الدعم السريع والجيش السوداني والصراع تحت المنضدة

حميدتي يتهم قيادات نافذة بمحاولة اسقاط حكومة أفريقيا الوسطى

0 65

تقدير موقف

.

تطور هام طرأ على علاقات أطراف رأس الهرم في القيادة العسكرية السودانية ، وقد يحمل تداعيات خطيرة على السلم الأهلي وينذر بعودة الحروب الداخلية . فقد اتهم نائب رئيس مجلس السيادة، قائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو – حميدتي، جهات نافذة في الدولة بالتخطيط لتغيير النظام في جمهورية أفريقيا الوسطى انطلاقاً من الأراضي السودانية في نوفمبر من العام الماضي . وكشف عن لعب السودان دورا محوريا من خلال قوات الدعم السريع في إجهاض عملية عسكرية كادت أن تؤدي لإحداث تغيير في نظام الحكم في بانغي . ووفقا لتصريحات حميدتي اثناء مُخاطبته فعالية التوقيع على وثيقة وقف العدائيات بولاية جنوب دارفور , انه قد تم رصد تشكيلات عسكرية قبلية بدارفور تنشط ضد حكومة إفريقيا الوسطى وتتهيأ للهجوم من الأراضي السودانية علي العاصمة بانغي مما حدا بقوات الدعم السريع الي إقفال الحدود بين البلدين .
تشير التفاصيل ، الي قيام جهات نافذة في الدولة السودانية بتجميع مقاتلين من قبائل دارفورية، إضافة إلى عسكريين سابقين، موفرة لهم تمويها بارتدائهم زياً رسمياً مكتملاً مماثل لقوات الدعم السريع، وأدخلتهم إلى منطقة “أم دافوق” الحدودية لتنفيذ مخطط تغيير النظام في أفريقيا الوسطى . وردا على محاولة النشاط التخريبي وفقا لإفادات الدعم السريع , فانها بصدد افتتاح معسكرات في “أم دافوق”، و”أم دخن”، لضبط وتأمين الحدود بين السودان وأفريقيا الوسطى .

تحليل :

مخطط اسقاط حكومة افريقيا الوسطى مخطط تشادي سوداني مشترك يهدف لتأمين النظام التشادي عبر ضرب عمق المعارضة التشادية في الجنوب وإخراج قوات فاغنر من المنطقة و إحكام الحصار على قوات الدعم السريع .
تقول المصادر السودانية الخاصة ان الضالعين في هذا المخطط من الجانب السوداني هم : الاستخبارات العسكرية بمباركة من رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان وتحت اشراف الفريق الكباشي , وبمساعدة قائد المليشيات العربية السابق اللواء أحمد شكر تالله المحسوب علي موسي هلال والذي جرى اعتقاله بعد فشل العملية , إلى جانب حركات من دارفور .
تأتي تصريحات حميدتي كرد توضيحي عن عملية الاختراق الاستخباراتي لقواته في منطقة جنوب دارفور والزج بها في عمليات عسكرية ضد المدنيين من القبائل الأفريقية , وتصويرهم أثناء الهجوم كتوثيق لجريمتهم مما أعاد للأذهان بدايات الصراع المسلح في دارفور وتعبير الجنجويد بكل دلالاته مرة أخرى , هادفين بذلك لإخراجهم عن العملية السياسية المعنية بالانتقال وافتعال ازمة قانونية بين الدعم السريع والمجتمع الدولي الذي يشرف علي عملية الانتقال عبر الالية الثلاثية .
الخلاصة :

علي الرغم من التوقيع علي الاتفاق الاطاري , الا أن العلاقة بين جنرالات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لا زالت مضطربة وقابلة للتدهور , وكلما تأخر تشكيل الحكومة القومية أو التوصل لحلول نهائية بشأن الازمة السياسية كلما كان خطر المواجهة العسكرية بين الطرفين قائما , خصوصا في ظل وجود التداخلات والمصالح الإقليمية المختلفة لدول مثل تشاد ومصر وإريتريا وإثيوبيا , ومع وجود التنافس الأمريكي والروسي والصيني علي المنطقة .
هذه المعارك المستترة , تتم بمباركة النخب السياسية في الخرطوم ، التي تدري إن تصفية الدعم السريع بات مطلبا أمريكيا وغربيا ، ويقع في سياق التنافس بين الولايات المتحدة وروسيا ، حيث تتهم قوات الدعم السريع وقائدها حميدتي ، بأنها الحاضن والميسر الرسمي لعمليات القوات الخاصة الروسية غير الرسمية المسماة بجماعات فاغنر، ليس فقط في السودان وانما في كل دول وسط وغرب افريقيا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.