عادة الانظمة الحاكمة في ظل “الانحلال” السياسي هي الما بتفاوض..

0 76
كتب: محمد فاروق سليمان
.
ايام نداء السودان وقبل انقسام قوى الاجماع والحركة الشعبية شمال كانت موحدة، تحديدا في ٢٠١٦، كان في نقاش في اديس مع بعض اعضاء الالية الافريقية رفيعة المستوى (high panel) وديل مجموعة رؤساء افارقة سابقين، تكونت بموجب قرار من مجلس السلم الافريقي؛ وفي تاريخ سابق، كان في رؤية لافريقيا ٢٠١٠ خالية من النزاعات المسلحة! وكان النقاش من جانبنا لي الاهتمام بالسودان؟ هناك في افريقيا كتير من الازمات؛ بما في ذلك اثيوبيا نفسها كان واضح انها ماشية في اتجاه نزاع مسلح! ده غير دول اخرى حتى الكلام عن ازمات داخلها يمكن يعتبر تحريض غير لايق من قبل انظمتها..
الاجابة كانت انو ده السبب للاهتمام بالسودان، في ظل عدم اعتراف اغلب الانظمة الحاكمة في افريقيا بوجود ازمة حكم، ووجود معارضة من اساسه، وبالتالي الانظمة هي البترفض الجلوس مع معارضين غير معترف بيهم، السودان هو الدولة الوحيدة القاعدة دي معكوسة فيه؛ بمعنى “المعارضة” هي الرافضة الجلوس مع الحكومة!
وقبل التساؤل عن قيمة موقف الحكومة السودانية، كان السؤال عن معنى موقف الرافضين الجلوس مع الحكومة من معارضيها، وظلت الاجابة البديهية: “انو ده بيدي النظام شرعية”، وكان السؤال الاكثر بداهة عند “رؤساء سابقين”: طيب كيف عدم الجلوس معاه ما ح يديه شرعية او يمنعه من ممارسة الحكم؟
وقتها مال رئيس الالية الافريقية، ثابو امبيكي رئيس جنوب افريقيا سابقاً نحو الامام الصادق المهدي، رئيس نداء السودان لاحقا ورئيس وزراء السودان قبل انقلاب ٨٩، والذي كان يسوق له مبررات رفض البعض للتفاوض، وانه وان كان هذا لا يعبر عنه، لكن عدم جدية النظام في الخرطوم هي المهدد، والذي يجب الانتباه له الان لجدوى المسار السياسي، وليس موقف هؤلاء، وقال امبيكي بما معناه: مشكلة السودان الاكبر ستكون عندما يصل هؤلاء للحكم، لانهم ربما يعرفون شيئاً عن المقاومة ولكن بالتاكيد لا يعرفون شيء عن الدولة: what really concern, is when you come to power, those who you mentioned might know something about opposition, but sure they know nothing about state!
عندما تعود بي الذاكرة للوراء واذكر تنكر الاغلبية الان في الحركة السياسية السودانية لاي مسار سياسي او حتى نضالي شاركوا فيه، ومنذ ايام طيب الذكر التجمع الوطني الديمقراطي، وعادة ما تم ترديد اسم نداء السودان في فترة لاحقة بشكل سلبي قريب لما آلت اليه قوى الحرية والتغيير الان، وان كان يحمد للمنقسمين الان هذا الادعاء بان اي منهم يمثل “قحت” سواء كان المجلس المركزي او التوافق الوطني كتفريق ضروري بينهم، وتفريغ للامر من محتواه في حيلة وحدة قوى الثورة، اذا استثنينا الحزب الشيوعي طبعا من حركة التاريخ الان، وليس الاختطاف والاختطاف المضاد وفق ارث قحت الذي شارك فيه “الحزب” ولا يعلى عليه، وان كنت ساذجا كنت لاجزم باني اعرف لوحدي كيف وصلنا لهنا، ولكن الجميع يعرف وان اختار الانكار، والغريب ليس ان الاخطاء نفسها يتم تكرارها!، لكن هذا التكرار يتم من قبل نفس الاشخاص!! وانا استمع لنفس مقدمات حصاد الفشل، وادمانه، وعودة الجميع لما يعرفون عنه قليلا في المعارضة والتي تفهم عندهم الاعتراض على كل ما سواهم، والتي قد تجعلهم اهلا لاي شيء الا الدولة؛ التي ابدا لم يكونوا صادقين فعلا لاقامتها ولا شجعان كفاية لهدها!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.