#لايف ٢-٢

0 97
كتب: محمد فاروق سليمان
.
الجمل ما بشوف عوجة رقبته، لكن ده ما دليل على انو ما واعي بي “العوجة” دي حسب وجهة نظرنا، والا كان اعتزل الجمال الاخرى واتنكر ليها وفق وجهة نظر خاصة بيهو.
مواصلة في اللايف:
بيئة الاتفاق الاطاري واتفاق القاهرة ما مختلفتين، الاثنين ثمرات لجهود ورغبات لاعبين دوليين واقليمين وابدا ما ثمرة ارادة وطنية خالصة، وان كان ده ما عيب لذاته في ظروف غير ظرف الثورة، لكنه بيعكس القصور عند الطرفين ديل في التعبير عن الارادة الوطنية وعجزهم عن توحيدها، ولا حتى في فرق من حيث الجغرافيا المحضة، بمعنى انو ما بفرق اتفاق بتم الاعداد ليه في عاصمة اقليمية او في بدروم سفارة في الخرطوم. ولا في فرق من حيث الجغرافيا “الوطنية” لي بنية الاتفاقين في طريقة انتقاء الطرفين لمجموعات دُرِج علي تسميتها بـ”الفلول” مع اتفاقهما على تكرار “عدا المؤتمر الوطني”!، مع انو ممكن التفاوض المباشر معاه يطلع الدولة “العميقة” للسطح بدل تظل “فزاعة” لتبرير نفس ممارساته والاعيبه واستمرار انتهاكات الدولة!!
اي تفاهمات بخوضوها الاثنين برضو هي مطالبة مباشرة بالسلطة سواء العايز يحتفظ بمواقعه ويتمدد كموقف تفاوضي!، او العايز يرجع لمواقع فقدها نتيجة مغامرة لم تكن محسوبة ابدا، ويقصي الاحتفظ بمواقعه كموقف تفاوضي او يحصره ويمنع تمدده كحد اقصى!!، وهنا الطرفين قنعانين من منافسة الطرف الامني او العسكري المش محافظ على مواقعه وبس؛ لكن بتمدد كمان في مساحة واجبات الانتقال نفسها في مسالة الاصلاح المؤسسي للقوى النظامية وانهاء ثقافة الافلات من العقاب من خلال بقاءه كحكم على كل الاطراف!!!.
مهم عشان نخلص من الشوط ده في الثورة الطرفين ديل اتفقوا ويخوضوا تمرين القبول ببعضهم بعيد عن مغالاة التفاوض عشان ننهي الفصل ده من تاريخ الانتقال، وانا ما بقول الكلام ده عشان عندي رأي سلبي في اي من الطرفين ديل او وانا بنبه للتشابه بينهم عايز اعيد اتهامات بعضهم لبعض، بالعكس انا بفتكر ده مهم جدا للاصلاح مستقبلا وعي الجميع بانفسهم وحجم القصور في نخبنا حتى وان كان ده بيعني اننا نعيد شوط خضناه قريب، وفقدت فيه الاطراف دي الثقة ببعضها، وفقد الشارع ثقته فيها (وان كان الشارع نفسه دائما على ريبة من الامر)، لكن لو في فايدة اسع ممكنة خلي الاطراف دي تستعيد ثقتها ببعضها، بعداك ممكن نخش كلنا في عملية سياسية حقيقية.
الرهان على الفشل ما خيار عاقل، لكن خوض تجربة فشلت قد يكون الطريقة الوحيدة لتعلم الاطراف التلاتة ديل بمعنى التغيير الحاصل في السودان، وبدل ما نقنع من التسوية وعملية الحوار السوداني السوداني افضل ننطر للتجربة القدامنا دي بي كل اشكاليتها بدون مغالطات لحقيقة واقعها وموقعها وبعيد عن بهار المجتمع الدولي والاقليمي، عشان نقدر نكون اكثر استعداد لعملية سياسية اشمل.
في الوقت ده ما مفروض نغش روحنا انو تواصل الاحتجاج ده بيعني اننا بنخلق بديل، او ح يكون عند الجيل ده من الشباب القدرة على القطيعة مع ارث الدولة السياسي الثارت عليه، الاطراف الحالية في المشهد وبما في ذلك حتى “الاسلاميين” التم اسقاط دولتهم هم مواليد الاحتجاج والاحتجاج وحده. عشان كده لازم ننتبه حتى الثقة الاتبنت بين الشباب ديل في المواكب وهم بيواجهوا كل الة عنف الدولة ممكن تتبدد، زي ما اتبدد تمثيل الحرية والتغيير للثورة وزي ما اتوارت مقولات زي “تجمع المهنيين يمثلني”، والممكن اي زول ناغم الان على الجميع ومحتفي ببذل الشباب ديل يلقاها في بروفايله في تاريخ سابق. وكل النخب الهددت الانتقال دي ابدا ما عدمت النضال في تاريخها، ولا التضحيات، لكن واضح انو ده ما كافي للانتقال بالثورة نحو دولة وحياة افضل.
ما يهم انه فرص تكرار التاريخ والدوران في حلقة مفرغة لم تعد متاحة، الا بشكل يهدد وجود الدولة نفسها، والاجيال القادمة زي ما ورثت الفشل ممكن تعي الدرس، وتمتلك ادوات السياسة الاقدر على توحيد الارادة الوطنية وخلق التوافق الوطني وتطلع من اكليشيهات وحدة قوى الثورة وارث تحالفات النحيب العريض دي.. وزي ماهي محتاجة تطلع من افق تحالفات الحد الادنى لي توافقات الحد الاعلى، محتاجة تطلع من اعادة انتاج لغة الاقصاء بي شكل اكثر تطرف زي ما بظهر في رد فعلها الموروث الحالي والضرورية ممكن لي انها برضو تترك ارث تفاهمات السلطة الممكن تفرقها نفسها عن بعضها لي توافقات التاسيس الح تجمعها مع غيرها؛ والح تخلي قوى الثورة ابدا ما كتلة من “الشجعان الاقوياء” بتنغلق على نفسها باكثر مما تفعل الطبقة السياسية مطالبة بنفس امتيازات الطبقة دي، لكنها حركة من شجعان حكماء اقدر على حكم الطبقة السياسية وضبطها ونبذ امتيازاتها.
المدخل لي تسوية تاريخية ممكن جدا يتم من خلال دمج التسويات السلطوية الحالية (الاتفاق الاطاري واتفاق القاهرة) في عملية واحدة عشان نقفل الشوط ده من التاريخ، ووعي الحرية والتغيير بجناحيها بالتشابه بينهما ممكن يكون مدخل للوعي باخطاء الذات حتى لو قاد لتكرار الخطأ، فالحل لم يعد في العملية الحالية حتى ولو اريد الترويج ليها كعملية سياسية نهائية؛ لكن لنجعل منها الخطيئة السياسية النهائية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.