التفاوض بين الجيش والدعم السريع هو الحل للمحاظة علي الدولة

طيفور الامين

0 37

كل من يفتكر انو الانتصار هو دحر قوات الدعم السريع من الخرطوم والقضاء علي قواتهم الموجودة في العاصمة وباقي المدن بالقوة يكون الحل دا اكبر خطاء والبرهان عارف كدا كويس عشان كدا هو اول تصريح ليهو قال “حتى لو هزمناهم حنتفاوض معاهم” لانو هو عارف تكلفة القصة دا كبيرة.
انا في راي وشخصيا كدا ما راجي شي من قيادة الجيش الحالية، ولا يمكن زول عاقل كدا يدعم هذا الجيش عشان يهزم او يطلع الدعم السريع من الخرطوم، ولا حتى الدعم السريع حسي مشكلة بالنسبة لينا، لانو السودان دا ما الخرطوم بس. هل هذا الجيش السقطت أجزاء كبيرة من أهم مناطق في اماكن رئاسته خلال ساعات بس ولا حتى قادر يآمن منازل قيادتو تتوقع يقدر يحسم قوات ليها اكثر من مائة ألف مقاتل ومدربين بمهارات قتالية وفنية عالية جدا خلال أيام، وحتى إذا تم هزيمتهم او إخراجهم من القيادة العامة والخرطوم والمدن الكبيرة في السودان هل هو دا الاولويات واذا باقي المناطق ما مهم والموت الخراب والترويع الحاصل دا ما مهم فواصلوا في عنفكم وعنترياتكم. لكن الكلفة كبيرة بالنسبة للكل وخصوصا اهلنا في دارفور.
طبعا فرص احتمالات تفوق الجيش علي الدعم السريع في حرب الخرطوم كبيرة ولكن التكلفة حتكون باهظة والحرب حتستمر وحتكون بداية لحرب ما ليها نهاية بالساهل، ومن الصعب الجيش السوداني دا يلقى شباب يقاتلو معه بوضعو الحالي بسبب الازمة السياسية والفوارق الاجتماعية والاقتصادية وبالاضافة لمشكلة العنصرية.
في الصراعات والظروف الزي دا الحل العسكري ما حيشتغل وفي الغالب حيعمل حرب أهلية جديدة لانو نسبة كبيرة جدا حاربت مع الجيش دا منذ اندلاع الحرب في دارفور بدافع قبلي وسياسي لحماية الدولة بتصوراتهم هم وبنفس المنطق عشان كدا نفس الناس دا حترجع ترتب صفوفها وتقود حروب جديدة ولكن المرة بتكون بشكل اشرس واوسع لانو في عناصر ومطامع كتير في المنطقة يعني حيلقوا دعم ومشاركة من نفس القبائل قد لا يكون مسرح العنف والحرب في الخرطوم ولكن الاثر حيكون واصل الخرطوم شديد. وطبعا قيادات الجيش تعلم هذا تمام وهي عارفة انو ممكن تستخدم نفس الوسائل القديمة لحصر الحرب خارج الخرطوم والمدن الكبيرة ولكن دا قوات اغلب عساكرها وقياداتها من قبائل عندها علاقات ترابط اجتماعي وسياسي واقتصادي وترتبط باهاليها من ليبيا مرورا بالسودان وافريقيا الوسطى وتشاد لحدي مالي والنيجر. دا موضوع معقد وما افتكر الحل العسكرى هو الخيار الصاح، وحيكون الحرب دا ليهو اثار قريبة المدى وطويلة المدى. وحيتكتب في التاريخ انهم قاتلوا مع الحكومة السودانية بشراسة وضحوا بانفسهم لحماية الدولة وعندما طمح احدهم ان يكون رئيس واحتج عن قرارات وممارسات خاطئه في الدولة تم الغدر بهم وتحولوا الي مجرمين ودخيلين(اجانب) واتهموهم بالعمالة وتمت تصفيتهم والتاريخ لا يرهم. وطبعا الاسلاميين والانتهازيين دائما عندهم ضيق نظر وحب السلطة بخليهم يستخدموا كل الوسائل المتاحة لحرب من يختلف معهم، وعشان كدا بدوا التجييش والاستقطاب وتحريض القيادات الاهلية لدعم الجيش ضد الدعم السريع. ودا اكبر خطا وحيزيد العنف والغبن داخل المجتمع.
عموما اذا نحن امينين وحاسين بالوجع الحصل منذ الخمسينات باشعال الحروب العبثية وضيق نظر السياسيين في التعامل مع التمردات داخل الجيش السوداني والقضايا المشابه لما يحصل الان مفروض نعترف بالاخطاء دا ونضع في الاعتبار دفع الضرر للمتضررين من هذه الحروب العبثية، ويجب ان نقف بمسؤولية ان لا تتكرر مرة ثانية ومحاسبة كل من يرتكبها. وكلنا عارفين انو ما يحصل الان هو انقلاب عسكري ما فيهو اي شك تقودو الحركة الاسلامية الملطخة اياديها بدماء الشعب السوداني منذ انقلابهم في ٨٩ الى اليوم، وهذا الانقلاب الهدف منه اعادة السلطة التى فقدتها بعد ثورة ٢٠١٩ وقطع الطريق للوفاق السياسي وايضا تتجنب المسألة والمحاسبة القانونية.
