حرب السودان: بين التقسيم والتدويل
كتب: عثمان نواي
.
صدر اليوم تقرير لقناة إلسى إن إن تشير فيه إلا احتمالية قيام القوات الخاصة الاوكرانية بعمليات فى السودان ضد شركة فاجنر وذلك باستخدام مسيرات حديثة لك تستخدم فى افريقيا من قبل واشتهر الجيش الاوكراني باستخدامها لدقتها فى الوصول إلى الهدف. كما أن القناة نشرت فيديو ليلى لقوات بتجهيزات عالية لا تشبه القوات المسلحة السودانية تقوم بعملية عسكرية فى منطقة فى امدرمان.
حسب مصادر تحدثت إلى سى إن إن ،فإن شحنات عسكرية تحركت من تشاد إلى السودان فى خلال الاسبوعين الماضيين محملة باسلحة إلى الدعم السريع. فى الاسبوع الماضي قام الرئيس التشادى برحلة إلى الامارات استغرق فيها عدة أيام.
فى صعيد آخر نشر السيد منى اركو مناوى تغريدة اليوم يعبى فيها عن خشيته من إن المفاوضات المقبلة بين الجيش والدعم السريع ربما يخطط لها إن تكون بين حكومتين ،كما اشارالى إمكانية إن يكون للحلو حكومته فى مناطق سيطرته أيضا. وعبر عن تخوفه من الخطط الدولية والإقليمية للتعامل مع ملف السودان.
يبدو أن إرهاصات التقسيم ألتى كثيرا ما خشيها السودانين تتكالب مع رفض مجموعة قيادية فى مؤتمر البجا قيام حكومة فى بورتسودان والدعوة إلى لإيجاد حل لمشكلة الشرق بمقترح إقامة حكومة للاقليم من مكوناته السكانيه.
إن الواقع الراهن ينبئ بأن السودان وصل فعليا إلى نقطة التشظى التفكك. والناظر لسياسات الحل الدولية فى دول النزاعات المختلفة فى الاقليم العربى والافريقي يرى إن التقسيم مع وجود كيانات دول ضعيفة محدودة السيطرة على كامل اراضيها ومع وجود أجنبي مكثف فى مناطق معينة و تحالفات دول مختلفة مع عناصر متنازعة هو الواقع ألذى يسود كل من سوريا واليمن وليبيا ومالى وحتى أوكرانيا. فالدول ككتل واحدة فى حالة النزاعات المذكورة سابقا تك تفكيكها بعناية لصالح إعادة السيطرة والتمركز لقوى جديدة واخرى قديمة على المستوى الداخلى ولكنها متحالفة وتخدم أيضا مصالح خارجية تتركز فى مناطق جغرافية استراتيجية معينة الشريك الخارجى. كما أن معظم النزاعات فى الدول المذكورة اعلاه هى أيضا حروب بالوكالة ،وهى تصفية حسابات دول كبرى إقليمية ودولية فى أراضي هذه الدول ألتى تجرى فيها الحروب. وجزء من الحرب فى السودان هى حرب بالوكالة بلا شك بين دول عدة من ضمنها الصراع بين السعودية وألإمارات على موارد السودان ،إضافة الى صراع السيطرة على البحر الاحمر ألذى يشمل دول غربية وعربية. إن الواقع السودانى الراهن تستخدم فيه كثير من التفسيرات للحرب ذات الطابع الداخلى والمحلى والتاريخى الخاص بالسودان ،ولكن لم تعد تلك المسببات أو التفسيرات ذات جدوى أو قدرة على تفسير أو التحكم أو تغيير مستقبل السودان أو مستقبل الصراع عليه وفيه. بل اخشي إنه لم يعد فى يد السودانين الكثير لفعله. ربما كل ما يستطيعونه الان هو التفاعل مع سيناريو هات لن يكون لهم قدرة كبيرة على التحكم فى خواتمها. لقد فقد السودان عمليا سيادته. وهو الان فى الطريق نحو التحول إلى كانتونات عسكرية يحكمها سودانيين بالوكالة عن آخرين. وربما لا تكون هناك دولة مركزية مرة أخرى فى السودان. فهذا عهد قد مضي. أما اى دولة ستتكون فهذا خاصع لعوامل عديدة ، ما يريده السودانين سيكون أضعف تلك العوامل للأسف.