ستدرككم العدالة ولو كنتم في بروج مشيدة

0 80

كتب: تاج السر عثمان  بابو

.

1. في الذكرى الثالثة لموكب 30 يونيو ، ذكري موكب الصمود بعد مجزرة فض الاعنصام ، والتي لا شك أن اللعنات والعدالة ستدرك مرتكبيها ولوكاتوا في بروج مشيدة ، فقد أصبح اسقاط الانقلاب العسكري الدموي الراهن فرض عين علي كل الوطنيين السودانيين الذي بات يهدد وحدة البلاد وثرواتها وسيادتها الوطنية، وآمالها ومستقبل اجيالها، كما هو جاري في القمع الوحشي للمواكب السلمية التي استشهد فيها (102) شهيدا منذ الانقلاب في 25 اكتوبر ، واصابة أكثر من (5 الف) شخص ، اضافة لاعتقال المئات مع التعذيب الوحشي للمعتقلين ونهب ممتلكاتهم ، وحالات الاغتصاب.

  رغم ذلك يحاول الفريق البرهان عبثا  تزييف الحقائق في حديثه الأخير لقناة (الحرة) الذي وصف الثوار بغير السلميين ، وأنهم هم الذين يعتدون علي ممتلكات الدولة ومكاتب الحكومة !! ، واضح أن الهدف من هذا الحديث التبرير للمزيد من القمع وسفك الدماء وقتل المتظاهرين في المواكب السلمية ، الذين تقمعهم آلة العسكر بسلاح الخرطوش المحرم ضد المتظاهرين السلميين ، وقنابل الغاز المسيل للدموع في اجساد المتظاهرين ، والدهس بمدرعات الشرطة ، والضرب بسلاح الدوشكا ، الخ ، والمحاولة اليائسة لمواجهة الجملة المحلية والعالمية الواسعة لوقف استخدام سلاح الخرطوش وقتل المتظاهرين سلميا والذي يعتبر جريمة ضد الانسانية ، وضرورة محاكمة مرنكبي تلك الجريمة.

 أما حميدتي في مخاطبه لقوات الدعم السريع بالجنينة بولاية غرب دارفور فقد أكد مرة أخري مشاركة قواته في مجزرة فض الاعتصام ، وحاول عبثا طمس ذلك بقوله : كل من شارك في من قواتنا في مجزرة الاعتصام سلمناه للعدالة ، لينجو بجلده من العدالة ، علما بأن المجلس العسكري حسب تصريح الكباشي هو من أمر بفض الاعتصام ، ونفذته قوات الدعم السريع ، ومليشيات الكيزان (كتائب الظل، الدفاع الشعبي ، الوحدات الجهادية الطلابية. الخ)، وحدات الأمن. الخ، وهذه محاولة بائسة لتحميل القوات التي تلقت الأوامر المسؤولية، مما يؤكد ما اشرنا اليه أن القوات التي تقتل المتظاهرين سوف تكون الضحية في النهاية بتحميلها المسؤولية،.

2 . هذا اضافة لتصريح حميدتي الذي وجد استنكارا واسعا الذي اشار فيه: سيتم النظر في تفعيل الخدمة الالزامية للاستفادة من الشباب وتدريبهم ، وهي محاولة بائسة لكسر شوكة الشباب بخدمة الزامية أكدت فشلها في عهد الانقاذ لمدة (30) عاما ، كانت وبالا علي الشباب الذي قاومها، كما في مجزرة معسكر العيلفون الذي ما زال مرتكبيها ينتظرون المحاكمة ، اضافة لفقدان الالاف في الحروب الجهادية العبثية التي كان من نتائجها فصل الجنوب ، والابادة الجماعية في دارفور وجبال النوبا وجنوب النيل الأزرق والشرق. الخ ، حتى اصبح رموز النظام السابق مطلوبين للجنائية الدولية، حتى قيام ثورة ديسمبر التي مازالت مستمرة ، رغم محاولة قطع الطريق عليها من الانقلاب العسكري في 11 أبريل 2019 ، وامتداده في انقلاب 25 أكتوبر الذي اعادة التمكين والأموال المنهوبة للفاسدين، وتمويل القمع وأجهزته من جيب المواطن كما صرح جبريل ابراهيم أخيرا : ما عندنا موارد الا جيب المواطن ، غير الضرائب التي تأتي من والي جيب المواطن”، علما بأن مليارات الدولارات من عائد الذهب والمحاصيل النقدية والماشية ، يتم نهبها وتهريبها للخارج، لمصلحة الرأسمالية الطفيلية الإسلاموية الحاكمة المدنية والعسكرية.

