على خلفية مقال: نسوان حميدتي!

0 168
كتبت: رشا عوض
.
سؤالي لكاتب المقال أدناه : هل لو هتف الشاب المذكور قائلا لكم : يا رجال حميدتي ما كان حيكون عندك مشكلة؟
نريد ان نفهم هل الشتيمة هي قتل الابرياء ونهب موارد البلاد ومصادرة حرية المواطنين ام قمة الشتيمة هي تشبيه منسوبي الجيش بالنسوان؟
وهل المشكلة الوحيدة هي استعلاء حميدتي على الجيش ام ان الجيش قبل وبعد حميدتي مؤسسة مأزومة شأنها شأن كل مؤسسات الدولة السودانية وبحاجة ماسة الى إعادة بناء وإعادة هيكلة؟
ومن قال للكاتب اننا جميعا متفقين معه في ان النسونة تنتقص من قدر الانسان؟ بالمناسبة انا المواطنة السودانية رشا عوض اعتقد ان جيشنا السوداني بحاجة الى جرعات من “النسوية” كجزء من عملية إصلاحه التي تعني بالضرورة انسنته! ولا أريد الكلية الحربية مصنعا للرجال بل أريدها مصنعا لجيش وطني مهني مؤهل لحماية الوطن من العدوان الخارجي ولا يصوب سلاحه الى صدور المواطنين السودانيين، هذا الجيش قوامه رجال ونساء وطنيون ووطنيات شجعان وشجاعات مدربون ومدربات على فنون وعلوم العسكرية، ملتزمون وملتزمات بالشرف العسكري والضوابط المهنية الصارمة.
اذا اراد الجيش استعادة ثقة الشعب فأمامه كثيييييير من الاعمال، لن نشتري فكرة ان حميدتي هو المشكلة الوحيدة ، حميدتي كارثة والجيش مصيبة والشعب السوداني ما واثق فيكم انتو الجوز! ولن يثق بالمجان ! مهر الثقة ممثلا في الاصلاح الامني والعسكري والانخراط بجدية في عملية العدالة الانتقالية والقبول ببسط ولاية وزارة المالية على عائدات منظومة الصناعات الدفاعية رفضتم دفعه بل واستوليتم على السلطة بانقلاب عسكري لاغلاق الباب محكما امام اي اصلاحات
نسوان حميدتي…
مقدم معاش ابو شرا…
هكذا وصل بنا الحال درجة من الهوان أن يهتف أحد ابناءنا في مواكبهم موجها حديثه في فيديو منتشر في مواقع التواصل الاجتماعي للعساكر المتحفزين لفض مواكبهم
بأعلى صوته وقناعة راسخة دون خوف أو وجل بل وبلا خجل
نسوان حميدتي
اي والله وبعد مشاهدتي الفيديو وأشهد الله أن النوم قد فارق عيني إلا أن إذن الفجر للصلاة وحتى صلاتي وقتها فراقها التركيز لان السؤال كان حاضرا الولد ده شاف شنو ? لماذا هذا التوصيف؟! هل وصلنا لهذا الهوان حتى يصفنا اولادنا نعم اولادنا وهو أصغر من كل اولادي وبناتي حتى يصفوننا بهكذا أوصاف
نسوان حميدتي
لا حول ولا قوة الا بالله
ونحن
جند الله
جند الوطن
فخر البلد الذين نرتدي شرف العسكرية لحماية البلاد والعباد لا حول ولا قوة الا بالله والله أجزم أن هذا الهتاف أو الصياح قد ارق كل من انتمى لهذه المؤسسة العسكرية ولو يوما واحدا ناهيك عن من هم يقومون على خدمتها الان لا اريد الركون إلى الإجابات السهلة في نسب التهم إلى الطابور الخامس وأعداء البلاد والمرتزقه
انهم أبناءنا بل أصغر سنا
اذا لماذا وصل بهم الأمر لتوصيف جيش بلادهم بهذه العبارة الخفيفة التي تحمل مدلولات قبيحة وفيها الكثير من عدم الاحترام وأدنى حدود الاحتقار!
