الخارجية السودانية: البعثة الأممية فشلت في أداء مهامها التي جاءت من أجلها على مدى عامين
الخرطوم ــ السودان نت
انتقدت وزارة الخارجية السودانية، اليوم الخميس، أداء البعثة الأممية في البلاد، قائلة إنها فشلت في أداء مهامها التي جاءت من أجلها على مدى عامين، بعد أن حصرت دورها فقط على الجانب السياسي.
وقال وزير الخارجية المكلف علي الصادق، خلال مؤتمر صحفي اليوم الخميس، إن السودان على مدى عامين لم يتلق سوى 400 مليون دولار، منها 200 مليون لبرنامج ثمرات، ومثلها من صندوق النقد الدولي.
وأضاف: ”المطلوب من البعثة الأممية توفير برنامج دعم مالي ضخم للمساعدة في بناء السلام وحماية المدنيين، ودعم اتفاق جوبا وجلب المساعدات الاقتصادية لدعم الانتقال والسلام، لكنها لم تجلب ولا دولارا واحدا حتى اللحظة“.
وأشار الوزير السوداني إلى أن الدول العربية غير المنتمية للبعثة الأممية وفرت للسودان 3 مليارات دولار.
لكن مع ذلك نفى الوزير وجود أي نية لطرد البعثة من البلاد، قائلاً إن ”الفكرة غير واردة، وإن المباحثات لتمديد مهام البعثة جارية داخل أروقة مجلس الأمن“، مؤكداً أن السودان لم يطلب من مجلس الأمن إنهاء مهام البعثة.
وحسب المذكرة التي قدمتها الحكومة السودانية للأمم المتحدة، فإن من بين مهام بعثة ”اليونتامس“ في السودان ”توفير الدعم لمفاوضات السودان، وتعبئة المساعدات الاقتصادية وتسيير المساعدات الإنسانية، ودعم بناء القدرات وإصلاح الخدمة المدنية، وتسهيل عملية نزع السلاح وتسريح ودمج المقاتلين، إضافة إلى المساعدة في عودة النازحين واللاجئين ودمجهم في المجتمع، والمساعدة في العون الإنساني، وتوفير الدعم لعمليات الإحصاء السكاني والانتخابات“.
وقال وزير الخارجية السوداني إن ”يونتامس“ ركزت فقط على الجانب السياسي وأهملت مهامها الأخرى، لكنه عاد وقال إن ذلك ليس طعنا في العملية السياسية التي تيسيرها البعثة مع الاتحاد الأفريقي ومنظمة ايقاد الأفريقية.
وأكد الوزير دعم الحكومة للعملية السياسية التي تسهلها الآلية السياسية، وبذل كل الجهود لنجاحها، مؤكداً رغبة السودان في التعاون مع البعثة وصولا لتنفيذ متطلباتها التي جاءت من أجلها.
وتابع: ”نحن مستعدون للتعاون لأقصى درجة ممكنة مع البعثة الأممية حتى تتوج الفترة الانتقالية بالنجاح، والوصول إلى الانتخابات وتحقيق الاستقرار المنشود“.
وانتقد علي الصادق ما وصفه بتدخل البعثة الأممية في الشؤون الداخلية خاصة في القضاء والعدل، قائلاً: البعثة اليوم تشرف على أكثر من 20 وكالة أممية كانت تتبع للمكتب القطري وهو ما جعلها تتمدد في مجالات متعددة.
وتعطل مسار الانتقال في السودان في 25 أكتوبر الماضي عقب قرارات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بإعلان حالة الطوارئ وحل حكومة عبدالله حمدوك المدنية، وهي القرارات التي ما زالت تواجه مناهضة واسعة من القوى السياسية ولجان المقاومة عبر احتجاجات مستمرة.
كما أعلن المجتمع الدولي وقف المساعدات المالية والإنسانية التي كانت معلنة للسودان، مشترطاً استئنافها باستعادة مسار الانتقال وتشكيل حكومة مدنية ذات مصداقية.