العب غيرها يا حميدتي
كتب: جعفر عباس
.
الزعم بأنك تخوض هذه الحرب لتعزيز الديمقراطية والحكم المدني، يكذبه ماضي قوات الدعم السريع، فهي التي تولت التنكيل بالمدنيين والشباب منذ السقوط الشكلي لحكومة الكيزان في 2019، ثم انظر سلوك جنودك خلال الأربعين يوما الماضية، بعضهم يتكلم في مقاطع فيديو عن “الشماليين” من طرف وكأنهم العدو الأول، وواضح لكل ذي بصر وبصيرة أن رجالك يفتقرون الى الانضباط، وان مجموعات كيرة منهم تعمل لحساب نفسها، فالمئات من جنودك استغلوا أجواء الحرب لاقتحام البيوت والمرافق العامة ونهب محتوياتها، ولا يجدون حرجا في تصوير انفسهم بالفيديو وهم جالسون وراقدون داخل البيوت التي يحتلونها، وهناك عديد الشواهد على أنهم اقتحموا مئات البيوت ونهبوا ما خف حمله وثقل ثمنه، وتركوا أبوابها مشرعة لتأتي عصابة تلو العصابة لتسرق الأثاث والأدوات الكهربائية وغيرها، ودعك يا سعادة ف. أ (وهذه عندي لا ترمز الى فريق اول بل الى فريق افتراضي)، من الآلاف الذين لا نعرف أسماء معظمهم وتعرضت سياراتهم وممتلكاتهم للنهب من قبل رجالك، ودعني أحدثك عن مشاهير تعرضت بيوتهم للاقتحام والنهب والتدمير من جماعتك في وجود شهود عيان: وزير الاعلام الأسبق علي شمو، فضل الله برمة ناصر رئيس حزب الأمة القومي، عبد الله خليل رئيس الوزراء الأسبق، سامي عزالدين لاعب نادي المريخ الراحل، المطرب ياسر تمتام.
ليس من حقك يا فارس الحكم المدني المزعوم ان تبكي على تدمير الجيش لمطابع العملة، فلماذا ولأي غاية قام رجالك باحتلال المطابع؟ هل حسبوا أنهم سيجدون فيها حاويات ضخمة ممتلئة بالنقود ليستولوا عليها لإضافتها الى حصائل تهريب ذهب جبل عامر؟ وتبكي لحال مستشفى شرق النيل الذي تعرض للدمار؟ أمر مؤسف ان يقصف الطيران الحربي ذلك المستشفى وغيره من المرافق، ولكن “الله يجازي ال كان السبب”، ومنذ أسبوع ومستشاريك يوجعون رؤوسنا عن التزامهم التام بالهدنة والتي من بين شروطها خروج جنودك من بيوت المواطنين، و”حياتك” لم يغادر جماعتك بيتا واحدا محتلا.
وتقول إنك ستوقف الحرب فقط بعد القبض على كفيلك السابق عبد الفتاح البرهان وتقديمه للمحاكمة، فلا تتعجل الأمور، فلو صار عندنا نظام عدلي نزيه، فلابد من تقديمك انت واخوك والبرهان ورهطه الى للمحاكمة على جرائم الأعوام الفائتة والجرائم الجارية الآن.