من ضحى باوكرانيا يسهل عليه التضحية بالسودان..
كتب: ذوالنون سليمان
.
أوكرانيا خير مثال للتعويل علي منظومات ومؤسسات المجتمع الدولي في معالجة الأزمات والتحديات .. هنالك دوماً خطوط لا تتجاوزها تلك المنظومات التي تتحرك وفق مصالح أعضاءها ولا تتورع في تجاهل ميثاق تكوينها ونزع قناع مثاليتها عندما تتقاطع مصالحها مع المبادئ والقيم التي تبشر بها .
علينا كسودانين عدم انتظار الحل السحري القادم من البعثة الأممية أو الإتحاد الإفريقي والاكتفاء بالادوار الثانوية كمتلقين للحلول وباحثين عن ضامنين لتنفيذها ، سيطول انتظارنا للحل الشامل مثلما طال انتظار ملايين النازحين واللاجئين في دارفور لحضور أوكامبو وإنهاء المأساة الأكبر لإنسانية النظام العالمي الجديد .
لامناص من الحل الوطني وتجاوز حالة (الاتكال) السياسي والهروب للخارج وإنتاج الاتفاقيات التي كانت ابرزت سمات حقبة الإنقاذ لتختفي مقدرة الداخل السوداني في اجتراح المبادرات وبناء الثقة بين أطراف العملية السياسية .واقعنا السياسي يحتاج لمبادرات وطنية تقترحها منظومات العمل المدني تتعاطي بواقعية مع الظرف السياسي وتبحث عن نقاط التلاقي وإمكانية الحل بعيدًا عن رومانسية التغيير الحالمة والقصاص السياسي .
العالم مشغول بإشكالاته والدول الكبري مهتمة بتحدياتها الداخلية في عالم ما بعد ترامب وكوفيد وبوتين بكل ميراثه الاقتصادي والأمني ، وتدخلها سيكون من زاوية مصالحها العليا حتي لو تعارضت مع مصالح الشعب السوداني .. مثلما يحدث الان مع شعب أوكرانيا … للأسف..