مبادرة الجد.. محطة في رحلة الولاء للإنقاذ..!!
كتب: د. د. مرنضى الغالي
.
مبادرة الشيخ الجد من صناعة الانقلاب وفلول الإنقاذيين.. هذا لا شك فيه (جفت الأقلام وطويت الصحف)..! ولكن اتضح أن الشيخ صاحب نسب عريق مع الإنقاذيين ورفيق صحبة قديمة مع طواغيتها ومكرهم ضد الشعب.. وسفكهم للدماء..! وفوق أنه (رجل من الإنقاذ) فإن في ميسم هذه المبادرة التي تبناها وطبيعة الذين التفوا حولها من الفلول ومناصري الانقلاب والذين لفظتهم الثورة من أعوان المؤتمر الوطني المقبور والأحزاب البلاستيكية والإعلاميين المرتزقة ما يكفي لكشف (قيرها وقعيقيرها)..! ولكن بما إننا وعدنا بإلقاء الضوء الكاشف على ما يؤكد ارتباط الشيخ الجد بالإنقاذيين ومعاداته للثورة والديمقراطية والتعددية والحرية ووحدة السودان وسيره في ركاب الجبهجية.. فإننا نورد شواهد ذكرتها مراصد وثيقة ووثائق راصدة.. وهي في حكم المحطات والسندات التي توضح بعض ملامح تأييده الأصم الأعمى للإنقاذيين والطغاة في سنواتهم الكالحة ومواقفهم الفاجرة..!
في 31 مارس 1998 اليوم الأسود لمجزرة العليفون ضد أولادنا التلاميذ (كان ينبغي أن يكونوا في كنف وحماية ورعاية الشيخ الجد) قتلت الإنقاذ عشرات الطلاب والصبايا بالرصاص وأغرقتهم في النيل الأزرق عشية عيد الأضحى لمجرد أنهم أرادوا قضاء يوم العيد مع أهلهم ..وبعد ثلاثة أيام من المجزرة الرهيبة التي أبكت السودان وأثكلت الأمهات وقف الشيخ الجد في 4 ابريل خطيباً من على المنبر مهاجما طلبة التجنيد القسري متهما إياهم بعصيان الأوامر العسكرية بما يوجب تأديبهم وفق الشريعة لمنع الفتنة.. أو كما قال ..! هكذا يقول الرصد وللشيخ الحق في الرد والتعقيب لبيان الحقيقة من جميع أطرافها..!!
في 9 يوليو 2011 يوم الحزن الأكبر كان الإعلان عن انفصال جنوب الوطن عن شماله.. وفي الجمعة 15 يوليو صعد الشيخ المنبر وامتدح الانفصال في لغة إنقاذية (كاملة الشحم) وأشاد به على سنة الجبهجية باعتبار أنه حقن الدماء.. وانتصر لشريعة المخلوع المدمغسة.. وأحاط الشيخ الانفصال بهالة من التأييد والإعجاب على نهج من ذبحوا الثيران السود إغراقاً في العنصرية وتعبيراً عن التربية الإنقاذية الفاسدة..!
طبعاً كان الشيخ الجد من أكابر مؤيدي قوانين سبتمبر الشوهاء (إن كان بين مؤيدها أكابر)..!! ففي 13 أكتوبر 1983 شن الشيخ هجوما كاسحاً على معارضي هذه القوانين الاستبدادية واتهم الإمام الصادق المهدي بالكفر والزندقة لأنه قال أنها لا تساوي الحبر الذي كُتبت به.. واعتبر الشيخ الجد هذه القوانين البلهاء التي ابتدعها الجبهجية بأنها عودة للدين الإسلامي وأن معارضتها (كفر بواح)..!! والباب مفتوح للشيخ ليدلي برأيه حول هذا الذي استقيناه من مصادر نثق بصحتها ورصدها..!
طبعاً هذا عدا ما تم نشره وأصبح معلوماً من سهر الشيخ الجد على حملات إعادة انتخاب المخلوع رئيساً للجمهورية.. وقصة تنازله لنظام الإنقاذ في قضية أراضي الجريف شرق.. وقصته العجيبة في محاولة إقناع حميدتي بالعمل مع الجبهجية.. وهروب حميدتي بعد أن عرف أن المبادرة يقف خلفها الاخونجية..!!
لقد كان ظهور وجوه مؤيدي (مبادرة الجد) هم الدليل الأبقى على غرض المبادرة ووجهتها والمقصود منها.. ويكفيك من ضلالها التأييد الفوري من البرهان وقادة الانقلاب.. ويكفيك منها شهودها ورموزها..! فبالرغم من أن الشيخ (صاحب وجعة إنقاذية) من الثورة.. فقد خانه ذكاؤه فهزم مبادرته بنفسه بمن جمعهم في الصف الأول وبينهم صحفيون جلسوا في كامل الأناقة.. ليس من اجل أداء مهمة صحفية ولكن لأنهم تلقوا دعوات لهم بذواتهم باعتبارهم من مؤيدي المبادرة ومن (الأعيان)..! ولن نذكر أسماء هؤلاء الصحفيين حتى نحفظ معدة الناس مستقرة..! الله لا كسب الإنقاذ وانقلابها الثاني..!