اذا لم يكن هناك من صواب فعليك ان تختار خطيئتك: ولتكن خطيئتي اني لا اصدق ان ليس هناك صواب!
كتب: محمد فاروق سليمان
.
هذه الحرب ليس على الموتى، لكنها على الاحياء وعلى الحياة نفسها؛ فالموت لا يؤلم الموتى ولا التنكيل بالقتلى بمعذب غير الاحياء، فليس في القتل من موت رحيم، وكما ليس في المنافي من ملجأ كريم، واذا صارت هذه الحرب على الموتى الان في كل ما رشح عنها، وما هو راسخ، في إرث حروبنا الاهلية طوال تاريخ دولتنا الوطنية، فهذه اول دلائل انهزام الحرب امام الحياة، بعد ان وثقت على انتهاكاتها بنفسها، ومهما بدا هذا مؤلما؛ لا نجاة بإنكاره..
لن نرى احدا يَقتُل بنبل، ولكننا سنرى كثيرين يُقتلون بجُبن، فالشجاعة صارت قدر المقتول لا صفة القاتل الان، والدم الحار دم المغدور والدم البارد دم الغادر: اسرى ينحرون ورهائن ينهبون، فهذه هي الحرب مهما تنكرت الدعوات لها في ثوب الجسارة، فالجسارة الوحيدة بنهاية هذا الفصل في السودان، خلاف الحسرة؛ ستكون بخضوع الجميع لسلطة القانون وحكم العدالة، وليس باستسلام البعض لقانون السلطة، وقدرة البعض الاخر على الافلات من العقاب..
اذا كان من السائد ان اوقات الحرب لا صواب فيها، فلتكن خطيئتنا عندها: أن لا للحرب.