 يتم هذا في وقت تتدهور فيه الخدمات ويزداد الاهمال كما في حرق ميناء سواكن وغرق الباخرة التي علي ظهرها (16الف) راس من الماشية، وحرق النخيل في الشمالية ، والقطن، وعدم شراء الحكومة القمح من المزارعين ، الخ ، واستمرار الابادة الجماعية في دارفور وشمال وجنوب كردفان وبورتسودان وكسلا ، والتقريط في سيادة البلاد بمحاولة بيع وخصخصة الميناء أو اعطاء الامارات ميناء جديدة واراضي زراعية ضخمة لمشروعها كما صرح جبريل ابراهيم ، والاستمرار في التعاون الأمني الخارجي كما في تسليم البرهان(21) من اخوان مصر للسيسي كما ورد في الأنباء.

 هذا اضافة لما جاء في صحيفة (اسرائيل تودي) أن الرئيس الامريكي بايدن في زيارته القادمة للشرق الأوسط سوف يعلن عن تحالف دفاعي اقليمي يضم : الولايات المتحدة ، اسرائيل، الامارات العربية المتحدة ، البحرين، المغرب، ، والسودان بالاضافة الي المملكة العربية السعودية والعراق، مما يضع السودان في قلب الصراع الدولي والاقليمي مع روسيا والصين بهدف نهب موارد افريقيا والوجود العسكري علي البحر الأحمر، مما يتطلب اوسع مقاومة لذلك ، والدفاع عن السيادة الوطنية والبعد عن المحاور والأحلاف العسكرية.

وها هو الانقلاب العسكري يحاول عبثا تكرار القمع والنهب وافقار المواطنين و الفشل في الخدمة الالزامية، والتسوية التي تعيد إنتاج الأزمة كما في الاجتماعات الجارية حاليا برعاية أمريكية سعودية بين (قحت) واللجنة الأمنية ، وتكرس هيمنة العسكر علي مفاصل السلطة والثروة والسلاح والمال والإعلام ، والتفريط في السيادة الوطنية ، وهو انقلاب مكانه مزبلة التاريخ.

3 . لقد كان موكب 30 يونيو 2019 ردا قويا علي الانقلاب الدموي الذي دبرته اللجنة الأمنية في مجزرة فض الاعتصام، أكد قوة واستمرارية الثورة رغم المجزرة البشعة، واصلت الثورة استمرارها رغم التآمر الداخلي والخارجي لقوى “الهبوط الناعم” بالتوقيع علي الوثيقة الدستورية “المعيبة” التي كرّست هيمنة المكون العسكري علي السلطة السياسية والسلاح والأموال والإعلام، وعطلت مسيرة الثورة وانجاز مهام الفترة الانتقالية .

في الذكري الثالثة لموكب 30 يونيو ، فلتخرج جماهير شعبنا من كل فج عميق في مواكب هادرة ، رافعة  رايات  لا شراكة ولا تفاوض ولا مساومة ولا تسوية مع الانقلاب العسكري ، وأهداف الثورة، ومواصلة المقاومة والتنظيم حتى الانتفاضة الشعبية الشاملة والاضراب السياسي العام والعصيان المدني لاسقاط الانقلاب وتحقيق أهداف الثورة في: تفكيك التمكين واستعادة كل أموال وممتلكات الشعب المنهوبة، القصاص للشهداء ومتابعة المفقودين في مجزرة فض الاعتصام، محاسبة مرتكبي جرائم الحرب والإبادة الجماعية وضد الانسانية، تسليم  البشير ومن معه للجنائية الدولية، الترتيبات الأمنية لحل جميع المليشيات (دعم سريع، مليشيات الكيزان ، قوات الحركات.الخ)  ، وقيام الجيش القومي المهني الموحد، وعودة شركات الجيش والأمن والشرطة والدعم السريع لولاية وزارة المالية،إلغاء كل القوانين المقيدة للحريات، تحقيق السلام العادل والشامل الذي يوقف الحرب بعيدا عن الحلول الجزئية التي أكدت التجربة فشلها وأعادت إنتاج الحرب والمشكلة، كما في اتفاق جوبا الحالي، تركيز الأسعار وضبط السوق ، ودعم السلع الأساسية ومجانية الصحة والدواء والتعليم، السيادة الوطنية وقيام علاقات خارجية متوازنة ، وغير ذلك من أهداف الثورة ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.