الوضع الآن في السودان

0 936

كتب: البراق النذير 

.

مجموعات كبيرة تتعرض بشكل يومي للقتل والموت البلا غبينة ظاهرة، والقصف والرصاص وانتهاك الأعراض والاستفزاز والطرد من المنازل ومنع الوصول للغذاء والدواء والعلاج والحركة. هذه المجموعات تتوزع بين الخرطوم والجنينة ونيالا وكتم وأبو حميرة والفاشر والأبيض وغيرها من المناطق والمدن، وتضم هذه المجموعة مئات الآلاف الذين اعتصموا ببيوتهم ولازموها تحت حصار النيران وفي مواجهتها برغم ضيق ذات اليد وفقدان مصادر الرزق وانسداد سبل العمل والعجز عن سد الحاجة!
مجموعات كبيرة متحزمة بصبر وكرم الزاد غير المعيوب لا هو ولا سيده، لاستقبال الفارين من الحرب، يبذلون ما في وسعهم لاحتضان من نزحوا إليهم من ذوي القربى وغير ذوي القربى، ولم يدخر هؤلاء جهداً في سبيل تسكين وإطعام مئات الآلاف وتقديم كل مساعدة ممكنة بما في ذلك الاستئناس الرحيب والدعم النفسي، وهؤلاء لن تنقص همتهم ولكن ستتناقص قدرتهم إن لم تستنقذ بمواصلة الإنتاج والزراعة وتعظيم الموارد.
مجموعة ثالثة تعاني في المعابر والمخارج وتخوم البلاد وحدودها وخارجها، وهذه المجموعة تعاني لإيجاد أبسط مقومات الحياة، يهيمون في العراء وتحت لظى الشمس الحارقة، يعانون للحصول على جرعة ماء عكر لطفل رضيع، يخافون من تناول وجبة كاملة ويستعيضون عنها بما يسهل هضمه ويقلل قضاء الحاجة لأن قضاء الحاجة رفاهية لا قبل لهم بها؛ يستظلون بورق الشجر وبظلال السيارات المتوقفة لهنيهة، وينامون ويفيقون في العراء جنباً إلى جنب مع العقارب والسحالي والثعابين والذئاب البشرية وتجار الحروب وسماسرة الأزمات!
وهؤلاء يجب أن يفرد لهم المجال لأنهم الناجون أو من نظنهم ناجين!
كل الناس، داخل وخارج السودان، مع الحرب وضد الحرب، يجب أن يستجوبوا المنظمات المحلية والإقليمية والدولية، والدول التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان والمجتمعات والشعوب؛ يجب أن يتم استجوابهم عن سهمهم في مكافحة المأساة التي يواجهها عشرات الآلاف من العالقين، الفارين، النازحين، وشبه اللاجئين واللاجئين في المعابر والحدود السودانية.
يواجه العالقون في الداخل وعلى الحدود وخلفها خطر الموت، وتفاقم الأمراض وحدوث كوارث إنسانية وصحية، لأعداد مهولة من البشر!
هؤلاء ليسوا أقل إنسانية من آخرين، ممن واجهوا الأزمات والكوارث في أوربا وآسيا وغيرها من مناطق العالم، والذين وجدوا الرعاية من لحظة الرصاصة الأولى؛ من سارعت هذه الجهات لرعايتهم والاهتمام بأوضاعهم وتوفير ما يحب توفيره لحفظ حياتهم، ولكن السودانيين اليوم أولوية والاهتمام بهم ضرورة..
كيف توفي الأمم المتحدة بمبادئ محاربة الفساد وتوفير دعمها بعدالة؟!
كيف توفر الأمم المتحدة ومنظماتها والمنظمات المعنية الكرامة لإنسان السودان القابع في منزله والنازح واللاجئ والعالق في المعابر؟!
كيف تخلق بيئة آمنة لإنسان يواجه الحرب في بيته وعند فراره يواجه الموت والمعاناة؟!
كيف يقبل موظف أممي أو مسؤول عن حياة الإنسان في العالم وفي نطاق عمله الذي يشمل السودان تحديداً أن يموت الإنسان أو يحتضر بسبب نقص في الغذاء والدواء والمسكن وهو بالمقابل يتمتع بكل امتيازاته التي ما نالها لشيء سوى التزامه بأداء واجبه الذي توظف من أجله؟!
الحرب تظهر العورات والسودان بحالته هذه سيهبط بالكثيرين من جنان اتساقهم المتوهم!
#عار_العالم_في_السودان
#اعصروا_على_بعض
#ممرات_ومسارات_آمنة
#العسكر_للثكنات_والجنجويد_ينحل
#أرضاً_سلاح
#لا_للحرب
#لسنا_بخير

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.