البسملة على الدستور

.

كان أحد اجدادي عليهم الرحمة والمغفرة، سريع الطرفة، وذكي التلميحات وعميق التعليقات، وذات يومٍ كان يتناول وجبة الغداء ( كسرة بموية وطماطم) مع ابن أخيه الذي قال بصوتٍ عال ( بسم الله) فسأله جدي، أها مالك يا ولد؟ فرد الابن قائلاّ ( يا عمي عشان الشيطان ما يأكل معانا).

ابتسم جدي، وتلفت يميناً وشمالاً، و لوًح بيديه يمنةً ويسرى، ثم قال ( انت الشيطان دا ما شاف الفنادق دي كلها، ولا ناس فلان الضابحين خروف، بس ما لقى الا كسرتنا بالموية دي؟ كان دفهمك للبسملة خليهو يشبع)).

المناسبة . قرأتُ حملة منظمةً من قبل بني كوز، على دستور نقابة المحامين بسبب عدم كتابة ( بسم الله الرحمن الرحيم)، قلتُ في سري ( يا جماعة الجماعة ديل أحرزوا هدفاً في مرمى الحرية والتغيير، لا تهمني الحرية والتغيير أصلاً الممطورة ما بتبالي من الرش، لكن اوجعني أن يحرز الهدف بني كوز.

بداتُ أتذكر، الناس ديل خطابهم الديني دا لازم يرفعوه للتجارة؟ لا لا لا.

هتف الباحث الذي في داخلي.. وجدتُها وجدتُها. بني كوز الا أنتم. غض النظر عن قوة وضعف الحجة، الا أنتم يا سماسرة الدين، فتشتُ في دستور ٢٠٠٥ الانتقالي فوجدته بلا ( بسم الله) أولاد الذيين!.

طيب تذكرتُ الجدل أيام كتابة الدستور الانتقالي لسنة ٢٠٠٥، وقبولهم للدستور بلا بسملة، ثم هو ذات الدستور الذي استمر حتى سقوط المخلوع..

يعني شواطينكم ديل يا كيزان ما شافن دستوركم داك؟

ما في زول يقول لي وانت رأيك شنو؟ ولا أريد دفاعاً عن الدستور، اتحدث هنا عن النفاق وعدم الاتساق، فلو حدثكم بني كوز عن الدين فهم يقصدون التلاعب بالمشاعر، او ليس هم من قال عنهم شيخهم وعرابهم ( أفسدوا وبنوا البيوت وتطاولوا في البنيان)؟؟

قلتو لي جاريين على كسرة جدي ؟