وفر بيانك ليوم الحساب !

0 83

كتب: زهير السراج

.

* أبدى (حميدتي) في بيانه الاخير الاسف والحسرة على ما آلت إليه الأوضاع مترحماً على ارواح الضحايا،وهو يدرك انهم ما كان ليسقطوا لولا تواطؤ قواته واشتراك جنوده في القتل والقمع والتنكيل بالابرياء.

* وتحدث عن ظاهرة استشراء خطاب الكراهية والعنصرية، وهو الذي أذكى أوارها واستدعاها من أضابير أجهزة مخابرات النظام السابق، واستخدم عناصر أمن القبائل الذين سقطوا مع نظام المخلوع، ليعملوا ضمن طواقم مستشاريه ومكتبه واستخباراته وأجهزته وشركاته وبنوكه واستثماراته ووزاراته.

* وهو من أحيا رميم الإدارات الأهلية والمتملقين والمهادنين والفاسدين واغدق عليهم المال والرشوي، وابعد النظيفين المتعففين الذين رفضوا الخضوع لاوامره وقبول رشاويه وتقديم الشباب للمشاركة في حروبه ومؤامراته!

* وتحدث عن مخاطر ومؤامرات تحاك ضد البلاد من الداخل والخارج، وهو من له القدح المعلى فيها وتحاك إما باسمه أو اسم أسرته أو اسم قواته أو اسم مكتبه في السيادي أو تحت غطاء الكارتل الذي يرعاه، ولا تعوزه المقدرة ولا القوة على إيقافها الا انه يتفرج عليها!

* ونصح بتحكيم صوت العقل للخروج بالبلاد من النفق المظلم، وهو الذي أقسم في سبتمبر ٢٠٢١م قسما مغلظا بأنه لن يجلس مع الفرقاء السياسيين، وعطل انعقاد مجالس كان بمقدورها حل الخلاف مثل مجلس الشركاء ومجلس السيادة ومجلس الأمن والدفاع، والمجلس التشريعي المؤقت، واجتماعات الطوارئ الإقتصادية، ثم يأتي اليوم ليتحدث عن تحكيم العقل وضرورة الوصول إلى حل ينهي الأزمة التي سببها انقلابه في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م.

* وأبدى زهده في التمسك بسلطة تكلف الدماء وأرواح الأبرياء، وألقى المسؤولية على عاتق القوى السياسية المدنية للتشاور والتحاور، وهو لم ينطق بهذا إلا بعد ان اوعز لاذنابه بالتحرك نحو (المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير) للاسراع بتكوين “حكومة توافقية” تقود للانتخابات، متناسيا أن الخرق قد اتسع على الراتق، وليس (المركزي) وحده الذي يستشار في الحل السياسي، وأن القوى التي امدها بالأموال والرصيد والحديد واستدعاها لاعتصام القصر لن تقوى على إحداث “الاختراق” المطلوب في الأزمة السياسية، لذلك كلفهم بالتواصل مع قوى الثورة، باذلا في ذلك ما شاء من مال وثريد، ولمن أبى الوعيد والبطش الشديد.

* حث حميدتي القوى السياسية في الإسراع بتكوين ما سماها مؤسسات الحكم الانتقالي، التي قوضها هو والبرهان، ومزقوا مرجعيتها الدستورية، وخرقوا وفاقها الوطني، وخانوا التزامها السياسي، وعبثوا بمقدراتها الإقليمية والدولية، وسجنوا طاقمها الوزاري، وغيروا عناصر مؤسساتها بالإخوان، وأغرقوا أهلها بحمامات الدم والدموع!

* واعلن التزامه بتذليل كافة الصعاب التي تعوق الوصول للتوافق، وهو يعلم علم اليقين ان اول هذه الصعاب هو الانقلاب المشؤوم الذي امتنعوا عن التراجع عنه، وحصدت البلاد بسببه الهشيم!

* وابدى اندهاشه لما آلت إليه أوضاع دارفور، وما ترتب على حروبها من فقر وكوارث، الأمر الذي ذكرني بطرفة حكاها المخلوع وهو يضحك بأعلى صوته: (انه صلى في مسجد دعا إمامه بأن لا يسلط الله علينا من لا يخافه ولا يرحمنا، فصاح أحد الحضور كان يجلس بجوار البشير: “يا مولانا هو سلط وانتهى”)، فمن الذى تسبب في دمار وخراب دارفور يا ايها المندهش البرئ؟!

* تحدث (دقلو) بلغة الانا عن مصالحاته ومساعيه في دارفور (انا فعلت وأنا تركت)، وهى مساعٍ لن تقود الا لحروب أكثر شراسة لأن الحل لا يكون بالتجزئة، وإنما بالنظرة السياسية الشامل لتحقيق السلام العادل والتحول الديمقراطى الكامل، وأن مساعيهم الفوقية في دارفور والنيل الأزرق، مجرد حبوب تخدير لن تشفى الجراح.

* كما انها ليست مصالحات وانما مصالح متبادلة بين إدارات وامارات تطمح للسلطة والغنى، وبين طموح (حميدتي) الذي زينه له (السدنة)، بأنه يستطيع أن يحكم هذه البلاد باستخدام بعض البيوتات الدينية والإدارات الأهلية والحركات المسلحة وشراء الذمم وتدجين بعض الأصوات واعلاء شأن القبلية والجهوية، وفي إعتصام القصر وإغلاق الشرق أكبر دليل!

* تحدث حميدتي عن التعاون مع (الجيش السوداني) وكانه يتحدث عن جيش غريب، بالاضافة الى الاصرار على وضع قوات الدعم السريع في مرتبة أعلى من الجيش، ومخاطبته للشعب على أنه الوصى عليه، وهو ما يؤكد كذب ما ادعاه هو وبرهانه الباهت الفاشل بالانسحاب عن المفاوضات والتخلي عن السياسة للسياسيين !

* تحدث (حميدتي) عن إلتزامه بالعمل على حماية ثورة ديسمبر المجيدة، فعن أي ثورة يتحدث .. التي قتل شبابها أمام القيادة في الشهر الكريم، ويقتل شبابها الابرياء كل يوم في المظاهرات السلمية، أم أنه يعتقد أنه يتحدث الى شعب غبي ساذج لا يعرفه ولا يعرف تاريخه وتاريخ برهانه الاسود وحاضرهم المشبع بالدماء وأكاذيبهم وألاعيبهم ومؤامراتهم ؟!

* كان ذلك ملخص ما كتبه الأستاذ (عروة الصادق) الذي عبّر بكل شجاعة ووضوح عن رأى الشعب المعلم البطل في حميدتي والبرهان والطغمة الانقلابية التي لم يعد لها مكان في بلادنا وحاضرنا ومستقبلنا سوى المشانق او السجون، فليوفروا جهودهم وبياناتهم وألاعيبهم ليوم الحساب !

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.