لا شفاعة في تفكيك الإنقاذ..!!
كتب: د. مرتضى الغالي
.
لا تتهاونوا مع فلول الإنقاذ واللصوص ولا تترددوا في معاقبة المجرمين.. ولا تكبلوا لجنة تفكيك الإنقاذ وتضعفوها بحجة إصلاحها.. هذه لجنة عدلية (وسياسية في ذات الوقت) تم تكوينها باسم الثورة (لا بمراسيم الفلول) ومهمتها الأولى والأخيرة هي تفكيك نظام الإنقاذ إلى آخر مسمار وطوبة.. واسترداد منهوبات الدولة ومرافقها وأموالها من لصوص الإنقاذ (الحاضر منهم والبادي).. جفت الأقلام وطويت الصحف..!!
لماذا هذه (اللكلكة)..؟! ومتى كان لصوص الإنقاذ يقيمون وزناً للقانون وهم يدفنون الناس أحياء ويسخرون من العدالة ويتلاعبون بالقضاء ويبيحون تعذيب البشر واغتصاب الأطفال والرجال ويدّعون ان ذلك قربى للمولى عز وجل..! الله الله على القانون..! متى كانت جماعة الإنقاذ تحترم القانون وهي تبيد آلاف البشر وتحرق قراهم في حين كانت فرقها الانكشارية تدهس الصبايا بالمجنزرات وتقتنصهم من الأسطح.. وزعيمهم يحمل مال الدولة إلى بيته حتى قضوا عليه في واحدة من جرائمه بإعادة تأهيله في (دور الرعاية الاجتماعية)..! وأحد أصحابه من قادة (مشروع النهب الحضاري) نهب أموال الدولة وهرب بدعوى تمثيل حكومة السودان في جنيف و(ليختنشتاين)..وأودع منهوباته في البنوك السويسرية الصموتة.. ثم قدم لوظيفة في هيئة الصحة العالمية..! وكان قد قال قبلها إن الشعب السوداني قبل الإنقاذ كان قبيلة من الشحادين..!!
نحن نقول ذلك بمناسبة انقاد مؤتمر حول تفكيك نظام الإنقاذ.. ونقول ونعيد إن التفكيك المهمة الرئيسية التي يجب أن تضطلع بها.. وإذا لم يتم تفكيك الإنقاذ ألي آخر بُرغل فمعنى ذلك أننا نبني على ركام من العفن ونقف على جرف هار سينهار بدولتنا إلى أسفل سافلين..إذ لا مناص من تنظيف الجروح من القيح والصديد وتطهير بلادنا من رجس الإنقاذ وقذرها ونجاستها.. وإلا عدنا إلى خراب البلاد والنفوس..!
سياسيون وقانونيون: إعادة مفصولي لا يجب أن يفت في عضد لجنة التفكيك لغو الفلول عن العدالة والقانون وترهات أبواقهم مثل الإعلامي الهارب الذي عندما (طرّ شاربه) وجد (الدنيا إنقاذ) فأقام مشروع ثروته الخاصة من مال الشعب.. وهو الآن يسخر من محاولة جماعته الآثمة في خطف الأطفال واغتصابهم نكاية في لجنة إزالة التمكين.. وهو لا يستحي بأن يتحدث عن مصير الأموال المصادرة وكأنه ورثها من أبيه..!
نحن لا ندعو بطبيعة الحال إلى الخروج على القانون ونواميس العدالة في عمل اللجنة.. وهذا ما كانت تلتزم به بأيدي نظيفة تراجع الهفوات والهنّات بأخلاق ومسؤولية وضمير.. ولكن للجنة أيضا صلاحياتها السياسية لتفكيك كل منظمات الإنقاذ المشبوهة والمساءلة عن الأموال التي حصل عليها أغنياء الغفلة والنهبوت.. والذي يعرفه كل سوداني أن الإنقاذيين جاءوا من بيوت فاقة وعوز.. وليس في الفقر ما يشين إنما العيب في السرقة والتجبّر والبطر و(قالة الحياء) وقد رأينا كيف كمش كبيرهم (البروفيسور) أكثر من ثمانين مليون دولار وأودعها في حساب صبي حَدث.. ثم خرج الآن يخطب في موكب الموز عن العدالة والشريعة..!!
لجنة التفكيك كانت (شامة الثورة) وإحدى إشراقاتها.. وقد اجتهدت وأنجزت الكثير رغم المعوّقات من الفلول وبقايا الإنقاذ المتخفية داخل أجهزة الدولة وقواتها النظامية والمرافق العدلية ومن المخذلين هنا وهناك…. فلا تكبلوا مسيرتها الجديدة بدعوى المراجعة وإصلاح القوانين..!
لا أحد يجرؤ على إثناء هذه اللجنة عن تفكيك الإنقاذ ومطاردة اللصوص بسلاح القانون وبالصلاحيات السياسية.. إنها لا تتجاوز القانون ولكنها لا تتغاضي عن الجحور التي يختبئ فيها الفلول.. لجنة صنعتها الثورة ومرجعيتها إنفاذ مطلوبات الثورة.. ولا ينتهي عملها إلا بالفراغ من تفكيك الإنقاذ واسترداد آخر مرفق وأرض وفلس نهبه لصوص الإنقاذ من الدولة.. (نقطة فولسطوب)..!!