتصام ومجازر ما بعد 25 أكتوبر التي تستوجب المحاكمة العادلة والقصاص للشهداء، اضافة للترتيبات الأمنية بحل مليشيات الدعم السريع وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي الموحد ، واستعادة كل شركات الجيش والأمن والدعم السريع للدولة .

عاشرا : بعد استقالة حمدوك جاءت شعارت الثورة واستمرارها كما في مليونية 4 يناير ” استقال ما استقال .. هدفنا اسقاط الانقلاب”، ” استقال ما استقال .. الجدول شغال ” ” الثورة ثورة شعب .. والعسكر للثكنات .. والشارع للمكنات .. والجنجويد ينحل” ، ” أم در تنزف .. دارفور تنزف . لن يحكمنا فلول النظام البائد .. ولن يحكمنا الجنجويد” ، ” الظالمون سيذهبون .. لا لن يعودوا من جديد ” ، ” الثورة مستمرة مع بداية العام الجديد”، تكنيكات النفس الطويل للعصيان المدني”، ” ارجع ثكناتك يابرهان .. سلم شركاتك يابرهان ” ، ثوار أحرار حنكمل المشوار”، جيب العسكر جيب ابوطيرة .. يابرهان جايينك سيرة”، “يا ثائر فجر بركانك .. ده العسكر قتل إخوانك”. الخ من الشعارات التي تعبر عن شعارات الثورة من قصاص للشهداء، رفض اشراف السلطة الانقلابية علي الانتخابات التي ستكون نتيجتها مزورة ومعروفة سلفا ، بل اسقاط الانقلاب لضمان انتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية ، وغيرها .

تمّ رفض التدخل الدولي في الشأن الداخلي بعد استقالة حمدوك ، كما جاء في حديث فولكر رئيس البعثة الأممية في السودان الذي أشار لضرورة الحوار الشامل ، وتقديم مرتكبي أعمال العنف للمحاكمة ، كما دعا مكتب الشؤون الأفريقية في وزارة الخارجية الأمريكية الي : التوافق والحرص علي استمرار الحكم المدني ، وتعيين رئيس والوزراء المقبل والحكومة بناءً علي الوثيقة الدستورية !! ، هذا اضافة لاستمرار التدخل الإماراتي السعودي المصري في الشؤون الداخلية بهدف استمرار نهب ثروات البلاد ، اضافة لرفض أكاذيب دعاوى الحوار التي تعيدنا لمربع الأيام الأخيرة للمخلوع البشير ، ورفض إعادة تجربة الشراكة مع العسكر الفاشلة ، ومطالبة بعودة العسكر للثكنات وحل المليشيات وجيوش الحركات التي ساهمت في الانقلاب وشاركت في القمع الوحشي للثوار ..

مع انهيار الانقلاب وفشله ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة وحشية جديدة في مليونية 17 يناير التي خرجت في العاصمة والولايات تحت شعارات : لا تفاوض الا لتسليم السلطة للمدنيين ، ولا شرعية الا للشعب ، ولا شراكة مع القتلة المجرمين، ورافضة للتدخل المصري في الشأن السوداني ، ولمهزلة اتهام الثائر محمد أدم (توباك) بقتل العميد علي بريمة.

رغم إعلان البرهان وقف اطلاق النار على امتداد البلاد ، الا أن القرار لم يشمل شوارع الخرطوم !!.

كما جاءت مليونية 30 يناير هادرة في العاصمة والأقاليم تحت شعار المطالبة بحماية ثروات البلاد كما في الشمالية التي “ترست” في كل محليات الولاية الشمالية ، والمطالبة بالحكم المدني ومحاكمة قتلة المتظاهرين السلميين ، اكتسحت المليونية وسط الخرطوم رغم القرار غير الدستوري بحظر التظاهر وسط الخرطوم ، وحراسته بترسانة من المدرعات و”الدفارات” ومدافع “الدوشكا” وقوات “ابوطيرة”..

 

كما استمرالافتراء كذبا علي الحزب الشيوعي السوداني ولجان المقاومة وتجمع المهنيين وقوى التغيير الجذري المطالبة لتحقيق أهداف الثورة ومهام الفترة الانتقالية ، وعدم تكرار تجربة الشراكة الفاشلة التي تعيد إنتاج.الأزمة.

 

وأخيرا ، بعد حوالي ثلاثة أشهرعلي الانقلاب الدموي والمقاومة الباسلة له من جماهير شعبنا يجرى احكام الخناق عليه داخليا وعالميا ، واتساع السخط بسبب تدهور الأوضاع المعيشية كما في زيادة اسعار غاز الطبخ ، والاستمرار في تطبيق توصيات صندوق النقد والبنك الدوليين في تخفيض العملة ، وميزانية 2022 المعادية للشعب ، وارتفاع اسعار الوقود والكهرباء والدقيق ، ضرائب ترخيص المركبات واستخراج جواز السفر ، والارتفاع المستمر لأسعار السلع مع تدهور الأجور ، لكن الضغط الجماهيري الواسع أجبر الحكومة للتراجع عن الزيادات في الغاز والكهرباء للمزارعين، كما أجبر البرهان لنفي اصدار الأوامر لاطلاق الرصاص علي المعتقلين لتحميل القوات والمليشيات المسؤولية ، فهو يتحمل مع قادة الانقلاب المسؤولية ، كما طالب المتظاهرون باوسع حملة لمحاكمة الجناة ، اضافة لأكاذيب جميدتي بعدم تهريبه للذهب ، كما أعلن البرهان أن مديونية الجيش علي الحكومة 1,4 مليار دولار (الصيحة: 14 فبراير 2022). كما تبرع حميدتي بمبلغ مليون جنية للمنظمات الشبابية لإعادة تدوير منظمات المؤتمر الوطني الفاشلة ، مما اثار سخط الكثيرين من أين للجيش والدعم السريع هذه الأموال؟!! ، علما بأن الحكومة تصرف عليهما ، هذا اضافة لما جاء في تقرير الي مجلس الأمن الدولي بواسطة خبراء أن وزارة المالية دفعت مليون دولار لكل من حركة تحرير السودان ، والعدل والمساواة ، وتجمع قوى تحرير السودان ، والتحالف السوداني لتغطية مصروفاتهما في السودان.

ولاشك أن هذا التراكم الجماهيري الواسع سوف بقضي لاسقاط الانقلاب وقيام الحكم المدني الديمقراطي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.