اقتتال وفوضى وانفلات أمني أيضا
كتب: جعفر عباس
.
في اليوم التاسع للحرب المشؤومة، يتواصل الاشتباك بين الغراب والبومة، وللطائرات الحربية هدير وللقذائف زئير، وعلى الأرض تزمجر الجنازير، وما للمواطن غير الله نصير، فالشرطة فص ملح وداب، والدفاع المدني في حال غياب، وقوة مجهولة، وبأعداد مهولة، أخرجت من سجن الهدى آلاف السجناء، وهناك الآن آلاف المجرمين طلقاء، وتم إخلاء سجن سوبا وسجن النساء حيث ظل المحتجزون لأيام بلا شراب او غذاء، وانفجرت قذيفة في سجن كوبر، قتلت خمسة وجرحت بضعة عشر، ولا وجود لوزير الداخلية عنان، الذي جاءه المنصب هدية من البرهان.
وصلنا مرحلة اللا دولة، وصارت لعصابات السرقة صولة، بالأمس سطا العشرات، بالكارو والركشات، على مخازن سيقا، ولم يتركوا فيها كيكا ولا دقيقا، ثم اشعلوا فيها حريقا، ولهذا سيفقد آلاف المواطنين الرغيف، وهم يعيشون سلفا في واقع مخيف، وتعرضت مخازن ال جي للنهب، وعاشت بيوت كثيرة في حالة رعب، بعد ان اقتحمها مجرمون مسلحون، مستغلين الجو الذي هو بالتوتر مشحون، وهكذا لم يعد هناك أمان، في ظل اقتتال حميدتي والبرهان، لا في الشارع او داخل البيوت، التي بنى في معظمها العنكبوت، بعد ان صارت مهجورة، لهروب أهلها طلبا للسلامة، من مدن لم يعد فيها للسلام حمامة
اللهم ألطف ببلدنا وأهله؛ نسائه ورجاله وشبابه وأطفاله، اللهم لا تجعل لطاغية او سفاح الى هذا البلد سبيلا، كي لا يشبعنا قتلا وتنكيلا، اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وارنا الباطل باطلا والهمنا اجتنابه.