ورطـــــــــــة الـــــــــــلاءات!
كتب: آدم أجـــــــــــرى
.
أكثر من ثلاثة أشهر، وأصحابها يجتمعون ويتباحثون عن مخرج للتفاوض مع الإنقلابيين، خطة ما أو فكرة يقبلها الشارع. يفشلون فلا يملكون إلا المزيد من التصعيد تفادياً لإحتراق الكرت بين أيديهم، الآن عادوا مقهرين مع تهديدات أصحاب النظارات الأمريكية المعتمة التى لا تلوح بأية جزرة.
إنتصرت ديسمبر بالسملية وبالصدور العارية، (قحت) أتت بصفقة العسكريين، وفشلت فى بناء الثقة الضرورية لإنجاح الصفقة، تخبطت فى ممارسة السلطة وبعض مكوناتها كانت تشتكى لعسكريى المجلس السيادى مدعية أنه تم إقصاءهم فقدمت خدمة مجانية مهدت لإنقلاب 25 ديسمبر. رفضت تسوية حمــــدوك، وصفت صاحبها بالخائن للثورة البائع لدماء الشهداء، صممت على المواجهة بشحذ المزيد من الصدور العارية، دون تغيير تكتيكاتها ولا تطوير أسلحتها، فإستمر عدد الشهداء فى التعاظم حتى اليوم الذى قرروا فيه الجلوس للحوار – من السخرية أن العسكر لا يعترفون بأهليتهم للتفاوض لأنهم لا يمثلون كل القوى السياسية.
اللاءات لم تكن فكرة جيدة ذلك أنها لم تضع أدنى إعتبار للمستقبل القريب بل فإن اليوم الذى سيجبرون فيه على بلعها كان مرئياً. هم أرباب سياسة -هكذا يدعون- ولم يتعلموا شيئاً من سياسيين ظلوا مدة أكثر من ثلاثين سنة يحاربون يفاوضون يشاركون ولا يساومون.
الإبهار وحده لن يكون القصد من أية مواجهة، إنما تحقيق الإنتصار، وبما أن الحرب لا أخلاق لها، تقوى العسكريون بالمحاور الدولية وبإسرائيل وبغيرها، وفشلت (قحت) حتى فى إبهار الجوار والإتحاد الأفريقى وفى بناء عمل مشترك مع مدارس غير متفقة مع العسكر، منها حركتان مسلحتان تدعمان الثورة ولم توقعا إتفاقاً مع عسكر السلطة. قوى السودان القديم –المأزومة- لم تهرب إلى السماء، بل ممثلة فى هذه المنظومة التى جمعت الطالح وقليل من الطيب، الحركات التى أتت بموجب (سلام جوبا) كانت جزءاً منها- عادت إلى نفس فعلة حمـــدوك بعد جرح وإستشهاد مئات –لم يصب منهم أحد لا فى فض إعتصام القيادة ولا فى ثورة اللاءات! لكنه الطلاق والفصل الأخير فى رحلة السقوط الذى لن تجد فيه (قحت)، أى من قوى السودان الجديد تؤازرها، لا الثوار، لا لجان مقاومة، ولا الصدور العارية.