اختراع “صفوة” السوداني الشمالي
كتب: د. عبد الله علي إبراهيم
.
صدر في الإنجليزية ” المثقفون السودانيون في سياق عولمي: للإحاطة برأس مال ثقافي” عن دار ليكسينغتون الأمريكية (٢٠٢٢) من تحرير غادة كدودة، رئيس ومؤسس جمعية المعرفة السودانية، وسوندرا هيل الأستاذة الجامعية بجامعة كاليفورنيا-لوس أنجلس. وشمل الكتاب مقدمة بقلم تيم نبلوك وفصلين بمثابة تقديم لكل من غادة وسوندرا واثني عشر فصلاً. ومن الصفوة المذكورة بفصل مخصص السيد الإمام الصادق المهدي والدكتورين فاطمة بابكر وفرانسيس دينق. وكتب فصوله كل من محمد أبو سبيب، ومي عزام، وبلقيس بدري، ودانيل جوك دينق، وفرانسيس دينق، وإنريكو إلى، وأماني الجاك، ولوكا بيونق كول، ورباح الصادق، وفاطمة بابكر، وسناء مكاوي، وويني عمر، ومي عز الدين، ومريم شريف.
وهذا موجز لفصلي في الكتب بعنوان “اختراع السوداني الشمالي”
أُنشئ بهذا الفصل من الكتاب بروفايلا للصفوة الشمالية السودانية الملامين على محنة السودان بالنظر إلى متاعبهم الجمة في التعاطي مع “آخر” الأمة غير العربي أو المسلم و(حتى الليبرالي والماركسي في وسطهم). وأردت بهذا البروفايل مخاطبة إشفاق عالمي ومحلي عن استعلائهم العرقي والديني الذي كان نظام الرئيس المخلوع ذروة فيه لإشعاله “الجهاد” بالمعنى الحرفي ضد آخر الأمة ليطأه . وكان ضيق هذه الصفوة الشمالية بالآخر من “البدائية” بمكان مما دفع البابا ليبارك خلال زيارته للسودان في ١٩٩٣ أسماء الضحايا المسيحيين في الحرب الأهلية بقوله إنها مكتوبة “على يد المسيح المثقوبة على الصليب”.
ولغاية وضع هذا الفايل تقصى فصلي النظم المعرفية التي شكلت هوية هذه الصفوة وهي تراثهم العربي والإسلامي، والتعليم الغربي، وفكر حركتهم الوطنية. فأراد الفصل أن يكشف الغطاء عن نشأتهم في هذه العرقية المبرأة من اعتبار الآخر والتي استمدوها من هذه النظم المعرفية. فكانت هذه “الحمية الجماعية” التي شغلتني بدراستها في كتابات لي سبقت، هي ما رَكِبه النظام المباد لتضرية نار العرقية بين الخلق السوداني. ويسعى الفصل لإلقاء الضوء على المحسوسات والضلالات التي يُصرف بها هذا السوداني الشمالي استعلاءه العرقي في الحروب الأهلية المتطاولة في البلد. ولست اكتفي من هذا المبحث، وأنا اكشف منطويات عقائدها البائسة ليروا أنفسهم في مرايتها، بلوم هذه الصفوة وتقريعها كما في دارج أدبيات التضامن مع الآخر السوداني. فأنا أطمع لأكثر من ذلك وهو تحرير الصفوة الشمالية أصالة من دماكتها العرقية من خلال التعاطي النقدي والراشد للنظم الفكرية التي طبعتهم بها.
عنوان الكتاب في الإنجليزية:
