كيف نفتي ومالك في قوى التغيير؟
كتب: فايز السليك
.
ما لم يتناوله البعض من حديث مالك أقار إير، من وجهة نظري كان أخطر من بقية ما تداوله الغاضبون من حديثه. نعم كان حديث أقار، حول المظاهرات صادماً لكثيرين وكثيرات بسبب أن الرجل الذي يرى التظاهر السلمي ارهاباً كان جنرالاً في جيش يحارب بالسلاح لا بالهتاف قرابة الأربعين عاما، وان الرجل الذي احتج على مشاركة الأطفال في التظاهر ويعرضهم للقتل، كان قائدا في الجيش الذي كان يضم عناصر ملقبة باسم ( الجيش الأحمر) وهم اطفال تتراوح اعمارهم ما بين ( ٨ سنوات الى ١٨ عاما)، وكان الجيش الشعبي اطلق في عام ٢٠٠١، سراح ٢٨٠٠ طفلا كانوا مجندين في صفوفه.
نعم أن موقف مالك، بعد الانقلاب صدم كثيرين.
لكن ثمة جزء لم يركز عليه الناس في حديث مالك، متعلق بالانتخابات وتوقعه فوز المؤتمر الوطني!
خطورة الحديث تكمن في عدم الرغبة في تفكيك منظومة الاستبداد من جهة، وفي حالة الاستعداد لرئيس حركة سياسية للهزيمة قبل بداية الانتخابات!
يمكن قبول مثل هذا الحديث اذا ما جاء من محلل سياسي او من مراقب للأحداث لا فاعلاً فيها، فما فائدة وجود منظومة سياسية تنتظر فوز الخصوم بالانتخابات؟ ولماذا يجلس رئيسا على منظومة لا تخطط للفوز، ولو بالأمنيات؟!، وكيف ينظر رفاقه او مواليه وقواعده الى مثل هذه الهزيمة النفسية المبكرة ؟؟ ولماذا تستمر حركتهم طالما لا تستطيع اكمال عملية التغيير وتفكيك المنظومة التي يثور عليها السودانيون، وكان اقار بينهم؟ وما جدوى حركة سياسية لا تعمل للفوز في الانتخابات؟
وسؤالي الأخير، كيف نفتي في الثورة ومالكٌ، بمواقفه هذه ضمن قوى الحرية والتغيير ؟٧