جبريل إبراهيم: حول نماذج الإنقاذ و(حركاتها)..!
جبريل إبراهيم وما أدراك ما جبريل إبراهيم..! نموذج كامل للفشل المهني والأخلاقي في التعاطي بالسياسة والإدارة.. إنها (خيبة متكاملة) تجسّد الترميز الأشمل لـ(جِمال الطين) التي تضع نفسها أو يضعها بعض الناس في خانة الرموز الوطنية.. فتنقشع عنهم هذه الهالة الخادعة.. وتنظر فلا تجد إلا فراغا تعوي فيه الريح التي كانت تدخل من تجويف دبر (عجل السامري) وتخرج من فمه فينطلق تصفير يخدع العابر ويظنه خواراً لهذا (العجل الضلالي)..!
ويمكن أن تضيف إلي قائمة هذه الخديعة الشعبية من رموز الإنقاذ والحركات ما شئت (وأنت في السليم).. إنه التصوير الأبرع للانتهازية وانعدام الوطنية مع حزمة من (الحقد الأسود) على السودان وكل ما يمثله بهاء التعددية…! والحقد يا صاحبي لا يصنع رجالاً ولا وطناً ولا تنمية.. أما رأيت ما تمخّض عنه نموذج جبريل من سلوك في السلطة ومن قول وفعل..؟! ولكن هذا السلوك وهذه التصرّفات التي بدرت منه منذ عودته للوطن ينبغي ألا تصدم أحداً إلا إذا كان من المخدوعين ببعض جِمال الطين.. وحتى الذين توهّموا أن جبريل يمكن أن يفعل آو يقول غير ما يفعل ويقول فقد انتهوا الآن إلى (عين اليقين) أن بعض من طفحوا بالصدفة والتآمر الخبيث إلى سطح السياسة والعمل العام والوظائف العليا ما هم إلا في حكم فزّاعة الطير التي لا يفزع منها الطير..! بسبب أنها (مهلهلة ومخلعّة) وضعيفة التركيب إلى درجة أنها لا تستطيع أداء مهمتها الوحيدة التي لا تحتاج إلى مجهود.. وهي خديعة الطير وصدّه عن الاقتراب.. فإذا بالطيور حتى الغشيم منها تحط على رأس هذه الفزّاعة وتتغوّط عليها لتصوّر قمة المفارقة الدرامية الساخرة بأكثر مما تفعل روايات شكسبير (عبقري نهر أفو) ..!!
عبقري نهر أفون)..!
ليس في أمر جبريل مفاجأة.. ففي الأيام الأولى لانقلاب الإنقاذ الأول 1989 (معرّة الغدر والخيانة) جرى استدعاؤه من السعودية على عجل… فهو من الاخونجية القدامى الذين يمنحون هذا التنظيم الخبيث ولاءهم الكامل الذي لا يمنحونه حتى لأمهاتهم..!! ولكنه ولاء (المنفعة المتبادلة).. الولاء بالمقابل.. والمقابل الذي يطلبونه هو سلطة استباحة المال العام والوظائف العامة للمصلحة الذاتية والأسرية.. لهذا كان جبريل صادقاً في غيّه الإداري عندما قال إن إعفاء ابن أخيه من الجمارك ليس بدعة ولا يسبب له حرجاً..! فجبريل هو ابن هذه (الفابريكة الإنقاذية) الفاسدة.. وعندما جاء مسرعاً ليلبي استدعاء انقلاب الإنقاذ كان يعلم (على اقل تقدير) أنه يسرق وظيفة عامة ويطرد شخصاً من وظيفته ويحتل منصباً لا يستحقه وليس مؤهلاً له..فيا له من غاصب..!
ثم دخل الرجل في صحبة بن لادن عندما جاء هذه الملياردير الإرهابي إلى السودان في ضيافة الإنقاذ الإرهابية… ولا تحدثني عن الحال بعد أن اضطر قادة الإنقاذ (صاغرين) إلى طرد ابن لادن خوفاً من أمريكا.. أمريكا هذه التي يقول جبريل الآن أنهم لا يرحبون بوساطتها.. هذا بعد أن قاموا بتسليم إخوتهم الاخونجية المصريين والشوام وغيرهم إلى المخابرات الأمريكية (صرّة في خيت)..!! ولا تسأل يا صاحبي ماذا جرى لأموال بن لادن بعد خروجه من السودان وما حدث من تكأكؤ (جماعة المشروع) على تركته بالنهب والسلب.. ولا تقل لي مَنْ كان اقرب لحقيبة بن لادن..؟ ومن كان يحملها ويسير من خلفه..؟ ومَنْ كان صاحب السهم الأوفر في (الخم واللم)..؟ فهذه من الأمور المخزية التي يندي لها جبين كل حر وينز من وضاعتها عَرق كل لص خائن خوار مأفون عديم القيمة..!
لقد استخدمت الإنقاذ (للأسف) بعض أبناء دارفور في خيانة أهلهم وزرع الفرقة بينهم.. واختارت من دارفور الحرّة بعض (أبناء العقوق) الذين قبلوا بهذه المهمة لأن ما يعنيهم هو حسابهم الشخصي وقيمة الرشوة.. ولهذا لم ينزعج هؤلاء مما وقع في دارفور من إبادة ومن ترويع وتشريد وحرق القرى وطمس الآبار وإعدام الحياة ووسائلها.. فهرب وكلاء الإنقاذ هؤلاء إلى المهاجر الهانئة..ومن السخرية أنهم يسمون شركتهم الاخوانية القابضة (العدل والمساواة)..؟! أنت لم (تعدل وتساوي) حتى في إعفاء السيارات..فأي عدل وأي مساواة..؟! ثم إن جبريل هذا الذي يرفض الآن العون الفني الخارجي لأنه وطني يكره الأجانب..من أين كان يموّل حركته..؟!.
يا لهوان السياسية والرياسة والوزارة عندما تجد مثل هؤلاء يقفون خلف الميكرفونات ويتحدثون وكأنهم رجال دولة.. فلا تسمع منهم غير (المكاء والتصدية) مثل الوثنيين الذين يطوفون عراة حول النُصب والأزلام في جاهليتهم الأولى.. قبل تطهير البيت المحرّم من أذى (طواف العرايا والنساء العوارك)…!
ما هو أول عمل قام به جبريل إبراهيم عندما عاد للسودان حتى تعرف أين يضع ولاءه…؟! .لقد ذهب إلى منزل الترابي ولم يذهب ليعزي أهله في دارفور عن مئات الآلاف من قتلى وضحايا جماعته الإنقاذية.. الله لا كسّبكم..!!