السودانيون في مصر !

0 73
كتب: د. زهير السراج
.
* حضرت من القاهرة قبل إسبوعين، وكنت قد ذهبت قبل رمضان، ولفت نظري كمية السودانيين القاعدين من غير هدف ومن غير وجيع.
* الناس الطلعت بفهم معيشة ووضع أحسن. الحياة بقت صعبة شديد في القاهرة، لا في شي رخيص لا في شي بتباصر.
* طيب عن كمية الشباب السودانين البشوفوم قاعدين وشغالين أشغال بسيطة وهامشية، وقبل أي شي، أي شغل حلال لا فيه عيب لا فيه نقد، وكلها أرزاق نحمد الله عليها، لكن وقت انت قادر تشتغل لبيس أحذية ودليفري وبواب وعامل نظافة وحارس، ما تشتغل أي حاجة في السودان لحدي ما ربنا يفرجها زى شباب كتيرين بدل ما تضوق الهوان في بلد ما بلدك، وجايز تضيع!
* ماهو الليلة بالمنطق في الوظائف دي انت ما حتاخد أكتر من 100$ أو أقل في الشهر (58 الف جنيه سوداني، حوالى 2000 ج مصري)، ودي حاليا بقت رقم بسيط شديد في القاهرة، وما ييغطي المنصرفات الاساسية بدون أى نوع من الرفاهية، حتي الأكل والشراب والسكن في تلتلة شديدة، تقريبا حد الجوع والحرمان. ولو قاعدين منتظرين وظائف أفضل، ده في حكم المستحيل.
* إحساس إنك قاعد مبهور بالانوار وتامي حياتك لف وآخر شي تبيع كليتك. بيع الكلي باب براه، باب بوجع شديد. قهاوي وسط البلد لبيع الكلي بقت مقصد للسودانيين وباب حل جاهز وانت فريسة جاهزة.
* كمية الشباب القاعدين بس يلموا في قروش عشان يركبوا السمبك تقطع القلب عشان خط الرجعة ليهم حار. بكون نفسك تقول ليو انت بتدفع في تمن موتك !
* كمية الشباب الهايمين في شوارع وسط البلد شي محزن. شقق المحرَّمات للسودانيات شي يقطع القلب ويخليك تبكي دم بحرقة. كمية البنات الكلهم سماحة وطاقة وبشتروا في وهم.
* كمية الناس الباعت أملاكها في السودان وجات القاهره حاليا ببكوا دم، لأنهم لقوا الحالة صعبة والغلا شديد وقروش المصروفات ما قادرين عليها، وشوارع المهندسين بقت مرتع للشحدة باسم “اتقطعت للعلاج”.
* الحرمان في عيون أطفال الجالية السودانية شي ما بتوصف ما بتوصف ما بتوصف، لأنها بلد مغرياتها لا تعد، وفِي بلدنا العندو والماعندو بلعبو في نفس المكان. المشاكل في المدارس السودانية والفشل في الجانب الأكاديمي بصمة محزنة.
* السودانيين وصلوا مرحلة في مصر انهم ما بسلموا على بعض لأنه بخافوا من بعض، واحد يطلع حرامي أو مجرم. من يومين شاب أدى راجل كبير حبوب يوصلها ليو السودان، طلعت حبوب ممنوعة والأمن جرجر الحاج والله أعلم طلع منها ولا لأ.
* أولاد وبنات بيحرقوا في زهرة عمرهم تحت حلم السفر لدول الغرب .لافين من دسكو لي دسكو ومن شارع لشارع، وسهر وخراب وشراب. المصائب البعملو فيها ما بتتوصف وما طبيعية. ياريت الأهل يجوا يفتشو حال عيالهم قبل الضياع.
* في النهاية ما بتقدر تقول لي زول حِب السودان بالغصب لأنو صكوك الوطنية ما بتتباع.
بس ياريت نرجع نفتش عن عزة نفسنا لأنو دي أجمل خصلة كانت فينا!
* هذا ما كتبه (عماد الدرديري) عن ما حال بعض السودانيين في القاهرة، ولا شك انهم قلة مقارنة بالذين يسافرون الى مصر سواء بغرض العلاج او التجارة أو السياحة او يقيمون هناك، ولكن مهما كان العدد قليلا فهو بالتأكيد وضع بائس ومحزن جدا خاصة ان معظم الذين يتحدث عنهم شباب وشابات في عمر الزهور. لا شك أن احد الاسباب بل أهم الأسباب لمغادرتهم للسودان هو انقلاب 25 اكتوبر، الذي عطل الحياة وأعاد السودان الى العزلة وقتل الأمل في النفوس. الله يجازي الكان السبب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.