عساكر من دون قاشات
كتبت: سهير عبد الرحيم
.
مايحدث حالياً في السودان ليس له اسم أو توصيف غير أننا نعيش دون إرادة سياسية أو سيادة وطنية أو قدرة على إدارة ملف الأزمات الداخلية و الخارجية.
قيادات ووزراء بحجم خيالات مآته لا تدري ولا تدري أنها لا تدري ، عاجزة خائرة ضعيفة محجوبة الفكر ضيقة الأفق متماهية مع الفشل ، و شباب مُغيب وضائع ومُستغل لتحقيق أهداف و طموحات آخرين ، و معارضة انتهازية عبارة عن عملاء وخونة لاعقين لأحذية السفراء مطأطئي الرأس أمام العُقالات.
و أغلبية صامتة تشاهد بحسرة كبيرة ذات الفيلم الذي تم انتاجه في الثورة الملونة يعاد إنتاجه كلاكيت ( تاني مرة) ، إنها عملية إعادة تدوير النفايات لنظل في دوامة البحث عن الحد الأدنى من الحياة دون تطور ولا نماء ولا رفاهية.
فشل عام ، إحباط ، ضبابية ، وشعب يكتوي ليل نهار بلسعة الأسعار و خواء الجيوب و تبدد المرتب في لا شيء.
وزير مالية لا يعرف الفرق بين المخزون الاستراتيجي و بين حصائل الصادر و لص آخر أوقفوهو على بوابة الذهب ليغرف لهم منها في ظل تغييب تام للمراجع العام ، و قادة مشغولون بتثبيت مقاعدهم و تحقيق طموح سياسي تحت مسميات ساذجة ، و معارضة ترتفع زغاريدها كلما سقط شهيد لتعزز من مفاوضاتها مع العسكر …. لعنة الله عليكم جميعاً.
يرفع الدعم( اللي أصلاً مرفوع ) عن الوقود والغاز و الكهرباء والمياه و الخبز والتعليم و الصحة …..!!!! فماذا تبقى من حياة ….!!!
و يُنهب المواطن نهاراً جهاراً وتستبيح العصابات عصابات نيقرز أو حركات مسلحة لم يعد هنالك فرق بينهما تستبيح أموال وأعراض وأرواح الناس ثم تقف الحكومة معصوبة العينين مخيطة الفم فماذا تبقى من هيبة الدولة والأمن والأمان ….!!!
و يتعطل دولاب العمل في الدولة أربعة أيام بفعل الإجازات والمظاهرات فماذا تبقى للإنتاج و العمل ……!!!
يقفز الدولار فوق حاجز ال٦٠٠ و يحبو الجنيه في محاولة للصمود و طائرات الذهب عوضاً عن أن تدعم اقتصادنا وترفد خزينة بنك السودان الخاوية تساهم في تمويل الحرب العالمية الثالثة …فماذا تبقى لنا من ماء وجه …؟؟؟
يجلس السفهاء و الموتورون خلف الكيبورد ليعبئوا الشارع بالإشاعات و الفتن و نشر الأخبار الضارة بالاقتصاد و المجتمع فماذا تبقى من قيم و حب للوطن ….؟؟
و يحج الجميع الى أبو ظبي حميدتي و يلحقه البرهان و من قبلهم الفاشل حمدوك ، فماذا ننتظر من قيادات متسولة منكسرة مختطفة القرار تنتظر مصيرها من برج خليفة ….؟؟
مشكلتنا في الوطن أننا حتى اللحظة كشعب لم نفهم أن القرار ليس قرارنا و الإرادة لا تصنع هنا.
خارج السور :
كُنا نمني النفس برجل صالح (كارب قاشو ) يمسح الأرض بعصابة العملاء أحزاب السفارات ويمضي بوحدة الوطن واستقراره بعيداً عن أجندة الجيران ولكن خوار العزيمة لم يجعله (يرخي القاش ) فقط ….بل (خلعه) كلياً ….؟؟