ليست دولة ٥٦، هي دولة القوي الغاشم ..

0 63

كتب: محمد فاروق سليمان 

.

لا اعرف لماذا نرمي بلاوينا علي التاريخ؟ ووفق اي قراءات مبتسرة نفعل هذا! وقد قاوم السودانيين وبشكل سلمي دائما كافة اشكال الاستبداد منذ قبل ٥٦. ومنذ اعتصام مزارعي جودة في جنوب النيل الابيض، وفي مواجهة فظائع الحرب في الجنوب، حتى قامت ثورة اكتوبر على اعقاب ندوة عن الحرب ورفضها..

عندما قررت الاغلبية في الديمقراطية الثانية اجهاض حكم القانون استنجد رئيس القضاء بانقلاب عسكري وقتها ولم يتحصن بحكم القانون لياتي رئيسا لوزراء حكومة مايو الاولى منهيا ارث استقلالية القضاء الذي ابتدره في اكتوبر مولانا عبد المجيد امام، رئيس القضاء ابان حكم عبود، والذي امر قوة الشرطة بالانسحاب فورا من مواجهة حشود المتظاهرين..

وفي كل كان حصاد السودانيين انتصار من يملك القوة على حكم القانون وسيادته. بعد ابريل قطع انقلاب الثلاثين من يونيو الطريق امام السلام وامام حكم القانون لاقامة مؤتمر دستوري..

والان هذا الصراع بين القوى وحدها سيرسم مستقبل السودان اذا ترك الامر لهذه الحرب وحدها تحديد كيف يحكم السودان ومن يحكمه..

هل نساوي بين الجيش وقوات من رحمه او مليشيا تمردت عليه عندما نقول هذا؟ هل نساوي بين قادة الجيش وجنوده وضباطه عندما نحمل الجميع مغبة ما يجري الان؟ هل نساوي بين طموح ال دقلو كما ينظر كثيرين لحرب الدعم السريع الان وبين مقاتلي الدعم السريع؟ هل تنجح هذه الفوضى والانتهاكات في هذه المغامرة المدمرة في التاسيس لنظام حكم قانوني حتى وفق قانون القوي الغاشم؟ اي سلطة لديه على قواته واي سيطرة يمكن ان تحكم هذه القوات في اي مستقبل؟

تناقضات القوى الغاشمة وحدها ستجيب على هذه الاسئلة، وغيرها، وليس من خلال هذه الحرب وحدها، لكن وان كانت الحرب من يجيب على هذه الاسئلة فحرب السودان الوطنية لم تبدأ نهايتها بعد، وان كانت بدايتها قد سبقت حتى ثورة ديسمبر، الحرب التي ينتصر فيها حكم القانون على القوى الغاشمة من اي منبت، ووفق اي حجة: في حرب السودانيين على كل الحروب، وقدرتهم على تحقيق العدالة في كل حرب منذ العام ٥٦، للخروج من دولة كل عام تلت هذا التاريخ، وكل تاريخ بعده.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.