كيف أدي التهاون مع الفلول للحرب؟

0 185

.

1. وجد نشاط الفلول بقيادة الخارجين من السجون في الشرق استنكارا واسعا من الجماهير مع دعوات ومذكرات لاعادتهم للمحاكمات ، وهذا امتداد للتهاون مع الفلول بعد الثورة وتمدد نشاطهم حتى اشعلوا الحرب اللعينة مع صنيعتهم الدعم السريع في حرب كارثية استمرت لأكثر من 100 يوم ، جرى فيها جرائم حرب وانتهاكات ضد المدنيين ، وبلغ عدد النازحين أكثر من 3 مليون داخل وخارج البلاد ، ومقتل أكثر من 3900 شخص ، وشملت الانتهاكات العاملين في مجال الاغاثة من قتل واعتقالات ، ونهب ما لايقل عن 50 مستودعا للمساعدات الانسانية وسلب 82 مكتبا حسب بيان الأمم المتحدة اضافة لتأثر القطاع الصحي حيث توقفت حوالي 70% من المستشفيات بسبب القصف من الجيش والاحتلال من الدعم السريع ، اضافة لخسائر مادية لا تقل عن 50 مليار دولار جراء الانفاق العسكري وتدمير البنيات التحتية والمواقع التاريخية والأثرية ، فضلا عن توقف 300 مصنع ومؤسسة إنتاجية تعرضت للدمار الشامل ، ونهب مخازنها ، مما زاد من شح السلع والعطالة وتشريد العاملين ، وتعطيل الجامعات والمدارس ، ونهب وحرق الاسواق والبنوك ، وتعطيل محطات المياه والكهرباء مما أدي لعطش وظلام دامس في بعض الاحياء لفترات زمنية طويلة ، فضلا عن تدمير المباني جراء قصف الجيش احتلال المساكن والمؤسسات الخدمية ، ونهب العربات من الجنجويد .

 مما يتطلب وقف الحرب وتقديم المجرمين للمحاكمات ، خروج الجيش والدعم السريع من السياسة والاقتصاد وقيام الحكم المجني الديمقراطي.

2 . الواقع أن التهاون مع الفلول بدأ من دعوة المصالحة أو التسوية أو المساومة التاريخية مع الإسلامويين التي وحدت استنكارا واسعا باعتبارها “خيانة للثورة” ، “دعوة حق اريد بها باطل” … الخ فكيف ندعو للتسوية معهم وثورة ديسمبر لم تستكمل مهامها في تفكيك التمكين والمحاسبة واستعادة الأموال المنهوبة ، وتقديم المطلوبين في جرائم الإبادة الجماعية وضد الانسانية الي لاهاي والمحاكمة … الخ .

لكنها في حقيقة الأمر دعوات تهدف لايجاد مخرج لهم من المحاسبة واستعادة أموال الشعب المنهوبة ، ولتكريس استمرار الفساد والديكتاتورية في الحياة السودانية ، كما في رفض الأسلامويين بقيادة د. الترابي بعدم محاكمة قادة انقلاب 17 نوفمبر تحت شعار “عفا الله عما سلف” والذي أدي لاستمرار الحلقة الجهنمية الشريرة من الانقلابات العسكرية بعد فترات ديمقراطية قصيرة ، كما تهدف لتنفيذ مخطط “الهبوط الناعم” لإعادة سياسات النظام البائد القمعية والاقتصادية والتفريط في السيادة الوطنية والحلول الجزئية التي تكّرس المحاصصات والفساد والنهب لأراضي وثروات البلاد ، وتهدد وحدتها كما في تعدد جيوش الحركات الحالي بعد اتفاق جوبا ، الذي يعيد إنتاج الحرب بشكل اعنف من الماضي.

