لا يوجد اسوأ من البلبوس الا البلبوس المتفلسف!.. مضادات السواقة بالخلا(5)
كتبت: رشا عوض
.
هناك من يحاول التغطية على هزائم الكيزان في هذه الحرب عبر التزوير في حقيقة الصراع الدائر، وهو صراع سلطة عريان بين نظام بائد مأفون ومليشيا من صنعه أرادها ان تكون عصاه الغليظة لقمع الشعب السوداني ولكن شب عمرو عن الطوق! وانقلب السحر على الساحر!
المزورون من فلاسفة البلابسة يجتهدون في تضليل الرأي العام عبر ادعاءات مضحكة، منها على سبيل المثال تشبيه التصدي لقوات الدعم السريع بتصدي الحلفاء للنازية في الحرب العالمية الثانية! دلللللل لما دل تخلص!
وفي اطار الحث على استمرار الحرب ومعارضة أي حل سلمي يقولون تخيل لو ان العالم الرأسمالي لم يتراجع عن محاربة هتلر حتى هزيمته وعقد معه تسوية كيف سيكون حال العالم!
هذا القياس الفاسد يا بلبوس يا متفلسف لا يمكن ان يقنع غنماية!!
حرب الحلفاء ضد النازية والفاشية كانت حربا عادلة قادتها في الغالب حكومات ديمقراطية ذات شرعية في تمثيل شعوبها ضد غزو النازية لترابها الوطني وهو غزو مدفوع بايدولوجيا موغلة في العنصرية تهدد باستعباد الشعوب، فما وجه المقارنة بين تلك الحرب وحرب السودان المشتعلة بين سودانيين يتصارعون على السلطة داخل وطنهم! حرب بين جيش معطوب ومليشيا خرجت من رحمه! حرب تقودها في العلن سلطة انقلابية منبوذة قدم الشعب 120 شهيد ومئات الجرحى في مقاومتها، وتقودها في السر عناصر نظام منحط بدأ عهده بدق مسمار في رأس طبيب وانتهى بدق خازوق في جسد معلم! نظام يضع عودته للسلطة في كفة ووجود الوطن نفسه في كفة ويرجح كفة سلطته! هذه هي حقيقة الحرب العارية التي ستظل عارية مهما اجتهد فلاسفة البلبسة في نسج ثياب تستر عورتها! هؤلاء النساجون يحولون انفسهم الى أضحوكة عندما يحاولون اقناعنا بوضع البرهان وعلي كرتي في مقام سير ونستون تشيرشل والجنرال شارل ديغول! او حتى جوزيف استالين الدكتاتور المالي مركزه وكارب قاشو!!
لمجرد التقليل من فداحة ثمن الدماء التي تسيل والعذابات التي يعانيها الأبرياء والبلد التي تتدمر! والايحاء الخبيث والغبي بان هذا الثمن مدفوع من اجل قيم ومثل عليا!!
لو كان التصدي لقوات الدعم السريع حربا هو من الحتميات، فان الحرب ضده كي تكون جديرة بدعم الشعب السوداني، فلا بد ان تنطلق تحت راية مشروع وطني محترم يهدف فعلا لتحرير السياسة من سطوة المليشيات استيفاء لشروط الدولة الوطنية المدنية الديمقراطية ذات الجيش الواحد القومي والمهني، ولن يبتلع الشعب فكرة حتمية الحرب الا اذا استنفذت كل وسائل الحل السياسي السلمي لمعضلة تعدد الجيوش (والحل السلمي ممكن لو توفرت له الارادة)، والا إذا دفع الجيش نفسه استحقاقات الاصلاح الامني والعسكري واكتسب التأهيل الفني والاخلاقي لان يكون رأس الرمح في التصدي للمليشيات بهدف الحماية لمشروع وطني ديمقراطي وليس بهدف تمهيد طريق العودة للكيزان واستدامة الخلل الهيكلي في الجيش نفسه! ذلك الخلل الذي انتج واقع المليشيات وعلى رأسها “الدعم السريع” .