الإنقلابيون يواصلون السقوط والإنحطاط

0 70
كتب: جعفر عباس
.
سقط البرهان وصحبه الانقلابيون في كل اختبار خاضوه منذ ولغوا في صحن الحكم، فصار معلوما أنهم يكذبون ويخونون العهود، ولكن ان يتجرد عسكري مهمته الأساسية الدفاع عن العرض والأرض والناس من كل قيمة أخلاقية، فهذه سقطة تفوق في فداحتها السقطات السياسية، فكيف لقائد ان يطلق رجاله ليطلقوا النيران على مواطنين عزل ثم يتفنن كما حدث في يومي 12 و14 مارس الجاري في أساليب القتل ويسلح رجاله ببنادق الصيد (الخرطوش) كي تدخل جسم المصاب نحو 15 من كريات الرصاص فيتعذر استئصال معظمها طبيا؟ كيف يحسب هذا الغر المغرور ان مداميك حكمه ستصبح أكثر ثباتا إذا أطلق عسكره قنابل الغاز على تلميذات مدرسة ذات النطاقين في عطبره ومستشفى الرصيرص.
وفي 14 مارس وبعد انفضاض الموكب كانت حافلة تجتاز جسر المسلمية عندما قذف عساكر عمدا بقنبلة غاز داخلها فنزل الركاب بحثا عن الأوكسجين، فخطف العساكر ثلاثة بنات واغتصبوهن جماعيا، وهربت اثنان منهن وتكتمتا على الأمر بينما استغاثت الثالثة والتي تناوب على اغتصابها ثلاثة عساكر، فهب نفر من المواطنين لنجدتها، ونقلوها الى المستشفى وكالعادة سيروح البلاغ للشرطة حول القضية شمار في مرقة، كما ضاعت قضية ال13 فتاة اللواتي تم اغتصابهن يوم 19 ديسمبر من 2021، وقبلها قضية ال37 فتاة اللواتي تعرضن للاغتصاب يوم فض الاعتصام (3 يونيو 2019)، ويواصل الانقلابيون الكشف عن حقارتهم فيرسلون قوة مسلحة لطرد لجنة التحقيق في فض الاعتصام من مقرها، والراجح ان تلك القوة تقوم الآن بطمس وتدمير أدلة تم جمعها طوال 3 سنوات، ومعلوم ان ما دفع البرهان وحميدتي الى تدبير الانقلاب الأخير هو أيلولة رئاسة مجلس السيادة الى مدنيين وإلغاء التحقيق في جريمة فض الاعتصام كما صرح مني مناوي الذي قال ان ذلك كان ترتيبا “تحت التربيزة” في مفاوضات جوبا لسلام، اتضح انه أي كلام.
وبموازاة كل ذلك يواصل ال دقلو تعزيز امبراطوريتهم، فلم يعد يكفيهم ما تحت أيديهم من مال الشعب السئل، بل يسعون الى امتلاك مئات الآلاف من الأفدنة في ولاية نهر النيل ثم تحرك أمين مال الجنجويد ليجبر أهالي قرية اللعوتة الباعوضة ليتنازلوا قسرا عن ارض أجدادهم بمبالغ رمزية، وعبقري الزمان حميدتي سارح في كل المسارات ومسؤول ملف الاقتصاد وقضايا الشرق والعلاقات الدولية وأخيرا وليس آخرا أمور ميناء بورتسودان
ثم كان ما كان من أمر اقتحام قوة من الشرطة بقيادة ملازم لمدرسة ثانوية في نيالا وبطحوا رجلا أفنى 24 سنة في مجال التعليم ارضا وجلدوه أمام طلابه، ومنذ يومين ونيالا تشتعل غضبا ومعلمي جميع المراحل في اضراب ولا يغيب عن ذاكرتنا استشهاد المعلم احمد الخير الذي تولى تعذيبه تسعة من ذئاب جهاز الأمن الى ان صعدت روحه الى خالقها، ثم زعم لواء شرطة عديم الكرامة والشخصية انه مات مسموما بوجبة فول.
مصابنا في عساكرنا عظيم وجسيم فقد صرنا نرى عسكريين يقطعون الطرق وينهبون ممتلكات الناس ثم جاءت ظاهرة الاغتصاب الجماعي للنساء استكمالا لاغتصاب العسكر السلطة، وبهذا يتضح ان في مؤسساتنا العسكرية سوس يسري من الرأس الى “الساس”:
برضو اخترتو تعادوا الشارع/ ما عارفين الشارع قادر/ وإنو البطن الجابت كشة/ بكرة حتولد جيلا ثائر/ وانت ضعيف في عيوننا وحاتك/ وشايف ضعفك بس بتكابر.
والنصر حليف الشعب والخزي والعار لكل من يلغ في دماء المواطنين ويحسب أنه سيكسر شوكة الثوار باغتصاب الحرائر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.