#آفريكانـــزم_نيوسـودان_والعروبيــة!

0 73
كتب: آدم أجـــــــــــــرى
.
أية فكرة أو مشروع يلقى به فى معترك السودان، لا بد بفعل فاعل مع سبق إصرار وترصد أن يتم تشويهه وإفشاله، لقد بات بلداً لا ينجح فيه شيئ مهما علت قيمته ومن السهولة لىّ عنق أى حقيقة وتزيين كل باطل باظهاره حقاً. حشدت الطاقات لمحاربة نيوسودان مدة ثلاثين سنة، بالإعلام والفتوى وبالجهاد وبالتطهير العرقى، فى نفس الوقت الذى يُسرق فيه رصيده الفكرى ويعاد الإستثمار فيه لأغراض نفس الحرب.
بأن أفريكانيزم مدرسة عتيقة تعود إلى منتصف القرن الماضى، الهدف من تأسيسها حشد طاقات أبناء القارة لأجل التحرر من القبضة الأوربية، ولمّا أن التحرر أوجهه متنوعة، فإن الكل يشهد أنه لم يتحقق إلى اليوم ما جعل لبقاء هذه المدرسة مبرراً. بطبيعتها هى عابرة للحدود، لم تواجه تحفظات جادة عليها فى شمال أفريقيا مثل مصر، المغرب الأمازيغى الكاريبى وأمريكا. زنجبار لا ترى أى تهديد لها فيها، وعندما يأتى الأمر على السودان تعلو أصوات تصفها بالكفرية المعادية للعرب، المحاربة للإسلام والمسلمين، تنسب للحركة الشعبية والحركات الدارفورية، والجنوبيين، ولأية جهة تكرهها الإسلاموعروبية. نعرف أن عرب السودان لديهم مواصفات مظهرية مختلفة عن غيرهم من العرب، وأنهم أعادوا تعريف العروبة بالطريقة التى تستوعبهم ويكونون أيضاً سادتها، أوضاعها جديرة بالتأمل: (على كوشيب –عربى- محمد جلال هاشم –غير عربى) نحترم خياراتهم طالما أن المسألة مرتبطة بهوية إرتضوا بها، يقولون أنهم عرب، وغير العرب ينادونهم بالعرب، لا متضرر من ذلك والموضوع ليس خطير. أما إسلاموعروبية السلطة فإنها شيئ آخر، هم أصحاب القرار التاريخى الذى قضى بتعريب كل السودان، واليوم ترتد عليها إخفاقاتها فتضعها فى ركن ضيق، جف الثدى الذى إستأثرت به، الإمتيازات باتت مهددة، تصرخ عسى أن ينقذ رجال الدين موقفها المتداعى، لجأوت لعروبيين بالخارج باتت ببغاوات تُغَلِظ نفس الأصوات الآتية من حلوق إسلاموعروبية السودان، ضللتهم بأن عرب السودان منحصرون فى مثلث الشمال والوسط –حمدى- وأنهم الذين يحافظون على هوية البلد، الحركات الدارفورية تهدف طردهم، نيوسودان يتوعدهم، أما بان أفريكانيزم فإنهم لادينيون يهددون إسلام السودان ويريدون إستئصال شأفته. والببغاوات تسمع وتردد هذه الاباطيل بلهجات خليجية وشامية.
دعنا نتوقف عند بان أفريكانيزم ونوجه سؤالاً للإسلاموعروبيين: هل هذه المدرسة العالمية فاضية لكم والآلاف من أبناء الشمال والوسط نشطاء فيها داخل السودان وخارجه؟ هل نشأت لأجلكم أم لأجل مواجهة الإستعمار الأوربى؟ أليس من الأمانة الكف عن الخلط بين الفضاءات؟ هل يضر بكم فك اللبس والتوضيح أن هدفها المحافظة على التميز الثقافى للقارة الأفريقية بزنجها عربها فراعنتها نيلييها بيضها وأمازيغها، فيم يضر الإقرار بانها تعمل لوحدة القارة –بشماله- ورفع كفاءتها الإدارية، تحويلها إلى قوة إقتصادية صناعية بالمستوى الذى يمكنها من العمل بندية مع كيانات كبرى مثل الإتحاد الأوربى؟
يا أيها الإسلاموعروبية، لماذا لا تنقلون الفكرة الصحيحة عن نيوسودان الجديد، وأنه مدرسة مصاغة على نحو أخص مفصلة على السودان دون غيره، هدفها التخلص تحديات الوحدة الوطنية وتحقيق العدل والإنسجام والسلام الإجتماعين كأهم شروط تحقيق النهضة الشاملة؟
عروبيى الشام والخليج الذين يلبون الدعوة، ننصحهم بالكف عن إقتحام الشأن السودانى بعينين مغمضتين، عليهم توسعة مداركهم، وعدم التسليم بمعلومات صادرة إليهم من أصحاب مثلث حمدى ومنبر الراحل الطيب مصطفى، وحناجر اللايفاتية التى تجف أحياناً من فرط ممارستها التضليل وبثها الأكاذيب التى لا قيمة لها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.