لا للحرب سيدي

0 97

كتب: محمد فاروق سليمان

.

خطاب حمبدتي بالامس يوضح ان حركة التاريخ في اتجاه خاطيء لم تكن تحتاج من قبل السودانيين كل هذا الاحتفاء بنضالاتهم وتعليمهم او تفردهم، وحده شخص غير عابيء بهذا التاريخ ولا بحركته من الجموع يمكن ان يجد فرصة غير محدودة للتقرير في مصيرهم بطريقة لا يمكن ان تكون عند غيره ابداً!

شخص يقدر على ان يعيد انتاج كل خطب الاسلام السياسي، وخطاب المظلومية التاريخي للشعوب السودانية، ويقف بكل اريحية امام التداخل الافريقي في حدود سياسية لم تعترف ابدا بالاجتماع الافريقي الموجود، ويتصالح مع كل هذا الموت الذي يتسبب به، بكل ايمان بالكتاب وايات الله، ولا يعبا بغير المستقبل الذي تشكله قوته لوحدها، وكيفما استمدها عبر الفرص التي تبدو له لا تنتهي، يتيحها له شتاتنا الوطني وتهافت العالم من حوله، في لوحة سريالية لتهاوي دنيانا التي نعرفها ويريدها..

لا اظن ان الحرب قد كشفت عن وجهها باكثر مما حمله هذا الخطاب لقائد الدعم السريع، ليقف بين الناس متمثلا كل خطابات الترابي ومشاباة عرمان وربما بطولات حسن نصر الله، ليقول لنا ان العنف لا يحتاج لعقيدة او ايدولوجيا او حتى قضية لتبرع فيه، وان كان من فايدة لهذا الخطاب فعله يعيد ايماننا بسلمية ثورتنا، كل المجد لشهدائها، كأساس لسلمية اجتماعنا، وساس لتعافي سياستنا وساستنا.

لفاروق ابني لغز دائما ما يكرره علي؛ في دراسة لاسباب سقوط الطائرات اثناء الحرب العالمية كانوا يحددون الاصابات في الطائرات التي تعود، ووجدوها في اماكن محددة دائما فماذا عليهم لمنع سقوط الطائرات؟ اين يجب ان يقووا الطائرات؟؟ كنت اضحك واساله هو عن رأيه، فيقول لي في اماكن اصابتها؟؟ فاقول له هي الاماكن الاكثر عرضة للاصابة على ما يبدو، فيضحك علي ويقول لا هذه الطائرات التي تعود، عليهم تقوية الاماكن التي لم تصاب فالواضح انها عندما تصاب لا تعود الطائرة! برافو فاروق، ولا اعرف لماذا يعيد علي فاروق هذا اللغز كل فترة، وكلما يحس بان همومي قد تكاثرت!!

لوقت طويل ظللنا كسودانيين نحاول اصلاح اماكن الاصابة في مسيرتنا كسبب لتعثر مسيرتنا، دون ان ننتبه ان توقفنا ابدا لم تتسبب به هذه الاصابات. نردد حديث خاوي في اغلبه عن النخب الوطنية، وادمان الفشل، دون الوعي بحيوية دورها مثلا، وان العلة في كونها نخب استعمارية_كما يقول ابو القاسم حاج حمد_ لم تتحرر بعد من متلازمتي الهيمنة والاختلال مثلا؟ في اطار غضبنا على علة المركز والهامش، اعدنا انتاج مراكز متعددة ام تبادلنا المواقع في ذات المركز!

في اخر محاضرة استمعت فيها للقائد عبد العزيز الحلو كان يوزع نظراته بين الحضور في القاعة مبتدرا حديثه عن النخبة السودانية وادمان الفشل، وكوننا كثيرا ما نردد هذا!، هل نعرف اننا انفسنا هذه النخب التي تدمن الفشل؟؟. ماذا سنفعل اليوم ليتوقف هذا الفشل؟ ، هذا السوال علينا ان نوجهه لانفسنا، نحن هنا من يجب علينا ان نجاوبه..

بالتاكيد لسنا الطائرة التي تعود رغم اصابتها في اماكن متفرقة، لتقوي من اماكن اصابتها، دون ان تصاب في المكان الوحيد الذي كان ليسقطها، ولكننا امة تفرغنا للوم بعضنا دون ان ندري اين اوجه قصورنا يوماً حتى نقلع مع بعضنا، فاصابتنا تلك القذيفة قبل ان نحلق في عنان السماء فعلا!

ربما علينا الان ان نتعلم المشي مجددا، فمهما كان الجبل عاليا فلا بد هناك من طريقة لصعوده، حتى وان لم يكن في ذلك الحديث بشارة بسلام لفنكن نحن البشارة🫶🏽.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.