3 . المشترك في كل الداعين للمصالحة مع الإسلامويين أنهم كانوا واقفين ضد اسقاط نظام الانقاذ قبل ثورة ديسمبر ، ودعوا للحوار مع المؤتمر الوطني علي أساس خريطة الطريق لامبيكي والمشاركة في انتخابات 2020م التي نتيجتها محسومة سلفا بالتزوير لصالح البشير ، واختطفوا الثورة بعد انقلاب اللجنة الأمنية للنظام البائد الذي قطع الطريق أمام الثورة ، وتحالف مع قوي الهبوط الناعم في قوي الحرية والتغيير حتى توقيع الوثيقة الدستورية المعيبة التي كرّست الجنجويد والحكم العسكري ومصالح الرأسمالية الطفيلية ، وتهاونوا في تسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية ، والقصاص للشهداء في جريمة فض الاعتصام ، وبقية الجرائم ضد الانسانية.

4 . أدي التهاون مع الفلول لتخريب الاقتصاد واشعال الفتن القبلية في الشرق والغرب وجنوب كردفان .. الخ ، ونسف خطوط السكة الحديد ، وتخريب محطات الكهرباء والمياه ، نسف الأمن وتهريب العملة والسلع وتجارة المخدرات والبشر والمضاربة في الأراضي ، وتأخير تسليم البشير ومن معه للمحكمة الجنائية الدولية ، وتعطيل محكمة قادة انقلاب 30 يونيو 1989م ، وعرقلة اصلاح التعليم ، وعدم هيكلة الشرطة والجيش والأمن واصلاح النظام العدلي والقانوني وقيام المحكمة الدستورية ومجلسي القضاء العالي والنيابة ، وعدم حل المليشيات من دعم سريع وجيوش الحركات ومليشيات الاسلامويين وقيام الجبش القومي المهني الموحد ، وعدم عودة شركات الجيش والأمن والدعم السريع والمحاصيل النقدية والماشية والاتصالات للدولة ، وتغيير العملة ، والتفريط في السيادة الوطنية كما في الارتباط بالاحلاف العسكرية (اليمن-الافريكوم-الحلف العسكري مع مصر … الخ)، وربط البلاد بمؤتمرات شاتم هاوس والمانحين وباريس وادخال البلاد في الدول المثقلة بالديون “الهيبك” المدمر للاقتصاد بالمزيد من تنفيذ شروط الصندوق القاسية مقابل الوعد بالاعفاء من الديون ، وقيام قواعد عسكرية لروسيا وأمريكا علي البحر الأحمر ، والتفريط في أراضي البلاد (حلايب ، شلاتين ، الفشقة … الخ) ، حتى وصل الأمر للصفقة الاماراتية المعيبة حول الفشقة التي رفضتها جماهير شعبنا ، استمر النشاط المعادي للثورة من الفلول حتى الاشتراك في انقلاب 25 أكتوبر 2021م وجاء في بيان الانقلاب نفس مطالب الفلول ، والدعوة للانقلاب العسكري واعتصام القصر المصنوع ، وما جاء في دعوات التدخل الخارجي ، بهدف قطع الطريق أمام التحول الديمقراطي ، وقيام نظام ديمقراطي يكون مؤثرا في المنطقة ، وبهدف استمرار التبعية والخضوع لاملاءات الصندوق والبنك الدوليين ونهب موارد البلاد كما في مشروع ميناء “ابوعمامة” الذي وجد رفضا واسعا ، مشروع الهواد الزراعي ، وخط سكة حديد تشاد – أدري ، والاستمرار في حلف اليمن وارسال المرتزقة لها ، والابقاء علي اتفاقات ايجارات الاراضي التي تصل عقودها لمدة 99 عاما ، والاستمرار في احتلال مصر لحلايب شلاتين ، والتطبيع مع الكيان العنصري الصهيوني … الخ .

 لكن الانقلاب وجد مقاومة باسلة من شعبنا مما جعله يفشل حتى في تشكيل حكومة ، وجاء الاتفاق الإطاري بتدخل خارجي ، وما دار فيه من صراع حول مدة دمج الدعم السريع في الجيش ، وكان القشة التي قصمت ظهر البعير ، مما أدي لانفجار الحرب اللعينة الجارية التي اشعلها الفلول وصنيعتهم الدعم السريع..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.