نسوان حميدتي
لا أخفيكم سرا اني ومن احساس المرارة قد تناقشت مع رفاق السلاح من معاشيي الجيش حول هذا الهوان ورقم احساس المرارة الجمعي إلا أن بعضهم وجد عذرا لهذا الشباب في عدم ثقته في كل مؤسساته وليس الجيش فقط.
انا بالنسبة لي كل المؤسسات لا تهمني ولكن الجيش بالنسبة لي خط أحمر وانهياره يعني انهيار البلد بالكامل ليس لأنه تاريخ خدمتي وحسب بل هو كل حياتي … اصدقائي رفاق المعارك والحروب في ساعات الحرب الباسلة والاستشهاد والظروف حلوها ومرها جعلت منا
كتلة صماء في الإخاء والرفقة دون حواجز
لا رتب تعني شيئا وقتها … لا قبائل ولا الوان وأديان ولا اي شئ يفرق بيننا غير المصير المشترك لحظتها والهدف الذي نحن بصدد إنجازه
كل منا في ساحات المعارك يبذل روحة رخيصة فداء الوطن جندي نفر أو قائد
رايته مرفوعة لا يقبل أبدا إنزالها وحتى بعد نزولنا المعاش وهي من سنن العسكرية ( الميري ما بدوم ) كانت ذكرياتنا في مصنع الرجال هي معين وجودنا بفخر في مجتمعاتنا التي تكن لنا كل الاحترام ولكن الآن وبعد سماع هتافات الشباب أحسست بالهزيمة التي لم أحس بها طوال حياتي في ( الديش ) من اول بيادة عبر كل خدمتي في مختلف المهمات إلى نزولي من الخدمة، ما الأمر الذي جعل هذا الشباب يفقد الثقة في جيشه؟
لابد لأي عسكري في الخدمة أو المعاش أن يسأل نفسه هذا السؤال
ونحن الذين عرف عنا الاهتمام بكل التفاصيل ومعروف أن العسكري يهتم بأتفه الأشياء حتى ( كهنة السلاح ) نوليها اهتمام خاص ونحفظها لوقت حاجتها لأن التفاصيل هي عنوان الانتصار أو هكذا علمتنا العسكرية، وضع كل شئ مكانه ومن كل تلك الخلفيات التي يعرفها كل عسكري لابد من تناول الأمر بجدية أكبر ولا بد لنا من خطوات تنظيم لنعيد ترتيب الصفوف ونعيد للحيش مجده وثقة شعبه فيه.
وفي حوارات المعاشيين خلص البعض بأن الخلل خلل قيادة ولأن تراتبية العمل العسكري لا تسمح بتجاوز القيادات وهو أمر مفهوم إلا أن هذه القيادات ومن يظن البعض أنها أس الخلل هل تنكرت لأصول العسكرية؟ هو تساؤل كانت إجابته صادمة بنعم إذ أن اول ملمح اثبات هو رفع التمام مع التحية العسكرية لمن ليس لهم علاقة بعلومها و مدارسها المعروفة حميدتي مثالا ومنها جاءت المعايرة أو العيب الذي جنيناه ومنه قيادة الجيش وهو الأمر الذي كشف عن عورة عدم جدوى الكلية الحربية مصنع الرجال وكلية القادة والأركان وكل دراسات العلوم العسكرية والدورات والخدمة الطويلة في زرع بذرة الانضباط أن نقول ذلك قولا أو فعلا لا شك اننا ترتكب جرما فظيعا، وماهي الخيانة العظمى غير أن تفرغ كل مؤسساتنا من جدواها؟
هل هناك عسكري واحد لا يعرف ماذا يعني الطالب الحربي وكيف يرتقى الملازم الرتبة الأعلى؟ إذن ماذا حدث؟
هناك إجابات أخرى حول فقد الثقة التي تأكدت والتي باعدت بين الجيش وشعبه سوف أتناولها لاحقا…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.