نحن مع الجيش الواحد الذي نعتقد أن الوصول إليه لن يتم عن طريق الحرب بل عبر الحلول السلمية التفاوضية

0 1٬780

كتب: خالد عمر يوسف

.

في أبريل من العام ٢٠٢٠م، تقدمت قوى الحرية والتغيير بمشروع مصفوفة تعالج قضايا الانتقال وتم توقيعها بواسطة التحالف ومجلسي السيادة والوزراء آنذاك، تضمّنت طرح قضية الإصلاح الأمني والعسكري الذي يقود لجيش واحد مهني وقومي، وظللنا باستمرار نقرع ناقوس الخطر حول تركة النظام السابق التي خلفت وضعية تعدد الجيوش والتي كنا نعلم أنها أكبر مهددات بقاء الدولة، ناهيك عن احتمالية حدوث انتقال ديمقراطي ضمن هذا السياق.

لم تتوقف محاولاتنا إطلاقاً عن إيجاد مخرج سلمي لهذه القضية، طرحت لاحقاً في مبادرة رئيس الوزراء في يونيو ٢٠٢١، طرحناها قبل الانقلاب وعقبه، وحين بدأ التفاوض مع قادة انقلاب ٢٥ أكتوبر، وضعنا القضية على الطاولة وقلنا حينها إنها القضية رقم واحد في سلم الأولويات وبدون معالجتها سينهار السودان بلا شك.

تعامل الكثيرون حينها مع مواقفنا هذه باعتبارها “فزاعة” نستخدمها عند الطلب سامحهم الله.. على الرغم من ذلك فقد حافظنا على اتساق الموقف.. نحن مع جيش واحد مهني وقومي بعيد عن السياسة ولم ولن نساوم في هذا المقصد.. نحن لسنا كمثل انتهازيي النظام السابق الذين قسموا القوات المسلحة وزرعوا عناصرهم الحزبية داخل المنظومة الأمنية والعسكرية وخلقوا الجيوش الموازية والمليشيات، وقاموا بتسليحها واستخدامها في حروبهم القذرة ضد الأبرياء في هوامش السودان، واليوم يدعون كذباً بأنهم مع الجيش الواحد، ويذرفون دموع التماسيح على فظاعات حرب هم من خلقوا الظروف التي قادت لها وهم من خططوا لها وعملوا على استمرارها لا لشيء سوى سعيهم للعودة لسلطة ولو على أشلاء هذا الوطن المكلوم.

في هذه الحرب حددوا هدفهم بوضوح وهو تصفية القوى الديمقراطية عبر سلاح الأكاذيب ونشرها النشط بواسطة أبواقهم التي تنتشر في الوسائط.. أكاذيب لا تستند على ساقين مثل أن موقفنا منحاز لجهة أو أننا نمثل غطاءً لجهة.. موقفنا واضح لا لبس فيه.. نحن مع الجيش الواحد الذي نعتقد أن الوصول إليه لن يتم عن طريق الحرب، بل عن طريق الحلول السلمية التفاوضية. هذا هو موقفنا الثابت قبل اندلاع الحرب وبعد اندلاعها ولن نتخلى عنه مهما واجهتنا الحملات الغوغائية الكاذبة.

نحن اخترنا خيار الحلول السلمية وسنواصل فيه.. اختار غيرنا طريق الحرب ونتائج طريقهم واضحة اليوم للعيان.. الحلول الحربية قادت للموت والسلب والنهب والتشريد والنزوح واللجوء ونذر الحرب الأهلية المُجتمعية واعراض تفكك الدولة وانهيارها.. هذا هو حصاد من يريد الوصول لحل القضايا عن طريق الحرب، سنقف ضد هذه الأجندة الحربية وسنتصدى لها، حتى يعود صوت العقل والحكمة للسودان، وينتهي هذا الجنون المطبق ونستعيد بلادنا التي نحب لتكون في سلام وأمن واستقرار وحرية وازدهار.. طريقنا واحد وواضح ولن نحيد عنه أبداً مهما كلفنا ذلك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.