التهافت وتهافت التهافت

0 60
كتب: فايز السليك 
.
حين كان رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد، طفلاً يحبو، كان السيد مبارك الفاضل، يشق الأراضي الأثيوبية هرباً من بطش الدكتاتور جعفر نميري، ولمبارك ( نختلف او نتفق معه في طريقته أو تقلباته تاريخ نضالي )، وما يدخل الدهشة اعجاب مبارك، بنصائح أبي أحمد، بالاستفادة من التجربة الأثيوبية، غض النظر عن رأي الناس في التجربة؛ إلا أن أبي أحمد، لم يقل شيئا غير ( الحل السوداني الوفاقي)، ولا كان ينبغي أن يتهافت الناس إليه ليطلبوا منه الحل.
ومن غرائب السياسة السودانية؛ رسالة الأستاذة إشراقة الوزيرة السابقة في عهد المخلوع، تكمن الغرابة في ان إشراقة، تخطر السلطات عن اعتزامها تنظيم جولة ضمن وفد كبيييير، على متن طائرة خاصة، أو طائرتين لتجوب أنحاء،العالم من دول الجوار، مصر، اثيوبيا، تشاد، جنوب السودان، بل حتى روسيا وأمريكا! ليشكون قلة الحيلة، وعدم إشراكهم في تفاوض بين طرفين؛ وكانوا هم يقفون مع أحد الأطراف، وهو ممثلهم الحقيقي.
لكن فلنطلق الخيال قليلا، ان نضع سيناريو سينمائي؛ لوفد يتكون من ( ١٠٠) سياسياً، يطرق ابواب تلك الدول، نتخيل لحظات هبوط الطائرتين، مراسيم الاستقبال، استعداد الضيوف لتقديم واجب الضيافة، ثم يكون الحوار، كيف يكون؟ من يتحدث؟ هل المائة؟ وهل لمسؤولي تلك الدول وقتاً لسماع كل القصص وإعادة قول ما قيل من قبل؟ لن تكن الزيارات من أجل دعم قضايا دولية، أو دعم لحكومة، لكن لشرح موقف من ( التسوية السياسية)!.
وتهافت التهافت لمسته في تصريح لمبارك أردول، الذي تحدث باسم دولة كاملة، واكد فيما معناه بأنها لن تسمح بمرور تسوية ( من الجبهة الثورية وفلول الإسلاميين).
لست ضد الوساطات الدولية، أو العلاقات الدبلوماسية المتوازنة، نحن جزء من المجتمع الدولي، ودولة عضو في كل منظماته الأممية، ويمكن الاستعانة وفق القوانين والمعاهدات لحماية المدنيين، ووقف القتل والظلم، وحتى إسقاط الأنظمة المستبدة!لكني ضد ( التهافت ) الذي يريق حياء الشعب، وضد ( اسقاط الشارع) من الحسابات؛ كأحد أهم أوراق الضغط السياسي، ومع التعاون الدولي فيما يحترم العقل والوطن.
يا ترى كيف تنظر مصر، لمن يريدون ( التزلف) وهم أعداء تاريخيون لها؟، وكيف يستقبل مسؤولو الدول المعنية بالزيارات وفوداً تستغل طائرات خاصة و( الزمان مسغبة)؛ لتتودد وتتزلف من اجل الحصول على ( كرسي ) زائل؛ بعزل، او انقلاب، أو بثورة؟.
ماذا نقول في أزمنة التهافت وتهافت التهافت؟!
المفارقة أنهم دعموا اتقلاب ٢٥ أكتوبر، بل صرحوا بالصوت العالي ( أننا اسقطنا الحكومة) في إشارة إلى الحكم المدني.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.