الحلوول العسكرية في القضايا المعقدة زي دا دائما بتزيد الازمة والماساة. وبالمناسبة الشباب البموتوا مع الدعم السريع ديل ابطال وبموتوا بشكل بطولي وبكل بسالة وشجاعة هم بتصدو للطائرات التى تغزفهم داخل الخرطوم. تخيلوا امهاتهم واسرهم واهاليهم عندما استودعهم باعتبارهم ابطال ذاهبين للعمل في قوات نظامية يدافعون عن وطنهم واهاليهم. الشباب ديل هم نفس الشباب كان بحاربو مع نفس الزول الحسي بقتل فيهم، لو لاهم لما استطاعت الحركة الاسلامية واللجنة الامنية الحالية مواصلتهم في السلطة. تذكروا انكم بتنوموا في المدن بامان بسبب قتالهم. ودا لايعنى انهم كويسين وما ارتكبوا فظائع وجرائم. يس هنالك انتهاكات واخطاء وجرايم ارتكبت لكن المحاسبة مفروض تتم للقيادة والمؤسسة التي تسمح بارتكاب هذه الجرائم وبالقانون والطرق القانونية مش للشباب باستفزازهم واساتهم وتوجيه التهم ليهم كرد فعل للبحصل في الخرطوم حاليا.
تاريخيا الجيش السوداني معروف انو بهجم بدون فرز بحجة دهر التمرد ويرتكب كل الجرائم ويستبيح ارواح واموال الناس بالباطل باعتبارها غنيمة وعشان كدا لا تستغربوا عندا استولوا على مخازن الدعم السريع بدل يتم تامينها وحمايتها باعتبارها اموال تتبع لقوات نظامية مفروض تؤل للحكومة السودانية بالطرق الرسمية وتسليمها للسلطات يظهر ليكم ضابط يتحدث عن انها غنائم ويشجع الناس على اغتنامها والتصرف فيها بالفوضى ويتركوا الناس تنهبها عشان يحللها لنفسو. هذا سلوك ممكن نقبل من عسكري لكن ما من ضابط يدخل الكلية الحربية وينال فيها الرتبة بكفاءة ومهنية. دا قوات لا تتعامل بمهنية ومسؤولية وانما بعنتريات وتخبط. هنالك العديد من افراد القوات النظامية (شرطة، جيش، دعم سريع، اب طيرة، جهاز امن) انضموا لكي يتحصلو لي سلاح وسلطة تمكنهم مواصلة اجرامهم، ومنهم من انضم في بدايات شبابه بدافع نبيل لكن الثقافة السائدة داخل هذه القوات وضعف الكادر القائد والمرتبات الضعيفة وغياب المسالة والمحاسبة خلقت له بيئة خصبة لارتكاب الجريمة. القوات النظامية بتعلهم انو السلاح والقوة البدنية مصدر قوتهم وتستخدمه لكل شي يعني للخير (الحماية والدفاع عن النفس) وكمان يستخدم للشر (التسلط وفرض القوة والابتزاز والهيمنة النهب والقتل ووو). ودا بظهر في سلوكهم ومعاملتهم في الشوارع واثناء المهام الرسمية وبتبدا من لمن يقول ليك او يعاين ليك كملكي عندوا الحق يضربك يعتقلك يفتش ووو. وبالمناسبة عملية السلب والنهب والخراب الحاصل في البلد هو ثقافة سائدة وسط العديد من افراد القوات النظامية من اعلى حرم القوات النظامية لحدي العساكر. وكل الفوضى دا بتمر من دون محاسبتهم.
عموما الكل عارف انو تم تكون هذه القوات للتصدي مع الجيش على التمرد، لانو هذا الجيش عجز عن تجنيدو لقيادات عسكرية وعساكر توقف ليهو العمل المسلح والتمرد الحاصل في البلد بسبب التسييس والاستقطاب السياسي وسوء ادارة الدولة وضعف القائد السياسي. هذه القوات/مليشيات تحولت الى قوات نظامية تحكم بقانون منصوص في الدستور وتم الاعتراف بها في الوثيقة الدستورية. للتوضيح انا ما بتكلم عن انو وجودهم صح ولا تصنيفهم مليشيات ولا قوات نظامية ولا عن انو وضعهم طبيعي ولا ما طبيعي. انا بتكلم عن اخطائنا في التعامل مع معالجة هذه القضايا. التجييش والخطاب الشعبي في القضايا الزي دا ياداب بتزيد الازمة.
نحن محتاجين نكون حكيمين ونتعامل مع الموضوع بكل حكمة للخروج باقل تكلفة من الخسائر في الارواح. نحن حسي بنتعامل مع موضوع معقد جدا، لا ينفع فيه الانتقام والشجاعة وانماء الحكمة لحقن الدماء. كلنا سمعنا وشوفنا الرعب والهلع والموت الحاصل لاسرنا واهالينا منذ الاستغلال بسبب الحروب العبثية دا، وبرضوا شوفنا كيف تكلفة الحرب خلال الاربعة ايام دا.
التهور ما بنفع. الحصل في الجنوب ودارفور وجبال النوبة والنيل الازرق ما مفروض يتكرر في اي مكان تاني وحتى العنف خلال الاربعة ايام دا ما مفروض يتكرر خالص اي مكان تاني.
دا حرب كل الشعب السوداني خسران فيها، وما فيها منتصر بقوة السلاح اذا نحن بنتكلم عن انتصار يحقق امن وسلامة شعبنا ويتم باقلة تكلفة في الارواح. اوقفو الحرب وارجعوا للحل السلمى والتفاوض لحل الخلافات السياسية. اخرجوا كل القوات العسكرية من داخل المدن والارياف والاماكن الماهولة بالسكان واتركوا الشرطة تحفظ امن وسلامة الناس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.