جِيَـــــــــفُ الاداراتِ الأهليــــــــةِ!
كتب: آدم أجـــــــــرى
.
الموقف المخزي الذي سجلتها الإدارات الأهلية لجبال النوبة، هو وصمة عار علي جبين أصحابها. في الوقت الذي توحدت فيه الكلمة عقب أحداث ياواك، وبالتزامن مع مسيرة الأربعاء الشهيرة إلي القصر الجمهوري، أستدعيت؛ وأدخلت نفس المكان بالباب الخلفي – قيل أنهم أمراء مؤمنين- والبعض قال: لا بأس، ربما تكون إضافة لا خصماً علي القضية، لأنها قبل قدومها، إتفقت علي كلمة واحدة متمثلة في ارسال صوت القاعدة الجماهيرية المتمثلة بالتنديد القوي للحكومة عند مقابلة أي مسؤول فيها؛ مطالبتها بضبط مليشياتها القبلية التي تعمل بعضها باسم قوات الدعم السريع، أوالدفاع الشعبي، وإلا: فإن هذه الادارات ستلجأ إلي الرد بالتحشيد لمصادمتها. نقضوا غزلهم بأنفسهم بوصولهم الخرطوم، أبدلوا هذه الرسائل بأوراق ترفع مطالب وأموال وسيارات وأشياء أخري لا تمثل أصل المهمة. كانوا سيصبحون أبطالاً لو أنهم أوصلوا هذا الصوت بنفس قوته والسند الجماهيري المحتشد، لكنهم إختاروا الانتهازية وأكل الجيف، والسلم الذي وضع لهم للترقي، ركلوه؛ وخاضوا بجلابيبهم بالوعات الانحطاط.
من باب الحق… فإن واحداً منهم اختار الموقف الأصلي، نبه من سالت لعابهم بضرورة الالتزام بما أتفق عليه، ورفقاءه مصممون على اللهث خلف المكاسب القذرة، أعلن زهده عن أي مال؛ وعن أية سيارات، بل وعن استلام نثرية سفره، وأقبل عائداً جبال النوبة…
خلفيات هذه الادارات معلومة، حقيقتها معروفة لأهلها، فلم يكونوا يتوقعون خيراً من أناس فاسدين. لكنها لا تختلف عن باقي الادارات الأهلية التى تشكل على مستوى السودان وثورته عبئاً ثقيلاً… لأنها فاسدة، مرتشية؛ عبرها تقع الاختراقات الخطيرة وتحاك المؤامرات، يُلقي شباب في المهالك، وتصادر الأراضى بلا أي مقابل. عليه ستضاف إلي مهام هذا الجيل، الاطاحة بهذه المؤسسات المأزومة؛ الجامعة بين التخلف والفساد!